dimanche 3 janvier 2021

حريةِ التعبيرِ والنشر في القرآنِ الكريمِ، مَنَحَها اللهُ حتى للشيطانِ الرجيم ! مواطن العالَم

 


يبدو لي أن حل المشاكل الناتجة عن حرية التعبير يتمثل في مزيد من حرية التعبير وليس في الحد منها بأي شكل من الأشكال، لكن على شرط أن نسعى للعمل بالقيمة الأخلاقية التالية: "على كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي، وعلى كل سلوك غير حضاري، نرد بسلوك حضاري، لا بالإقصاء أو العقاب أو التهميش".

يبدو لي أن أول وأكبر مَن مسّ بالمقدسات وتحدّى الله سبحانه وتعالى، هو الشيطان الرجيم، وبالرغم من ذلك أوصل لنا الله في قرآنه الكريم كل ردود الشيطان وألفاظ عصيانه، آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ، أمرنا الله أن نقرأها، نتعظ بها، ونرتّلها  بُكرةً وأصيلا.

أيها المسلمون، ألا تتعظون وتستفيدون من فائض الحرية دون سقفٍ،  فائض منحه رب العالمين لأكبر معارضيه، الشيطان الرجيم، لعنة الله عليه. لم يحجب الله عنّا حُجَجَ أكبر معارضيه وكان في مقدوره حَجْبُ الشيطان نفسه من الوجود تمامًا.

 

أيها المنتمون للأحزاب، آهٍ لو اقتديتم في إعلامكم بفائض حرية التعبير والنشر في القرآن الكريم، لَكنتم فعلتم الآتي:

-          حزب "النهضة" يخصص في جريدته الحزبية اليومية صفحة لليساريّين يكتبون فيها ما يشاءون ويَخُطُّون فيها ما يريدون من نقد وانتقاد لسياسة النهضة وإيديولوجيتها.

-         حزب العمال يخصص في جريدته الحزبية اليومية صفحة للنهضاويّين يكتبون فيها ما يشاءون ويَخُطُّون فيها ما يريدون من نقد وانتقاد لسياسة حزب العمال وإيديولوجيته.

-         هذا السلوك الحضاري قد يجعل الحزبَين يتفاعلان ويتعارفان، ومن تفاعلهما وتعارُفهما قد ينبثق تقارُبٌ، وتُشيّدُ جسورٌ، ويُبنَى تفاهمٌ غير مألوفٍ في السابق، وقد يستفيد المتنافسان وربما يتحالفان ويلتفتان للفِعل والبِناء، ونرتاحُ نحن، الشعب المفعول به، من شغبِهما وصخبِهما الفارغَين.

 

خاتمة: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:  "رحم الله امرَأً أهدى إلي عيوبي". وقال أيضًا: "انصحوا الناسَ بِصمتٍ". قالوا: "كيف يا عمر ؟". قال: "بأخلاقِكم !".

 

إمضائي

"أنا اليومَ لا أرى خلاصًا للبشريةِ في الأنظمةِ القوميةِ ولا اليساريةِ ولا الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، أراهُ فقط في الاستقامةِ الأخلاقيةِ على المستوى الفردِيِّ وكُنْ كما شِئتَ 

(La rectitude morale et la spiritualité à l`échelle individuelle)"

محمد كشكار

"النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ" محمد كشكار

"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو

"وإذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إذنْ إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

لا أقصدُ فرضَ رأيِي عليكم بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل مقالٍ سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 4 أوت 2012.

 

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire