dimanche 22 février 2015

هذا ما قلته في اجتماع الأولياء في مدرسة "مونتيسوري" الدولية بحمام الأنف. مواطن العالَم د. محمد كشكار، المنسّق البيداغوجي العام بالمدرسة

هذا ما قلته في اجتماع الأولياء في مدرسة "مونتيسوري" الدولية بحمام الأنف. مواطن العالَم د. محمد كشكار، المنسّق البيداغوجي العام بالمدرسة

المكان: قاعة المحاضرات بمدرسة "مونتيسوري" الدولية بحمام الأنف.
الزمان: السبت 21 فيفري 2015 من الساعة الحادية عشرة صباحا إلى غاية الواحدة بعد الزوال.
الحضور: 37 ولي (الأمهات أكثر بكثير من الآباء) و 8 أساتذة و المنسقة العامة سندس و المساعدة نورهان و مؤسس المدرسة و  قلبها النابض دوما و عقلها المدبّر و فيلسوفها "المونتيسوري" حتى النخاع السيد فريد.
الموضوع: الإنصات و الاستماع لأولياء المتعلمين بالمدرسة المرسمين بالسنة الأولى و الثانية تعليم أساسي و محاولة الإجابة على تساؤلاتهم.

خلال الاجتماع، تدخلتُ ثلاث مرّات متقطّعة:
في بداية الاجتماع، طلبَ مني السيد فريد تقديم نفسي فردّ الحضور: "نعرفُه من خلال كتاباته في الصفحة الفيسبوكية الرسمية المسمّاة "Ecole Montessori Internationale Tunisie". أسعدني جدا هذا الردّ لأنني أؤمن أن أفضل تقديم لمشتغل بالعلم مثلي هو أن يقدمك للناس إنتاجك العلمي حتى و لو كان إنتاجا متواضعا مثل إنتاجي.
1.    التدخل الأول حول تعلم الخط:
اشتكى بعض الأولياء من رداءة خط أبنائهم فحاولت التخفيف عنهم و تجنيبهم عقدة الإحساس بالذنب وقلت: ما سأقوله لكم لا ينقِص من أهمية مهارة الكتابة الواضحة و الجميلة عند القارئ إذ أمكن لكن أودّ منكم أن لا تولوا هذه الكفاءة أكثر مما تستحق حتى لا تحمِلوا همًّا مجانيا و تخلقوا عند أبناءكم عقدة نقص في غير محلها. و للتدليل على إمكانية وجاهة كلامي أسوق لكم مثالين اثنين: المثال الأول: العالِم الأمريكي العظيم من أصل ألماني ألبير أنشتاين كان مصابا بعسر القراءة (Dyslexique) و رديء الخط أيضا و هذا النقص لم يمنعه من التفوّق و الإبداع العلمي في مجال الفيزياء النظرية و الرياضيات. المثال الثاني: رداءة خطي أنا لم تمنعني من تتويج تعليمي الجامعي بالتحصل على شهادة الدكتورا بملاحظة مشرف جدا تحت إشراف مشترك بين جامعة كلود برنار بليون 1 بفرنسا و جامعة تونس و لم تعطلني عن تدريس علوم الحياة و الأرض لمدة 38 سنة بالمعاهد التونسية و الجزائرية و أستغل هذه المناسبة لتوجيه تحية شكر و امتنان لمخترع الحاسوب الذي خلّصني من عقدة الشعور بالنقص و أراحني منذ عام 1998 من استعمال القلم إلا لتعمير وصل في مركز البريد.

2.    التدخل الثاني حول دور الولي في مساعدة الأساتذة على تربية ابنه تربية "مونتيسورية" علمية:
"الأم مــدرسـة إذا أعــددتـهـــا أعـددت شعبا طيب الأعــراق" قالها منذ زمان شاعر النيل حافظ إبراهيم. أما أنا فأقول أن الأم هي أكبر مطبِّق للبيداغوجيا و الدليل أن بمساعدة عطفها و حبها و تفانيها و تحت إشرافها و توجيهاتها تعلمَ طفلها بنفسه اللغة بكل تفاصيلها و تعقيداتها، ينقصها فقط العلم (دون تعميم ظالم).  و أذكِّر أيضا أن المعنى الإغريقي الأصلي لكلمة بيداغوجيا هو العبد الذي يرافق ابن سيده إلى المدرسة و هذا ما تفعله الأم مع فارق مهم و هو أن الأم حرّة و ليست عبدة و هي تخدم نفسها و ابنها بكل حب و طواعية و تفان و لا تخدم سيدا متسلطا و إنما تخدم  ابنها حبيبها و سيدها و تاج رأسها.
أذكّر الأولياء الحاضرين أن "مونتيسوري" ليست نظرية و تطبيق طريقة بيداغوجية فقط، إنما هي أوسع و أشمل و أرحب، هي فلسفة و منهاج حياة، هي عقيدة و عِلم. لذلك أرى أن نجاحها مرتهن لمدى تحمسنا في الإلمام بمبادئها النظرية و السهر على تنفيذ توصياتها العملية. مَن المَنُوطِ بعهدته القيام بهذه المهمة الأنبل في الحياة: تربية الصغار؟ هم الصغار أنفسهم أولا و الأساتذة و جميع العاملين بالمدرسة من إداريين و مساعدين و عمّال ثانيا و الأولياء ثالثا خاصة أن الصغار يقضون معهم ثُلثَيْ أوقاتهم. يتوجب علينا كلنا إذن أن نكون "مونتيسورِيّين" حتى النخاع مثل مؤسس المدرسة. على الولي أن لا يستقيل من مسؤولية تربية ابنه و يتركها للأساتذة مهما كانت كفاءاتهم و مؤهلاتهم و عليه وجوبا أن يقرأ "مونتيسوري" حتى يعاضِدنا و يساعِدنا على تربية ابنه تربية "مونتيسورية" علمية.

3.    التدخل الثالث حول ما يستطيع الولي فعله لإعانة ابنه على التركيز:
على الولي المجتهد أن يشتري كتاب لــ"مونتيسوري" يحتوي على تمارين تساعد الصغير على تملّك كفاءة التركيز و يطلب من ابنه تطبيق ما جاء فيه في المنزل. و على سبيل التوضيح أقترح عليكم تمرينا منزليا بسيطا: في نطاق التعاون مع الأساتذة زرت بعضهم و حضرت حصة رياضيات بالعربية مع السنة الثالثة أساسي. كان الدرس يتمحور حول عملية الضرب و تطبيقها على جدول الوحدات النقدية. بعد الدرس عرضت على المدرس طريقةً على ثلاث مراحل - تبدو لي مُثلى - لتدريس هذا المحور و هي التالية: مرحلة أولى: البدء بالمحسوس يعني التعامل مع النقود الورقية المزيفة ولِمَ لا النقود الحقيقية. المرحلة الثانية: تدعيم المكتسب لدى المتعلم بإنجاز تمرين تفاعلي على السبورة الرقمية (لقد شرعت المدرسة في تجهيز كل قاعات الدروس بسبورات رقمية). المرحلة الثالثة: يقوم الولي في المنزل بتمرين ابنه على التركيز و ذلك بإعادة نفس التمارين أو تمارين مشابهة بنقود حقيقية أو تنظم المدرسة "خَرجَة" للتلاميذ نحو فضاء تجاري قريب و مدِّهم بنقود حقيقية و تكليفهم بالقيام بمشتريات صغيرة تطبيقا لمبدأ "مونتيسوري" أساسي يتلخص في: "ساعدني أن أفعل بنفسي" (Aidez moi à faire seul). الفكرة أعجبت الأستاذ و المنسقة العامة و إن شاء الله سوف يتم تطبيقها في مدرستنا و كلنا "عبيد" لكن أحرار في خدمة "أسيادنا" و أحبابنا صغارنا المتعلمين.

إمضائي:
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 22  فيفري 2015.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire