عام بعد تأسيسها، أي أوت 1981، نقابة "تضامن" البولونية كانت تَعُدُّ عشرة ملايين عضو
منهم مليونَين أعضاء في الحزب الشيوعي في نفس الوقت. في البداية، كان مشروعها متجذرًا
في الاشتراكية والتسيير الذاتي، وكان مستشارها وناطقها الرسمي مفكرًا شيوعيًّا
واسمه كارول مودزيلويسكي.
في ديسمبر 1981، صدر قانون الأحكام العرفية،
فغادرها 80% من
أعضائها، فهبطت معنوياتها واضطرت للسرية.
كارول مودزيلويسكي يميز بين
نسختين من نقابة "تضامن":
-
النقابة "الكبرى" المبنية على التضامن
والأخوّة، سليلة الاشتراكية القادرة على جعل التاريخ يركض كالحصان الحر.
-
النسخة الثانية، التي وُلِدت مشوهةً من رحم
المرحلة السرية، لم تعد حركة جماهيرية، بل أصبحت حركة تآمرية ضيقة ضد الشيوعية.
عام 1989، عَوْدَتُها للعلنية بمناسبة
اتفاقية "المائدة المستديرة" أحدثت "صدمة قِيم": تخلت نقابة "تضامن" عن تطلعاتها التعاونية-التضامنية وتبنّت
نوعًا هجينًا من "الحرية الخالية من المساواة والأخوّة، إذنْ هشة"
المشهودُ لها من قِبل المثقفين الليبراليين الموالين للغرب، مكّتُهم، ووقع الطلاق
بالثلاث بين نخبة 1989 والعمّال، كما يقول مودزيلويسكي. صحيح أن الاثنين ذاقا حلاوة النصر، لكن
البروليتاريا بدأت تخسر: خسرت جزءً من مرتباتها، خسرت أماكن شغلها، خسرت تجذرها في
المصانع المخوصصة، خسرت اطمئنانها لمستقبل أفضل، خسرت كرامتها الاجتماعية، خسرت حلمها
في "جمهورية بولونية مسيّرة ذاتيًّا"، حلمٌ يتناقض مع عودة الكابوس
الرأسمالي.
Source : Le Monde diplomatique, mars 2020, extrait de l`article « Des mouvements oblitérés par les discours
de l’après-1989. Quand les peuples de l’Est luttaient au nom de l’idéal
communiste », par Catherine Samary, économiste et auteure, p. 22 & 23
إمضائي (لوموند ديبلوماتيك، ترجمة مواطن
العالَم الفلسطيني): "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى
فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours
et non par la violence verbale
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 9 مارس 2020.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire