mardi 10 mars 2020

دُعاءْ أرفعه متذرّعًا إلى السماءْ لفائدة مهندسي الأنترنات والعلماءْ، مسلمين وغير مسلمين: اللهم ارْضَ عنهم وباركْ لنا في عِلمِهم وارْفعْهم إلى منازلَ الأنبياءْ؟ مواطن العالَم الجسّار



دُعائي لا يُلزِمُ أحدًا غيري، فلا تتدخلوا بيني وبين خالقي، أخاطبُه كما يحلو لي أن أخاطبَه، وأنشدُ عفوَه في مَن أترجّاه أن يعفوَ عنه ويَرضَى عنه. "إن وظّفوا عِلمَهم في الصواب والصالح العام، غير ذلك، أدعو لهم بالهدايةِ والرشدِ" كما علّق صديق فيسبوكي، اسمه مبروك فريجي .

ماذا فعلوا معي من طَيِّبٍ حتى أكادُ أقولُ عنهم "رَضِيَ الله عنهم"؟
فعلوا معي ما لم يفعلْه أعزّ الأصدقاء! أونسوني في وحدتي بعد التقاعدِ، أغنُوني عن صُحبة السوء وعن اللغو والنميمة والتقطيع والترييش والقِيل والقالْ، وفتحوا لي فتحًا عظيمًا، فتحًا يحلم به أيُّ كاتبٍ في العالم، فتحوا لي أربعة منابر للتعبير والنشر بكامل الحرية دون أدنى نوع من الرقابة، و فتحوا لي منبرًا خامسًا للاستماع والتعلم عن أشهر فلاسفة فرنسا:
-         المنبر الأول: فتحوا لي قناة اتصال على اليوتوب، أبثّ فيها محاضراتي حول جمنة والتربية وعلم الوراثة ومقاومة الإرهاب وعن آخر كتاب صدر لأمين معلوف (غَرَقُ الحضارات، 2019). أصبحتُ باعثَ قناة فيا لـجودة الحياة!
-         المنبر الثاني: فتحوا لي ثلاث صفحات على الفيسبوك، اللهم ارحمْ والديهم ووالدي والديهم وباركْ لنا في عِلمهم وزدهم منه كثيرًا. منبرٌ، أنشر فيه ما يجول في خاطري دون رقيبٍ ولا حسيبٍ. منبرٌ، وصل صداه إلى القارّات الخمس، أكتب حَرفًا، يقرأه في حينه المصري والسوداني والعراقي والجزائري والمغربي، أكان مقيمًا في بلده أو مهاجرًا في كندا أو أستراليا أو فرنسا أو غيرها من أرض الله الواسعة.
-         المنبر الثالث: فتحوا لي مدونة (blog.fr) على الشبكة العنكبوتية، أنشرُ فيها مقالاتي اليومية، يزورها مَن لا فيسبوك له (كلمني أخيرًا طالب دكتورا تونسي في جامعة طولون بفرنسا، قال لي أنه يتابع ما أكتب ثم شكرني وشجعني، بارك الله فيه).
-         المنبر الرابع: طاولتي الصباحية في مقهى الشيحي -"التعيسة التي لم تعد تعيسة"- طاولتي أصبحت محجة لأصدقائي البعاد الافتراضيين والحقيقيين: موظف من بلدية جمنة، بطال من ريانة، طبيب من الـﭬلعة، أستاذ رياضيات وطالب ماجستير ديداكتيك من الزهراء، أرق وأجمل أديبة -عرفتها في حياتي- من الزهراء، طالب دكتورا ديداكتيك من المنستير، زهرتان متفتحتان طالبتان من المنستير، متفقد من سيدي بوزيد، مدير مدرسة في تونس وطالب دكتورا توظيف علوم المخ في التربية مسجل في أمريكا، تلميذي السابق وطالب ماجستير أنتروبولوجيا مسجل ومقيم في المجر، مثقف من ريانة، متفقد من المروج، معلمة وطالبة ماجستير ديداكتيك من حي الزهور، وغيرهم قليلُ.
-         المنبر الخامس: أناديهم كلهم ودون تردد لطلباتي يستجيبوا، أبدأ: يا ميشيل سارّ.. حاضر محمد.. يجيبني بالاسم.. ألسنا أصدقاء حميمين.. أقضي معه عشرات الساعات، الله يرحمه كان عشيري ومؤنسي خاصة في أيامات رمضان الطوال. يا ميشيل أونفري الملحد الروحاني.. حاضر محمد.. أسمَعه بمِعوله في الأساطير والخرافات يقوّض وبزملائه المشهورين الميتين يشهّر.. شَهَّرَ بأخطاء سارتر وبوفوار وسادْ وهايدﭬير وفرويد وأتّالي وليفي. يا هنري أتلان، الفيلسوف الرصين الرزين.. حاضر محمد. يا ألبير جاكار العالم الكسّار.. حاضر محمد. يا جاكلين الشابي عالمة أنتروبولوجيا الإسلام والمسلمين، حاضر محمد.. تطلّ عليّ من حين إلى حين. يا أمين معلوف، عضو الأكاديمية الفرنسية، العربي الأصل.. حاضر محمد، وغيرهم كثيرون، وكلهم حميمون ومن قلبي قريبون. وأنت مستلقِي في سريرك، لا توجد كلية فلسفة واحدة في العالم تستطيع أن توفّر لك ومجانًا هذا اللفيف المتنوع من خير ما أنجبت الفلسفة الفرنسية! فكيف لا أشكر مهندسي الأنترنات والعلماء وأطلب لهم الرحمة من السماء؟

إمضائي:
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
"النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ ولا أقصدُ فرضَ رأيِي عليكم بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل مقالٍ سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ" محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 11 مارس 2020.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire