vendredi 1 janvier 2021

جل يساريينا التونسيين، مثقفون بورجوازيون صغار، أعداء الطبقة الشغيلة، صنّفهم ماركس ولم يصنفهم كشكار ! مواطن العالَم، يساري تونسي غير ماركسي

 

 

إلى أي طبقة اجتماعية ينتمي عادة اليساريون التونسيون ؟ قطعًا لا ينتمون إلى طبقة العمال بالساعد (عامل في البناء أو في المصنع أو في المنجم أو في الحقل أو في الإدارة).

كلهم تقريبًا ينتمون إلى الطبقة البورجوازية الصغرى: موظف، مدرّس، طبيب، مهندس، صحفي، إعلامي، محام، قاض، مدير، ر.م.ع، وزير، برلماني، مستشار، رجل أعمال (لا تتعجبوا.. عندنا في تونس رجال أعمال يدّعون أنهم يساريين.. لو قام ماركس من قبره لَقطّع شعر لحيته الكثيف).

طبقة قال فيها ماركس ما لم يقله مالك في الخمر، قال فيها: طبقة متذبذبة بين جذورها البروليتارية وبين طموحاتها البورجوازية، فلا هي تخلصت من جذورها ولا هي بلغت طموحاتها. البورجوازي الصغير يسعى إلى تقليد البورجوازي الكبير في مسكنه وعاداته وحتى في ملبسه وسيارته، أمنيات لن يستطيع تحقيقها كاملة بمجهوده الخاص فيلتجئ إلى العمل ضد المبادئ اليسارية.

أين نجدهم ؟ داخل الأحزاب اليسارية الثلاثة (حزب العمال والوطد الموحد والوطد الثوري)، وخارجها (اليساريون غير المنتمين لهذه الأحزاب).

 

اليساري التونسي البورجوازي الصغير هو شخصٌ انتهازيٌّ: يبيع عِلمَه إذا كان مُدرّسًا (L’étude)، ضميرَه إذا كان موظفًا ساميًا أو نقابيًّا ساميًا أو قاضيًا أو محاميًا، نفوذَه إذا كان سياسيًّا متمكّنًا، كفاءَته للذي يدفع أكثر إذا كان طبيبًا أو مهندسًا.

 

يسارنا التونسي، هو يسارٌ بلا روحانيات، أقصد الروحانيات اللائكية أي نهاية استغلال الإنسان للإنسان، لا الروحانيات الدينية فذلك أمر بينهم وبين خالقهم.

اليساريون التونسيون، طبقة متوسطة من المثقفين، الانتهازيون منهم انضموا إلى مرتزقة نظام بن علي بالعشرات وتبوّؤوا مناصبَ عليا في الإدارة: وزير، مستشار وزير، سفير، قنصل، مدير، عضو مكتب تنفيذي في الاتحاد العام التونسي للشغل، مبعوث لدى المنظمات الدولية، صحفي، إعلامي، أو حقوقي. انتهازيةٌ تخللتها بعض التجاذبات عند وخز الضمير اليساري، إذا بقي اليومَ لليساري التونسي ضميرٌ !

يسارنا، يسارٌ يسبِّق مصلحته الخاصة على المصلحة العامة.

المصلحة العامة التي تتمثل عادةً في الرغبة في تحقيق الذات اليسارية المناضلة دومًا ضد استغلال الإنسان للإنسان أيًّا كان هذا الإنسان، مؤمنًا أو ملحدًا، عربيًّا أو أعجميًّا، من تونس أو من كازاخستان.

 

خاتمة:

يسارنا، تعلّمَ، تثقفَ، تبرجزَ، استهلكَ ما لا يقدر عليه، طمع فيما ليس لديه فَخَانَ يساريتَه !

ألا ليت اليسار الاجتماعي-التضامني، يسار ما قبل ماركس ولينين وستالين، يعود يومًا ويملأ قلوب كل الناس مثلما ملأ قلوب الجمنين جميعًا (ESS : Economie sociale et Solidaire, exp : l’expérience de Jemna) !

 

Ma source d’inspiration : Le Monde diplomatique, décembre  2019, article de Evelyne Pieiller, «La gauche en quête d’un supplément d’âme», p. 6.

 

إمضائي:

مواطن العالَم، بستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى، أومن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" (Adepte de la rectitude morale et de la spiritualité à l’échelle individuelle).

"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

« À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence » Le Monde diplomatique.



تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 4 ديسمبر 2019.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire