jeudi 24 août 2017

عُنف "ميثاق قرطاج" والكذب على الشعب بالصمت على إشكالياته الأساسية: قيادةُ حزبِ النهضةِ بين مطرقة التبعية للغرب وسندان ثوابت قواعدها! مواطن العالَم

 لو كانت مطرقة الغرب صلبةً فسندانُ القواعد أصلبُ ولا أحد يرغب في أن يتبوأ مكانَ قيادةِ حزبِ النهضةِ الواقعة حاليًّا تحت تهديد عُنف "ميثاق قرطاج" وتشبّث قواعدها بالثوابت الإسلامية.

مَثَلُها في الحكم كمَثَلِ جنرال يقود حربًا بجنودٍ تحت إمرة جنرال من جنرالات العدو، فلا الجنودُ انقادوا لأوامره ولا هو انسحب من القيادة. وإذا الجندُ (أجهزة الدولة الموروثة عن العهدَين السابقَين وليس البائدَين) على الإرهابِ والفسادِ انتصروا فللذكرِ  حظان (حزب النداء) وللأنثى  حظٌّ واحدٌ (حزب النهضة). وإذا الجندُ أمام الإرهابِ والفسادِ انكسروا فالأنثى هي المسؤولة على إنجاب البنات (الهزائم).

أما مَثَلُها في بناء حزبها (النهضة) فهو كمَثَلِ ربِّ عائلةٍ أفنَى نصفَ قرنٍ من عمره يشيّدُ بيتًا بأحجارٍ إسلامية فيأتيه مهندسٌ غير إسلامي ويقول له: "إن بيتَكَ آيِلٌ للسقوط وعليكَ ترميمه. سأختارُ لكَ الأحجارَ الجديدةَ بِيدَيَّ المنبتَّتَيْنِ وأترُكُ لك حرية قلعِ أحجارِكَ القديمةَ بنفسكَ لتضع مكانها وبِيديك المُسَخَّرَتَيْنِ أحجارِي أو أوقعتُ البيتَ عليكَ وعلى صِغارِكَ".

خُذْ صَخرةَ "حرية المعتقد" وضَعْها مكان حَجرةِ "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ"، "حقوق الإنسان" مكان الشريعة"، "المساواة التامة بين الرجل والمرأة" مكان "الرجال قوّامون على النساء"، "المساواة في الإرث" مكان "للذكر مثل حظ الأنثيَيْن"، "إباحة زواج المسلمة من غير المسلم" مكان "وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ"، إلخ.

يبدو لي أنه لو لم يكن البديلُ أو الحجرُ الجديدُ ديكارتًا عربيًّا منبثِقًا من نفس بيئة الحجرِ القديمِ (الحضارة الإسلامية ذات المَعينَين، مَعين القرآن ومَعين الفلسفة الإغريقية)، فلن يصلحَ الترميمُ ولن يعمّرَ طويلاً وحتمًا لن يصمدَ ضد المواجهة الآتية لا محالة عاجلاً أم آجلاً، ولا أرى لإرهابِ الغربِ المقيتِ دواء غير المواجهة باستعمال السلاح، سلاحُ الدمارِ الشاملِ ضد الإرهاب الصهيو-أمريكي وربيبِه الإرهاب الإسلامي، سلاحٌ اسمه بالفرنسية "Le Partage" وبالعربية "العدلُ في توزيعِ جميع ثرواتِ العالَم بين الشمالِ (الدول الناهبة حاليًّا) والجنوب (الدول المنهوبة حاليًّا، إسلامية وغير إسلامية)".

خاتمة
قال الفيلسوف الألماني والتر بنيامين: "لا وجود لِتوافقٍ خالٍ من الإكراهات، حتى ولو تمّ ظاهريًّا بالتراضي".

إمضائي
"... إن إنكار الثقافة الغربية لا يستطيع أن يشكل في حد ذاته ثقافة. والرقص المسعور حول الذات المفقودة لن يجعلها تنبعث من رمادها" الفيلسوف المغربي عبد الله العروي
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف الرمزي أو اللفظي أو المادي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 24 أوت 2017.Haut du formulaire



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire