رسالةٌ مواساة صادقة، وصلتني البارحة من صديقٍ ليس
كالرفاق، وهذا نَصُّهَا:
أردتُك أن تتذكّر زوربا اليوناني الذي لم يعبر إلى الضفة
الجنوبية للمتوسط لعل ذكراه تواسيك وتخفف عنك وطأة بعض ردود الرفاق القاسية.
عن رواية زوربا اليوناني: "لا أراك تصلي يا زوربا.
/ الذي يصلّي لن تراه. / وهل معنى هذا أنك تصلي؟ / نعم.. لا تستطيع قطرة البحر
إلاّ أن تكون في أعماق الموج. / ولكن كيف تصلّي؟ / وهل تعتقد أنني أصلّي صلاه شحاذ
وضيع يتذلّل من أجل أطماعه ومخاوفه ؟ بل أصلّي كرجل. / وكيف يصلي الرجال ؟ /
بالحبّ.. أقفُ وكأن الله يسألني: ماذا فعلتَ منذ آخر صلاة صليتها لتصنع من لحمك
روحا ؟ فأقذّم تقريري له وأقول: يا ربّ أحببتُ فلانا، ومسحتُ على رأس ضعيف، وحميتُ
امرأة في أحضاني من الوحدة، وابتسمتُ لعصفور وقف يغنّي على شرفتي ، وتنفستُ بعمق
أمام سحابة جميلة تستحم في ضوء الشمس.. وأظلُّ أقدّمُ تقريري حتّى يبتسمَ الربّ./
وإن ابتسم ؟ / نضحكُ ونتكلّمُ كصديقين./ ألا تطلب منه شيئا؟ / هو أكرمُ من أن
أطلبَ منه.. طالما نظر فوجد حبّا.. أعطى./ وماذا تفعل عند الخوف؟ / أخافُ ككل
إنسان ولكن عندي يقين بأن الحبّ يُذهِب الخوف.. (...) ألم يقل كازانتازاكيس على
لسان زوربا: إنّني أغربلُ نفسي كلّما تقدّم بي العمر.. غربلتُ نفسي أكثر ، إنّني
أتطهّرُ.. إنني أتحرّرُ ، إنني أصبِحُ إنسانا.. ما دامت هناك أوطان، فإن الإنسانَ
سيبقى حيوانًا مفترسًا".
إمضائي: "إذا فهمتَ كل شيء، فهذا يعني أنهم لم
يشرحوا لك جيّدًا !" (أمين معلوف)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 11 جانفي 2021.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire