jeudi 5 mars 2020

فيروس كورونا واسمه الرسمي، وباءٌ انبثق من جشع الإنسان: نحن الذي جنينا على الحيوان والحيوان لم يجن على أحد. لوموند ديبلوماتيك، ترجمة الديداكتيكي مواطن العالَم



الأوبئة المحدثة: اعتدينا على الحيوانات البرية ودمرنا مجالها الحيوي فكافأتنا بهدايا مسمومة: الحصبة، السل، السعال الديكي، أنفلونزا الطيور، السيدا.
بدأنا بتحميل الذنب للحيوان ونسينا أنه حتى ولو كان الحيوان مصدرها فالإنسان هو الذي يتحمل المسئولية كاملة لأن الحيوانات لا تعقل فلا ذنب عليها إذن. هذا النوع من التخمينات يمنعنا من رؤية الحقيقة العلمية الموضوعية العارية التي تقول أن هشاشتنا المتزايدة في مواجهة هذه الأوبئة المحدثة لها سبب أعمق: تدمير متسارع للمجال الحيوي للحيوانات البرية في الغابات والمحيطات.
من الخطأ الجسيم أن نقول أن هذه الحيوانات مسكونة بفيروسات قاتلة متربصة بنا، نحن الحيوانات العاقلة أو الأصح المصابة بفيروس جنون العظمة. الحقيقة أن جل هذه الجراثيم تعيش داخل أجسام الحيوانات دون أن تتسبب لها في أي مرض.
المشكل يكمن في مكان آخر: بِـحرقنا للغابات وتمدننا المشوّه وتصنيعنا الجنوني واستهلاكنا الجشع وأنانيتنا المفرطة، بكل هذا الصلف أعطينا لهذه الكائنات الدقيقة وسائل مكنتها من غزو أجسامنا والتأقلم داخلها والتحول من مسالمة لدى الحيوان إلى قاتلة لدى الإنسان مثل فيروس كورونا.
قَطْعُ أشجار الغابة يحرم الأرض من طبقة غنية بالجذور والأوراق المتساقطة، فينساب الماء حاملاً معه الرواسب (les sédiments) معرّضًا التربة لأشعة الشمس ومكوّنا بحيرات مواتية لتكاثر الناموس الناقل لداء الملاريا (Le paludisme). ولإشباع نهمه اللاحم، دمّر الإنسان غابات تساوي مساحتها مساحة القارة الإفريقية بأكملها من أجل تربية حيوانات للاستهلاك الآدمي الجشع. مئات الآلاف من الحيوانات مكدّسة على بعضها البعض في انتظار سكين الجزار في المسلخ البلدي (L’abattoir)، الوسط الأمثل لتحوّل الجراثيم المسالمة إلى جراثيم قاتلة (Mutation): مثلا، فيروس أنفلونزا الطيور خرّب المداجن أين تحوّل إلى نوع أخطر يصيب الإنسان عن طريق العدوى وقد قتل نصف الحاملين للفيروس، مما أوجب قتل عشرات الملايين من الطيور لتجنب انتشار سلالة أخرى من سلالاته.
جبال الفضلات الحيوانية غير المحمية التي فاقت احتياجاتنا للأسمدة العضوية، وفّرت وسطًا مواتيًا لمزيد من العدوى بالجراثيم، وقد تسربت للماء الصالح للشراب والغلال والخضر.

خاتمة: نستطيع حماية غاباتنا من الحرق ومحيطاتنا من التلوث وبهذا الصنيع فقط نحمي حيواناتنا ونحمي أنفسنا ونترك الجراثيم تعيش في سلام ووئام داخل أجسام الحيوانات حيث خُلِقت.

Le Monde diplomatique, mars  2020, extrait de l`article « Contre les pandémies,
l’écologie », par Sonia Shah, journaliste et auteure, p. 1 & 21
إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence verbale

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 5 مارس 2020.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire