jeudi 12 mars 2020

الكلمة الطيبة بين الأصدقاء نادرة في قاموس اليساريين التونسيين، إلا من رَحِمَ ربي، وهؤلاء الأخيرين قلة قليلة جدًّا جدًّا! مواطن العالَم الجسّار




أول كلمة طيبة "حمام-شطية" مُنْصِفَةٌ في حقي، كلمة  تتضمن اعترافًا صريحًا بي كمدوّنٍ فيسبوكي مجتهد و complètement désintéressé. كلمة تشجيعية مكتوبة أول مرة أقرأها لأحد أصدقائي وجلسائي اليوميين في مقهى الشيحي صباحًا ومقهى البلميرا مساءً. كلمة لم ولن أسعى إليها إرضاءً لأحدٍ، لكنني وككل بشرٍ ضعيفٍ، تفعلُ فيّ الكلمة الطيبة فعلها السحري (ألم يقل فيها سبحانه وتعالى كَلَمَهُ المفيدُ والفصلُ: "ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء"). كلمة قد أكون سمعتُ مثلها من بعض العقلاء من أصدقائي-جلسائي بمقهى الشيحي ومقهى البلميرا، لكن الجديد فيها أنني لأول مرة أراها مكتوبة كتعليقٍ لصديق في صفحتي. ويكبر في وجداني معناها، خاصة عندما تأتي من مثقف يساري مرموق ومعروف في مقهى الشيحي، معروفٌ بإثارته للمواضيع العميقة والساخنة (Les questions vives)، ومشهورٌ أيضًا بتحمّسِه الشديدِ في النقاش. كلمة ليست ككل الكلمات، خاصة عندما أقارنها بكلمات جلسائي اليساريين بمقاهي حمام الشط بالذات، مثقفيهم وجهلتهم، وجهلتهم أكثر بكثيرٍ من مثقفيهم، فيهم ثلاثة مثقفين بالعدد، حبيب ورضا وكمال وبس، والباقي حشوٌ في حشوٍ، أغلبهم بمثقفيهم وجهلتهم لا تسمع منهم إلا الكلام العدواني المجاني المُحْبِط (خاصة في غيابي وإليكم، أيها الرفاق الغير رفقاء بي، النصيحة التالية: "عندما يدعيكم ربي وتأكلوا لحمي في مقهى الشيحي، لا أقول لكم كفوا بل أقول هنيئًا لكم، لكن كلوه بأناقة ولا تُسمعوا الطاولة المجاورة لكم، فقد يكون جالسُها قارئًا من قرائي، يعرفني ولا أعرفه، وقد حصل وسمعكم وكتب عنكم وصدفة قرأتُ تدوينته، لا تجزعوا، لم يذكركم بالاسم أما أنا فقد عرفتكم من مفردات قاموس ثلبِكم). ماذا بقي لي أن أقول لكم سوى الله يسامحكم، الله يهديكم حتى تكفوا عن مسامعي تغريداتكم البُومية (La chouette) صباحًا ومساءً ويوم الأحد، وتصمتوا نهائيًّا وإلى الأبد عن تكرار أسئلتكم السخيفة، من نوع: "لماذا كتبتَ في كذا ولم تكتبْ في كذا؟" (أسخَف وأبهَم سؤال في الوجود، يوجهه قارئٌ إلى كاتبٍ)، أو "لماذا تُركّز في نقدك على اليسار، فكرًا وممارسةً، وتغضّ الطرف عن النهضة، عدوّنا الأول والأخير ولا عدوٌّ لنا غيرَها؟" (أولا، أنا يساري وأرى أنه من الفروسية والموضوعية والنزاهة أن تبدأ بنقد فكرك الذي تعرفه أكثر. ثانيًا: بالله عليكم، انتبهوا إلى هذه: "هل يُعقل أن تطلب من ديداكتيكيي البيولوجيا أن ينقد ديداكتيك الفكر الإسلامي؟، الفكر الإسلامي، لم يدرُسه ولا يفقهه، لا يفقهه، لا يفقهه، قالها ثلاث ثم أجهشَ بالبكاءْ!").

Je vous communique la parole en question, publié par mon ami Kamel Chaouch: « Vous excellez si Mohamed, vous répondez aux préjugés de certains et, vous confirmez votre engouement pour la science ponctué par votre approche scientifique pour la didactique. Je vous tire mon chapeau pour ce saut du coq à l'âne magistral. »

إمضائي:
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
"النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ ولا أقصدُ فرضَ رأيِي عليكم بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل مقالٍ سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ" محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 12 مارس 2020.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire