ديونتولوجيًّا،
لستُ مختصًّا في الحركات المتطرفة ولا في الإرهاب "الشيوعي" أو
"الإسلامي"، هو اجتهادٌ متواضعٌ، لا أكثر ولا أقل.
منهجيًّا، سأكتفي بـتناولُ مثالَين اثنَين فقط: المتطرّفون
"الشيوعيون" (شيوعيون من كل الجنسيات) والمتطرّفون "الإسلاميون"
(مسلمون من كل الجنسيات). مَن هم بالضبط؟
-
المتطرّفون "الشيوعيون"، ظاهرة تاريخية وقعت
في النصف الثاني من القرن الماضي: هم الماركسيون اللينينيون أي الستالينيون
والماويون، ومنظماتهم السرية التالية: مثل "بادر ماينهوف" الألمانية، "الجيش
الأحمر" الألمانية، "الجيش الأحمر" اليابانية، "الفعل المباشر"
الفرنسية، " الألوية الحمراء" الإيطالية، "الجبهة الشعبية" الفلسطينية،
"الخمير الحمر" الكمبودية (وصلت إلى السلطة 1975-1979 وأثخنت في الشعب إرهابًا،
قتلت ربعه على أقل تقدير)، إلخ.
-
المتطرّفون "الإسلاميون"، ظاهرة معاصرة بدأت في
أواخر القرن الماضي ولا تزال متواصلةً حتى اليوم: هم الإسلاميون أو "الذين يُنسَبون خطأً
للإسلام كَوَحْيٍ" أو "الذين يُنسَبون صوابًا للإسلام كحضارة" (فكرة
التمييز بين الاثنين، الوحي والحضارة، لـصاحبها ديكارت المسلمين، المفكر الإسلامي
الجزائري مالك بن نبي)، أو "الإسلام الغاضب" كما ينعته المفكر الإسلامي
التونسي راشد الغنوشي، ومنظماتهم السرية والعلنية التالية: "القاعدة"
السعودية، "القاعدة" المغاربية، "أنصار الشريعة" التونسية،
"داعش" السورية-العراقية، "داعش" الليبية، "النصرة"
السورية، "طالبان" الأفغانية، "التكفير والهجرة" المصرية، "الأفغان
الجزائريون"، إلخ.
1. ما هي أهم نقاط
الخلاف الإيديولوجي بينهما؟
-
"الإسلاميون":
يؤمنون بالقضاء والقدر، واليوم الآخر، والشهادة، والجنة والنار، ويؤمنون بالله
وحده لا شريك له.
-
"الشيوعيون":
لا يؤمنون بالله، ولا القضاء والقدر، ولا اليوم الآخر، ولا الشهادة، ولا الجنة
والنار، يؤمنون بالإنسان وحده لا شريك له.
-
"الإسلاميون":
يرغبون في تطبيق الشريعة مع تنفيذ عقوبات الحدود، ويؤمنون بأن الحاكمية لله وحده
وليس للشعب، والدستور الوحيد الذي يعترفون به هو القرآن وصحيح البخاري.
-
"الشيوعيون":
يرغبون في تطبيق ديكتاتورية البروليتاريا، ويؤمنون بأن الحكم للحزب الشيوعي وحده
وليس للشعب، والمرجع النظري الوحيد الذي يعترفون به يتمثل في أفكار وممارسات
الرباعي "ماركس-أنجلس-لينين-ستالين" و"ماو" بالنسبة للماويّين
منهم.
2. ما هي أهم نقاط
التشابه في الوسائل بينهما؟
-
"الإسلاميون":
وسيلتهم الأساسية لتحقيق مشروعهم السياسي تتمثل في العنف المسلّح ضد "أعداء
الإسلام" (الجهاد المقدّس).
-
"الشيوعيون":
وسيلتهم الأساسية لتحقيق مشروعهم السياسي تتمثل في العنف المسلّح ضد الأنظمة
الرأسمالية (العنف الثوري).
-
"الإسلاميون":
يقتلون أو يرهبون أو يعذبون المسلحين والمدنيين، مسلمين وغير مسلمين.
-
"الشيوعيون":
يقتلون أو يرهبون أو يعذبون المسلحين والمدنيين، شيوعيين وغير شيوعيين.
-
"الإسلاميون":
لا يؤمنون بالديمقراطية ولا بالتداول على السلطة.
-
"الشيوعيون":
لا يؤمنون بالديمقراطية ولا بالتداول على السلطة.
-
"الإسلاميون":
ربما قد يكونوا استوحوا من الشيوعيين وسائل الإرهاب الحديثة ومن الستالينية استلهموا
أساليب تنظيماتهم الحديدية، لأن التراث الإسلامي يبدو خالياً من هكذا وسائل
وأساليب (أمين معلوف).
ملاحظة
تجنبًا لبعض التعاليق السخيفة والمزايدات الأكثر سخافة التي مللتُ قراءتها على
صفحتي:
تنبيهٌ قد
يبدو للبعض منكم حادًّا في لهجته، لكنني أراه ضروريًّا جدًّا، وهو موجّهٌ مباشرة
إلى بعض الفيسبوكيين الذين نصّبوا أنفسهم "حماة القرآن"، إنهم يتجاهلون
أن للقرآن حافظٌ أمينٌ وهو الله جل جلاله، ولو تركه في ذمة هؤلاء المسلمين المتعصبين
لَفرّطوا في بعضه كما فرّطوا في البعض من عقولهم ومنطقهم وسيادتهم وأراضيهم وثرواتهم
الباطنية وقيمهم وتقاليدهم وتراثهم!
كلما انتقِد أمثال
هؤلاء، إلا وأشهروا سماحة الإسلام حجة في وجوه منتقديهم! مالك بن نبي قال ولا قول
بعد قوله: "ليس الإسلام هو الحضارة، الإسلام وَحْيٌ نزل من السماء بينما
الحضارة لا تنزل من السماء وإنما يصنعها البشر عندما يحسنون توظيف ملكاتهم"
(الغنوشي، 2015)، فآتوا بغيرها إن كنتم من المجادلين. الإسلام وَحْيٌ نزل من
السماء، رسالة للعالمين، مسلمين وغير مسلمين، هو معجزة إلهية لا استحقاق لكم فيها
أيها المتطفلون، فلا تتباهوا على الآخرين بما ليس من صُنعكم.
إرهاب إسلامي
أو منسوب للإسلام خطأً أو صوابًا، إسلام داعشي، إسلام غاضب.. تعددت الأسماء
والمسمّى واحدٌ، وهل قرأتموني يومًا أقول أن الإرهابَ أتى من الإسلام، كنتُ ولا
زلتُ أقول دومًا أنه أتى من البشر، فلو كانوا شيوعيين نقول "إرهاب
شيوعي" (بين معقّفَين)، ولو كانوا يهودًا نقول "إرهاب يهودي" (بين
معقّفَين)، ولو كانوا مسيحيين نقول "إرهاب مسيحي" (بين معقّفَين)، ولو
كانوا مسلمين نقول "إرهاب إسلامي" (بين معقّفَين)، لا أكثر ولا أقل.
إمضائي:
"المثقّفُ هو هدّامُ
القناعات والبداهات" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر"
(جبران)
"النقدُ
عندي هدّامٌ أو لا يكونْ، ولا أقصدُ فرضَ رأيِي عليكم بالأمثلةِ
والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل مقالٍ سيءٍ نردُّ
بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ" محمد كشكار
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 10 مارس 2020.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire