vendredi 13 mars 2020

فكرة قرأتها حديثا في كتاب: أليس الإيمان هو الملجأ الوحيد الذي نلوذ به في أوقات الشدة والضيق؟ جزء 3. نقل مواطن العالَم الجسّار




تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 6 أفريل 2012.

نص هاشم صالح:
والواقع أن لذلك أسبابا أو سببا أساسيا واحدا، هو ضمور الحس التاريخي. لذلك فإن عنوان مؤتمركم هذا "الفكر العربي والتنوير" (العرب والتنوير: حول مفهوم "الحس التاريخي" وضرورة تنميته لإدراك معنى التفاوت التاريخي بين العرب والغرب. مداخلة تقدم بها المؤلف أمام المؤتمر الذي عُقد قبل بضع سنوات في صفاقس-تونس) قد أشعرني بالهدوء والارتياح وجاءني في الوقت المناسب. فنحن نتموضع فعليا في المنعطف التاريخي الفاصل بين القرن الثامن عشر والعصور الوسطى. هذه حقيقة أصبحت متأكدا منها الآن بعد حوالي خمس عشرة سنة من التيه والدوران، بعد خمس عشرة سنة من الضياع.

صفحة 242: بعد أن أُلقِيَ هذا النص في مؤتمر صفاقس عن "الفكر العربي والتنوير"، قيل لي بأن شابا من بين الجمهور قد أحس بالضيق والانزعاج الشديد، بل واعترته حالة من الرعب والخوف، فقرر ترك قاعة المؤتمر فورا وعدم العودة إليه أبدا...أليست مراهقة فكرية أن ندعي التحرير والتنوير، ونحن لا نفعل شيئا سوى أن نزعج الناس في قناعاتهم الإيمانية التي يتمسكون بها ويستعصمون، في وقت لم يعد فيه من مستعصم آخر يتمسكون به؟ أليس الإيمان هو الملجأ الوحيد الذي نلوذ به في أوقات الشدة والضيق؟ فلماذا إذن تشريح التراث بمثل هذه الطريقة "العدوانية" التي لن تؤدي في النهاية إلا إلى تفكيكه وتركه حقلا من الأنقاض؟

صفحة 243: فكيف يمكن أن نناقش المقدسات؟ لقد خلع التقديس حلته على جميع الأشياء، ولم نعد نعرف أن نميز بين ما هو مقدس فعلا وبين ما هو غير مقدس. أما أسلافنا القدماء من الأئمة المجتهدين وكبار العلماء والفلاسفة فإنهم كانوا يتناقشون في هذه المسائل وما هو أخطر منها بكثير من دون أن يشعروا بأنهم قد خرجوا عن الإسلام أو الإيمان (كانوا يتناقشون مثلا في مسألة الوحي والقرآن مخلوق هو أم غير مخلوق... إلخ)، فكيف حصل أن وصلنا إلى هذه الحالة من الخوف والشلل؟ ومن هو المسؤول عن وضعنا الراهن؟
فإذا كنا قد وُلِدنا في بيئة سنّية اعتقدنا أن الإسلام كان سنّيا منذ البداية، بل وإن محمدا نفسه كان سنّيا! وإذا وُلدنا في بيئة شيعية أو إباضية اعتقدنا نفس الشيء. وهذه هي النزعة اللاتاريخية التي أردت إدانتها في هذا النص، والتي أعتقد أنها السبب الأساسي في وضعنا الحالي، وعلة العلل. وبهذا المعنى فلن نقدم أي تنازل على مستوى النقد التاريخي والمنهجية التاريخية. هذا شيء ينبغي أن يكون واضحا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire