dimanche 1 mars 2020

تَحَدٍّ تربويٌّ موجّهٌ إلى وزارة التربية وجيشها العرمرم من المتفقدين البيداغوجيين! مواطن العالَم الكسّار



ما سأحبّره قد يبدو للبعض بِدعةً لكنها بِدعةٌ علميةٌ، وبِدَعُ العلم تمثل معالِمَ على الطريق، حتى ولو كانت شاذة عن السائد.

-         محمد كشكار يُنبّه ويقول ويكرّر: متفقدونا البيداغوجيون ناقصون تكوين في الديداكتيك (هي فلسفة التعليم والتعلّم) وعلوم التربية (Pédagogie, Docimologie, Psychologie de l’enfant, TICE, etc). محمد كشكار  يضيف: متفقدونا البيداغوجيون ناقصون تكوين علمي في اختصاصاتهم، وزادهم العلمي لا يفوق ما يتمتع به جل المدرسين، أغلب متفقدينا لم يحصلوا على "كفاءة التبريز" في اختصاصاتهم (L’agrégation)، وهي لَعَمْري في التعليم الثانوي تصلح أكثر من شهادة الدكتورا (في فرنسا كل المتفقدين مبَرَّزين). محمد كشكار يستنتج: متفقدونا البيداغوجيون يمثلون جزءً من المشكل وليس جزءً من الحل! (لا أعمّم، قد يكون فيهم أناس أكفّاء وهم قلة قليلة، ولي فيهم أيضًا أصدقاء حميمين محترَمين جدًّا).
-         متفقدونا البيداغوجيون الأجلاء يؤكدون العكس، ويزعمون أنهم الأقدر والأكفأ على إبتكارِ حلولٍ ملائمةٍ لجل الإشكالية العامة في النظام التربوي التونسي !
-         الحل: "قالُّو: الحصان يصف السدرة.  قالُّو: هذا الحصان وهذي السدرة".

هيّا تعالوا نفعل مثلما فعلت دولة الشيلي عندما قرّرت إصلاحَ نظامها التربوي.
ماذا فعلت؟
أولاً، أذكّر بأنماط التفقد البيداغوجي في العالم: نموذج التفقد الكلاسيكي، نموذج التفقد المركزي، نموذج المراقبة عن بعد والدعم والعلاج عن قرب ونموذج خالٍ من التفقد.
ثانيًا، أعرّف بالنموذج الذي اعتمدته  دولة الشيلي: نموذج المراقبة عن بعد والدعم والعلاج عن قرب: وزارة التربية الشيلية صنفت عددًا من مدارسها التي تعاني من صعوبات لوجستية وتعلمية، ثم عَيّنت متفقدًا في كل واحدة منها، واشترطت عليه أن لا يغادرها قبل أن يجد حلولاً لكل مشاكلها بالتعاون مع كامل أسرتها التربوية. تَطلبت المهمة عامًا، عامين، ثلاثة.. لا يهم.. المهم إنقاذها وإلحاقها بركب المدارس الناجحة.


في تونس، عندنا حوالي 6000 مؤسسة تربوية (مدارس وإعداديات وثانويات) وعندنا حوالي 600 متفقدًا. فلماذا لا نفعلُ مثلما فعلت دولة الشيلي: نختارُ 600 مؤسسة تربوية الأقل حظًّا (تعاني من ضعف النتائج في الامتحانات الوطنية أو من تزايد الانقطاع المبكّر أو من التغيّب المكثف للمدرسين والتلامذة، إلخ.)، ونبعث لكل واحدة منها متفقدًا يسكن فيها، يتعاون يوميًّا مع إدارتها ومدرّسيها على تذليل الصعوبات اللوجستية وتجاوز العوائق التعلمية، ولا يغادرها إلا بعد تحسّن نتائجها حتى ولو تطلب الأمر تمديد إقامته فيها بعامٍ أو عامين.

ملاحظة: سيحتجون عليّ ويقولون: "لكل متفقد اختصاصه". أجيبُ سادتي الأفاضل: البيداغوجيا هي معرفة أفقية عامّة وليست خاصة بمادة معيّنة (الديداكتيك أو إبستمولوجيا التعليم هي وحدها الخاصة والمتعددة: ديداكتيك البيولوجيا، ديداكتيك الفيزياء، ديداكتيك العربية، إلخ.).

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence verbale

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 1 مارس 2020.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire