lundi 11 janvier 2021

من العار أن تعضّوني أيها الرفاق، فما أنا إلا مُسِنٌّ ولم يعد لي أسنانٌ تعضّ.. اتركوني أُغَرْبِلُ نفسي كلّما تقدّم بي العمر ! مواطن العالَم

 



رسالةٌ مواساة صادقة، وصلتني البارحة من صديقٍ ليس كالرفاق، وهذا نَصُّهَا:

أردتُك أن تتذكّر زوربا اليوناني الذي لم يعبر إلى الضفة الجنوبية للمتوسط لعل ذكراه تواسيك وتخفف عنك وطأة بعض ردود الرفاق القاسية.

عن رواية زوربا اليوناني: "لا أراك تصلي يا زوربا. / الذي يصلّي لن تراه. / وهل معنى هذا أنك تصلي؟ / نعم.. لا تستطيع قطرة البحر إلاّ أن تكون في أعماق الموج. / ولكن كيف تصلّي؟ / وهل تعتقد أنني أصلّي صلاه شحاذ وضيع يتذلّل من أجل أطماعه ومخاوفه ؟ بل أصلّي كرجل. / وكيف يصلي الرجال ؟ / بالحبّ.. أقفُ وكأن الله يسألني: ماذا فعلتَ منذ آخر صلاة صليتها لتصنع من لحمك روحا ؟ فأقذّم تقريري له وأقول: يا ربّ أحببتُ فلانا، ومسحتُ على رأس ضعيف، وحميتُ امرأة في أحضاني من الوحدة، وابتسمتُ لعصفور وقف يغنّي على شرفتي ، وتنفستُ بعمق أمام سحابة جميلة تستحم في ضوء الشمس.. وأظلُّ أقدّمُ تقريري حتّى يبتسمَ الربّ./ وإن ابتسم ؟ / نضحكُ ونتكلّمُ كصديقين./ ألا تطلب منه شيئا؟ / هو أكرمُ من أن أطلبَ منه.. طالما نظر فوجد حبّا.. أعطى./ وماذا تفعل عند الخوف؟ / أخافُ ككل إنسان ولكن عندي يقين بأن الحبّ يُذهِب الخوف.. (...) ألم يقل كازانتازاكيس على لسان زوربا: إنّني أغربلُ نفسي كلّما تقدّم بي العمر.. غربلتُ نفسي أكثر ، إنّني أتطهّرُ.. إنني أتحرّرُ ، إنني أصبِحُ إنسانا.. ما دامت هناك أوطان، فإن الإنسانَ سيبقى حيوانًا مفترسًا".



إمضائي: "إذا فهمتَ كل شيء، فهذا يعني أنهم لم يشرحوا لك جيّدًا !" (أمين معلوف)



تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 11 جانفي 2021.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire