jeudi 7 janvier 2021

أنا في حيرةٍ من أمري: لم أعدْ أعرفُ نفسي، حَداثِيٌّ أم مُحافظٌ ؟ مواطن العالَم

 


-         أسعى بكل جَهدي الفكري أن أبني قنطرة (pont) أو مئاتٍ من القناطر، ولو على حسابي المعنوي وراحتي النفسية، قنطرة بين العَلمانيين والإسلاميين، قنطرة بين اليساريين والنهضاويين، قنطرة بين التقدميين والسلفيين، قنطرة بين النقابيين ومنتقديهم، قنطرة بين تعليم أول الاستقلال والتعليم الحالي، قنطرة بين العلوم الإنسانية والعلوم الصحيحة والتجريبية، قنطرة بين المعرفة ونقد المعرفة (science/épistémologie)، قنطرة بين الفلسفة والدين، إلخ.

-         أحترم النساء، أخجل في حضورهن، أغضّ البصر في الشارع، وعند ملاقاتهن لا أجرؤ على النظر مباشرة في عيونهن. لكنني، جملة وتفصيلاً، أعشقهن، وفي داخلي أتغزّل بجمالهن وتمنيت لو كان لي قلبٌ يسعهن كلهن.

-         فقدت جل أصدقاء الشباب الجمنين اليساريين، عاتبوني لأنني في نظرهم محافظ وبِـنفاق النهضاويين اتهموني، لم أتغيّر، حاكموني، يئسوا مني، عاقبوني وفي النهاية قاطعوني.

-         ندمت على الحماقات "الحداثية" التي اقترفتها في شبابي الشيوعي، وخاصة جريرة الإفطار  في رمضان في حضرة المرحومة أمي يامنة الغالية، أستحي اليومَ من نفسي.

-         أتمنى أن يتربى أحفادي وأحفاد كل البشر، كما في طفولتي تربيت، يتربوا في نفس الدار في حُضن أجدادهم وجدّاتهم وفي نفس الحي مع جيرانهم، يترعرعوا، كما ترعرعت، في بيئةٍ يشكّلها احترام الجار للجار والصغار للكِبار، يلعبوا، كما لعبت، في فضاء رحبٍ حر يصنعون فيه ومنه لُعبَهم بأنفسهم، يتغذوا، كما تغذيت، طعام بيولوجي وصحي مائة بالمائة، يحفظوا القرآن في الكُتاب، كما "جزء عمّ" أنا حفظت وعلى النطق السليم تدرّبت، يدرسوا، كما درست، في مدارس يسود فيها الانضباط (je veux dire la discipline : l’absence d’autorité chez les enfants est une forme de maltraitance, a dit un jour, un grand pédagogue).

-         أنزل في مظاهرة يسارية فأجد نفسي أقلهم أناقة، أقلهم وجاهة، أقلهم طلاقة، أقلهم جرأة وأقلهم مالاً. من فرط حيرتي وحب الاطلاع، أنزل في مظاهرة نهضاوية فأجد نفسي في "اللّوكْ" أشبههم.

-         لم أمسك يومًا في حياتي يد زوجتي في الشارع، وقديمًا منعت مرة ابنتي المراهقة من الخروج للشارع وسرّتها عارية حسب موضة مضت في عصرٍ قريبٍ، أو لا زالت، لا أعلم.

-         ولو صادف حظك حظي وسمعتني مرة، في جلسة يسارية-يسارية في مقهى الشيحي صباحًا أو البلميرا مساءً، وأنا أنقد الفساد الرأسمالي أو التدين الإسلامي الشائع والمشوّه، لقلتَ عني: يساري متطرّف وكافر بالدنيا والدين والناس أجمعين.

-         مُشترِكٌ في جريدة "لوموند ديبلوماتيك" باللغة الفرنسية، تصلني في داري أول كل شهر وأقرأها قبل أن تخرج في أكشاك باريس أي قبل أن يقرأها الفرنسيون أنفسهم (Abonnement annuel totalement payé par ma fille étudiante en droit et résidente au Canada depuis 2011). يصلني وفي داري أيضًا ومجانًا أيضًا، يصلني آخر ما صدر في العلوم وفي الفكر Alain Prochiantz, 2019 & Amin Malouf, 2019)) طلباتي الثقافية أوامرٌ عند صديقي القيادي النهضاوي الباريسي بكّار عزّوز، وعند ابن أختي، الباريسي أيضًا، محمد فوزي العابد، الملتزم جدًّا بالسلف الصالح سلوكًا وممارسة (DEA en mathématiques + DEA et agrégation en Physique + il se prépare pour un doctorat en physique).

-         لن أجزمَ أبدًا وأقول: C’était mieux avant

-         يساري-محافظ، والحمد لله والشكر لله.

 

إمضائي (مواطن العالَم، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي مستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de la rectitude morale et la spiritualité à l’échelle individuelle):

"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique



تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 23 سبتمبر 2019.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire