vendredi 25 août 2017

ماذا تُخفِي أسطورة "التوافق" وماذا تخفي أسطورة "النضال"؟ مواطن العالَم

توافقٌ يخفي تناحرًا. ضبابٌ يخفي تجاذبات سياسية وصراعات إيديولوجية. قبلاتٌ تخفي حقدًا تاريخيًّا دفينا. تقيةٌ تخفي ما في الصدور. سفينة نوح جمعت الضد مع ضده خوفًا من الغرق. لقاءٌ يخفي إقصاءً. شعاراتٌ برّاقةٌ وما خفي كان أعظم. حقائبٌ سيميائية تضم مفاهيمًا ساميةً، مفاهيمٌ فقدت مضمونَها في تونس "العزيزة" مثل: المصلحة العامة، الوطنية، مكافحة الفساد، الإسلام الديمقراطي، اليسار الديمقراطي، حرية التعبير، حرية الضمير، حرية المرأة، التضحية، إصلاح التعليم، الحوكمة الرشيدة، الدفاع عن المدرسة العمومية، إلخ.
يا أخي كُنْ كما شئتَ، أرجوك فقط لا تكذب على الخلق ولا تدّعِي ما ليس فيكَ. والله ما شوّه الإسلامَ إلا أشدُّ المدافعين عنه، وما مَيَّعَ حقوقَ الإنسان إلا الحقوقيون، وما "شلّكَ" اليسارَ إلا المناضلون اليساريون، وما دجّن الاتحادَ إلا النقابيون المحترفون، وما ذيّل القضاءَ إلا القضاةُ المرتشون، وما رذّل المحاماةَ إلا المحامون الذين هم للقضاة راشون ومن الحرفاء مرتشون، وما أفسد التعليمَ العموميَّ إلا المسؤولون النقابيون والمدرسون المقاولون من الأساتذة والمعلمين، وما أفلس الشركات العمومية إلا عمالُها وموظفوها المتكاسلون، وما كرّه الناسَ في السياسة والسياسيين إلا الأحزابُ ومنتموهم الانتهازيون، وما أطاحَ بهيبة الدولة إلا مواطنيها الذين هم على القانون خارجون ومن الفوضى يشتكون ويتذمّرون، وما صغّر كبارَ القوم إلا أرذالُه، وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!
أما المثقفون النقاد غير المؤهلين بالضرورة لتقديم البديل، القانعون بفقرهم  من أمثالي فأنتم مَن سمّاهم "الجالسون على الربوة" - وما أحلى الجلوسَ عليها رغم صعوبة الوصول إليها - فهم الفرقة الناجية من وَحَلِ الواقع المعيش، رجاءً اتركوهم وشأنهم يرحمكم الله، إنهم والله أعفُّ الناس.


Mes trois principales règles déontologiques
- Au moment d’écrire un article, je me demande s’il se trouve à ma connaissance, un seul homme honnête qui puisse être froissé par ce que je vais écrire
- Pour l’auteur, il ne s’agit pas de convaincre par des arguments ou des faits, mais, plus modestement, d’inviter à essayer autre chose
- À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence


Date de la première publication sur mon blog et mes trois pages Facebook Hammam-Chatt, le 25 août 2017


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire