mercredi 25 mars 2020

ما هي أهم الفروقات بين المخ البشري والحاسوب؟ تأليف الفيلسوف هنري أتلان، ترجمة مواطن العالَم



-         المخ: ليس رقميًّا (non numérique) وإنما يشتغل على الرقمي ويفهم ما يشتغل عليه.
-         الحاسوب: رقميٌّ ويشتغل على الرقمي، لكنه لا يفهم ما يشتغل عليه. هو يحاكي شغل المخ، والمحاكاة ليست كالفعل، مثلا محاكاة الطيران ليست طيرانًا فعليًّا. هذا لا يعني أنه لا يملك قدرات تفوق قدراتنا بأشواط: خذ مثلا آلة حاسبة صغيرة، فهي أنجع منا وأسرع ألف مرة في إنجاز عمليات حسابية معقدة. لا تنسوا أن الحاسوب صمّمه المخ، ثم صنعه وبرمجه للقيام بـ"معجزاته".
-         المخ: كُتلة مادية رخوة تعيش في الماء وبالماء (80% من وزن المخ).
-         الحاسوب: كُتلة مادية صلبة لا تشتغل في الماء بل تنفر الماء.
-         المخ: خلايا تشتغل بكيمياء عنصر الكربون (C).
-         الحاسوب: أجزاء تشتغل بكيمياء عنصر السيليسيوم (Si).
-         المخ: يعالِج المعلومات ويفهم ما تعنيه المعلومات (Les informations).
-         الحاسوب: يعالِج المعلومات ولا يفهم شيئًا مما تعنيه المعلومات.
-         الحاسوب: يمتاز على المخ بميزة كبيرة، يستعمل لغة عالمية (un langage universel)، لغة الرياضيات، لغة الحساب والمنطق.
-         المخ: نحن نستعمل لغات مختلفة و"الترجمة في بعض الأحيان خيانة". لكن لغة الحاسوب ورغم عالميتها فهي تفتقر إلى ثراء لغتنا غير العالمية، لغتنا لغة غنية بالمتشابهات (Les métaphores) والصور والغموض والإشارات والمتضادّات وعمق اللغة الطبيعية (le vague du langage naturel). لغتنا غير العالمية تسمح لنا بالتعبير عن أشياء تعجز عن التعبير عنها لغته العالمية، والتفكير عندنا يضم الحساب (le calcul) وأكثر من الحساب، بينما الرقمي لا يضم إلا الحساب (nombre+logique).

ملاحظة هامّة: هل انتبهتم إلى أن الطبيب الفرنسي والفيلسوف المعاصر والمّنظّر في البيولوجيا لم يذكر الفارق -الذي تعتبره أغلبية المثقفين (جهلة بالعلم أو علماء) أهمَّ فارقٍ- وهو التالي: "المخ حي والحاسوب غير حي". لا.. لا.. لم ينسَ هذا "الفارق"، لم يذكره قصدًا لأنه لا يعترف بوجوده أصلاً ويعتقد جازمًا أن "الحياة" و"الموت" ليستا موضوعات علميّة ولا يجوزُ طرحهما في المخابر العلمية (La vie et la mort ne sont pas des objets scientifiques qui peuvent être traités au laboratoire).

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 25 مارس 2020.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire