يبدو لي أن أول مَن وصل من
البشرية إلى قمة الذكاء والسلام والتأقلم هي المجتمعات الأسكندنافية: أقل البلدان
الغربية بطالة، أفضلهم رواتبَ، أقربهم إلى السعادة، لا يشاركون في الصراعات
المسلحة خارج حدودهم، حققوا أكبر قدرٍ من العدالة الاجتماعية، تكنولوجيا عالية
الدقة، نظافة نموذجية في الفضاء العام، مساواة تامة بين السكان الأصليين
والمهاجرين، تقشف في المال العام. تدّخر النورفاج عُشر رَيع نفطها للأجيال
القادمة، تتمتع فنلندا بأحسن نظام تعليمي في العالم، تمتاز السويد بإدارة عمومية شفافة. لكل هذا، أفضّل الأنظمة
الأسكندنافية على كل الأنظمة السياسية
الأخرى في العالم.
إمضائي المحيّن:
قال الشاعر الشيوعي
التركي العظيم ناظم حكمت: "أنا الذي أحمل في رسغي الطوق الحديدي، وكأنه سوار
من ذهب، وأتطلع إلى حبل المشنقة، دون أن يهتز جفنه، هل يهتز لتهديدك نعلي؟".
قال علي حرب: "الحقيقة أن الفلسفة لا تعدو
كونها تجربة إنسانية فريدة، تحقيقا لحلم شخصي (...)
الإنسان
لا يقع خارج التاريخ بل داخله. ولا يتعالى عليه بل ينخرط فيه. من هنا قلما تصح النبوءات
والتكهنات".
قال جان بول سارتر: "يجب أن لا نشعر بالخجل عندما نطلب القمر".
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس
أنماط التفكير التي أنتجتها".
قال جبران خليل جبران: "وعظتني نفسي فعلمتني أن لا
أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة".
قال مواطن العالَم: يطلب الداعية السياسي أو
الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو
من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.... لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين
بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى... على كل مقال
يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا
أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي... عندما تنقد إيديولوجية في حضور صديقك يعني أنك تُطلعه على جزء من فكرك، فإذا
كانت فكرتك غير إيديولوجيته شجعك وشكرك، وإذا كانت إيديولوجيته تجاهلك واحتقرك...
ألا ليتني كنت ذاتا لا تنشر، ولا تكتب، فألَمُ التغريد خارج السرب أمرّ من ألَمِ
الصمت... نفسي مثقلة بالأحلام فهل بين القُرّاء مَن يشاركني حلما ويخفّف عني حملي؟...
"لا يوجد دينٌ محصَّنٌ من الضلال الفردي ولا دينٌ ينفرد بالتقوى"... أنا الذي أحمل في رأسي نقدٌ دائمٌ للسائد القائم، وكأنه
مرضٌ مزمِنٌ، وأتطلع إلى مواجهة الحجة بالحجة، دون أن يتهافت عقلي فهل تعتقد أن
يهتز لعُنفك اللفظي، يا أرتدوكسي، نَقديي؟... أشعر أن هناك اختلافات كافية بيني وبين القرّاء لذلك
أجد من الضرورة المحافظة على شعرة معاوية التي تفصل بيني وبينهم من أجل إمكانية
مواصلة مناقشتها بطرق مثمرة.
أؤكد ما قلت صادقا مع
نفسي وليس عن تواضع مبطّن بالغرور، ولا عن مَسكنة يُراد بها استجداء العطف، إنما
لأنني أعي جيدا أن اختصاصي العلمي يبقى بطبيعته ناقصا محدودا واختزاليا.
.
معنى كلمة "كشكار" في
التراث المصري:
"كشكار دائم ولا علامة مقطوعة" (مَثل متداوَل في مصر منذ سبعة قرون). تفسيره: الكشكار هو الدقيق الخشن الذي يقدر على شرائه الفقراء، والعلامة هي الدقيق
المكرَّر الذي لا يقدر على شرائه الفقراء.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 19 جانفي 2016.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire