انتظارات الفلسفة من النظام التربوي
التونسي
مِن خصائص الحداثة اقترانها بالعلم
والفلسفة. فبعد صراعٍ طويل بين النقل والعقل، بين التقليد والتجديد، أعني بين
اتجاهات سلفية واتجاهات عقلانية تجريبية، تأسست المدرسة الحديثة مقابل المدارس
التقليدية السكولاستية (جامع الزيتونة في العاصمة وفروعه في بعض الجهات) وذلك بوضع
مبادئ وقيم تؤكد على التجديد والإبداع وتحرص على المطابقة مع العالَم الحيوي من
أجل فهمه وتغييره...
كحدث تاريخي، تمثل المدرسة الحديثة
أول ثورة حقيقية في مجتمعاتنا الإسلامية السلفية. ثورة تأكدت نتائجها على كل
المستويات إذ حررت الإنسان العربي المسلم من اغتراب عمّق في وعيه الاتباع والتقليد
ورسّخ في شعوره الثبات والعطالة والانغلاق وحوّل وجوده إلى كائن مطيع وخاضع وخانع
للوضع الغيبي والنظام السائد، فلا وجود لذاتٍ حرة قادرة على تأمّل العالم الخارجي
للكشف عن قوانينه... لقد كسّرت المدرسة الحديثة زجاجة التقليد وكانت بمثابة المحرك
الأول الذي حطّم الهيكل القديم وفجّر البُنى التقليدية التكرارية المنغلقة. ليست
القطيعة التي أحدثتها هذه الثورة مجرد ترميم للقديم بقدر ما هي تأسيس لنظام تربوي
جديد ينفي ما مضى، نظام متحرك باستمرار، متحول ومبدع ومنفتح على الحياة ومتطلباتها
المادية والنفسية والفنية.
تمثل المدرسة الحديثة فضاءًا
ماديًّا ورمزيًّا ومَعبَرا ندخل من خلاله إلى أقاليم إنسانية شعارها الكونية
والعمل على تحقيق نمو وتقدم لامتناهي في إطار حركة تاريخية تنظر إلى حاضر الإنسان
انطلاقا من تصورها لمستقبله.
تذكيرٌ لمن يهمه الأمر. مواطن
العالَم
تجدون كُتبِي
الثلاثة معروضةً بوسط العاصمة في مَكتبة "دار الكتاب" بشارع بورقيبة
ومَكتبة "ڤي سافوار" (Gai Savoir) بساحة برشلونة.:
1. Le système éducatif au banc des
accusés ! Les professeurs ne comprennent pas que leurs élèves ne comprennent
pas
2. جمنة وفخ العولمة
3. الإشكاليات العامة في النظام
التربوي التونسي - سفر في الديداكتيك وعشرة مع التدريس - (1956 - 2016)
والرابع على
الأنترنات:
Enseigner des valeurs ou des
connaissances? L’épigenèse cérébrale ou le "tout génétique"? Édition
PUE: Presses Universitaires Européennes, Edition électronique
إمضائي
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
تاريخ إعادة
النشر على النت: حمام الشط، الأحد 13 أوت 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire