samedi 6 avril 2019

مقالٌ علميٌّ مطوّلٌ (وسْعوا بالكم): الطب العلمي والطب الموازي وتأثير العلاج الوهمي؟ لوموند ديبلوماتيك، ترجمة وتأثيث مواطن العالَم



العلاج الوهمي (L`effet placebo): الشفاء بعد تناول دواء وهمي (ليس دواءً فعليّاً) مثل السكر، النشاء أو الماء.
Définition de l`effet placebo (Larousse): Préparation dépourvue de tout
principe actif, utilisée à la place d'un médicament pour son effet psychologique, dit « effet placebo ». Du latin placebo : «je plairai», sous-entendu au médecin-prescripteur   
Mon commentaire sur la définition (Citoyen du Monde): son effet psychologique en interaction avec son effet physiologique

قبل الإجابة على التساؤل المطروح في العنوان أعلاه، أبدأ بطرح الإشكاليات التالية (مواطن العالَم):
-         الطب العلمي والطب الموازي، أيهما أنفع وأنجع وأقل تأثيرات جانبية مضرة وأقل تكلفة مادية؟
-         هل يستفيد المريض من المشعوذين المتطببين أو يلحقه منهم ضرراً؟
-         هل "الرُّقية" بالقرآن الكريم تُشفي المريض فعلاً أو توهمه بالشفاء؟ وهل القرآن هو الذي يعالج جسم المريض أو المريض هو الذي يعالج نفسَه بنفسِه بقدرة الله طبعًا؟ ونفس الإشكالية تُطرَحُ في المسيحية واليهودية، فهُمُ أيضاً لهم "رُقيتُهم" بالإنجيلِ أو بالتوراةِ.
-         هل "تِكِرْكِيبْ" العجائز يشفي المريض؟ كيف ولماذا؟ (في جمنة نقول: اتْطَيَّحْ عليه).
-         هل يستعمل الطبيبُ أحياناً طُرُقَ العلاج الوهمي؟
-         لماذا يُقبِلُ المرضى على المشعوذين؟ من أي طبقةٍ اجتماعيةٍ أتوا؟
-         لماذا لا يقوم طلبة الطب بأبحاث علمية في مجال الطب الموازي (ماجستير ودكتورا في "الطب العربي")؟ لماذا لا نُدَرِّسُه في كلياتنا الطبية مثلما تدرّس الصين "الوخز بالإبر (L`acupuncture
-         هل الدواء الوهمي هو الذي يعالج جسم المريض أو المريض هو الذي يعالج نفسَه بنفسِه بقدرة الله طبعًا ؟ كيف؟ هل هنالك أسباب خفية للشفاء، أسبابٌ لا يراها إلا المختصون؟ إلخ.
-         هل نَعتبِر اعتماد العلاج الوهمي شيئاً مُباحاً أخلاقيّاً أو مكروهاً أخلاقيّاً؟

أجوبة لوموند ديبلوماتيك:
         أمثلة تدلّلُ على تأثير العلاج الوهمي (L`effet placebo) على المرضى:
-         رُبع المرضى المصابين بعجز في الانتصاب 
(Les troubles de l`érection)
شعروا بتحسّن عندما تناولوا دواءً غير فعلي (Une substance neutre) ظنّاًا منهم أنه الفياغرا (Viagra).
-         في بعض حالات هشاشة عظام الركبة (Gonarthrose du genou) يحصل انخفاضٌ في الإحساس بالألم بعد إجراء عملية جراحية حقيقية أو وهمية.
-         تحسنتْ حالة مرضى الباركنسون  (Parkinson) بعدما أوهموهم بزرع خلايا جنينية في أدمغتهم.
-         حتى الرضع وأغلبية الحيوانات الأليفة تتأثر بالعلاج الوهمي.
-         في 1983، في بريطانيا، عرض الأطباء علاجاً كيميائيّاً جديداً على عينة تتكون من 411 مريض مصاب بالسرطان وحذّروهم جميعاً من خطر الإصابة بالغثيان وتساقط الشعر: 30% منهم فقدوا شعرهم و56% أصيبوا بالغثيان.. مع أن العلاج الفعلي لم يبدأ بعدُ وإنما حقنوهم بدواء وهمي (Placebo). 

كيف نفسّر هذه الظاهرة (L`effet placebo) أي الشفاء دون دواء فِعلي؟
الاعتقاد السائد: الروح تستطيع شفاء الجسد، يكفي أن يريد المريض!
التفسير العلمي: الدواء الوهمي (La substance neutre)، غير فعلي ولا يشفي. لا وجود لتأثير سحري، لكن يحدث تغيير فعلي في الواقع (Modification de notre physiologie): الألم يزيد أو ينقص، أعراض المرض تتعكر أو تزول تمامًا. ما السبب إذن؟
يحدث تفاعل شرطي (Le conditionnement classique): المخ يربط بين الحربوشة الحقيقية ونقص الألم، ولو عوضنا الحربوشة الحقيقية  بحربوشة وهمية نستطيع أن نحصل على نفس الربط في المخ الذي ينتج عنه أوتوماتيكيّاً كالعادة نقصٌ في الألم (إضافة مواطن العالم: يبدو لي أن هذا التفاعل الشرطي يشبه التفاعل الذي يحصل في الحركات اللاإرادية الشرطية البافلوفية - Création d`un réflexe conditionné, non inné : في البداية نعطي للكلب قطعة لحم وفي نفس اللحظة نُسمعه صوت جرس معين فيسيل لعابه فوراً، نعيد نفس التجربة (viande + sonnerie) عدة مرات، بعد التدريب نُلغي اللحم ونكتفي بالجرس فيسيل لعابه فوراً كالعادة).
التصوير العصبي (L`imagerie médicale)    يؤكد  
(L`association entre le stimulus - vrai médicament ou placebo - et la diminution de la douleur)
 أن تناولَ الدواء الوهمي يحرك نفس الشبكات المخية التي يحركها الدواء الفعلي فيجعل المخ يفرز هرمونات (Endorphines)، هرمونات تتميز بنفس نجاعة الأدوية المقاوِمة للألم كالمورفين المصنّع.
أضفْ إلى ذلك مدى قابلية المريض للأدوية الوهمية (Les placebo-répondants et les placebo-résistants)، وعكس بعض الاعتقادات الراسخة، لا يوجد مريض نمطي، لا على أسس فكرية ولا ثقافية ولا عِرقية ولا نفسية. في المقابل، يوجد فرق بين المهيئين وغير المهيئين على مستوى عدة جينات مسئولة على إنتاج مواد فعّالة فيزيولوجيّاً 
(Dopamine, sérotonine, endocannabinoïdes ou opioïdes).

عادةً ما ننسب للعلاج الوهمي (L`effet placebo) ما ليس له: لقد صنّف العاملون في المجال العلمي تحت هذا المفهوم عديد الظواهر الناتجة عن التحيّزات المنهجية المتعارَف عليها مثل استعداد المريض للامتثال حرفيّاً لتوجيهات طبيبه أو التحسن الذي يطرأ عند المريض بالدواء أو دون دواء 
(La régression à la moyenne)
 أو تأثيرات محيط المريض على المريض (Impact marketing) مثل الدواء النادر أنجع من الدواء المتوفّر أو الغالي أفضل من الرخيص أو المستورد أنفع من المحلي أو الحربوشة الحمراء أقوى من الزرقاء أو الحقنة أحسن من الحرابش أو علامة تجارية أشهر من من نظيراتها.
تأثير الميدعة البيضاء (L`effet blouse blanche): عندما يكون الطبيب واثقاً من نفسه، يزيد من نجاعة العلاج الوهمي.

هذه التأثيرات السابقة، أضِفْ إليها عدم تغطية بعض الأمراض من قِبل الضمان الاجتماعي (La CNAM كلها تخدم الطب الموازي والشعوذة والسحر، أضفْ إليها الأمراض التي نُشفى منها بطريقة عفوية (Hépatite A - التهاب الكبد نوع أ، بعض أمراض المفاصل مثل بعض أنواع عرق النسا). وهكذا ينجذب االغافل الأمي والمثقف بسبب حالة الضعف النفسي التي يمرّ به كل مصابٍ.
قد يولِّد المحيط الطبي تأثيرات سلبية على المريض: عَزْلُ المريض عن الجو العائلي، الكيل بمكيالين، صعوبة الحصول على موعد قريب، سُمعة الطبيب السيئة، انعدام اختيار الطبيب الملائم عاطفيّاً أو موضوعيّاً من قِبل المريض، علاقات المصلحة بين الطبيب والمَخبر الطبي، الأخطاء والفضائح الطبية. ليس غريباً إذن أن المستشفيات العمومية تدفع المرضى دفعاً للّجوءِ إلى الطب الموازي والعلاج الوهمي.

معضلات أخلاقية:
-         العلاج الوهمي كَشَفَ نقاط الضعف في الطب العلمي. وهمٌ دافئ خيرٌ من علمٍ باردٍ!
-         العلاج الوهمي يثير عدة أسئلة أخلاقية: هل يجوز حرمان نصف عينة من المرضى من الاستفادة من الدواء الحقيقي الفعّال من أجل تجريب تأثير العلاج الوهمي عليها خاصة في الأمراض الخطيرة كالسرطان؟
-         أكثر من 40 %من هذه التجارب تقع في بلدان الجنوب الفقيرة كالهند وإفريقيا وهذا مخالف تماماً لأخلاقيات المهنة 
(La déontologie)
 مثل عدم إخطار المرضى ودون طلب موافقتهم الحرة والواعية وحرمانهم من الاستفادة من الدواء الحقيقي الفعّال والفضائح في هذا المجال متعددة: (Trovan) في نيجيريا، (Ivermectine) في الكامرون، إلخ.
-         وَصْفُ علاج وهمي لمريض في خطر يُعتبَر ممارسة شعوذية.
-         الأطباء ليسوا في حاجة للالتجاء للعلاج الوهمي فهُمُ أنفسهم علاجٌ وهميٌّ لو قاموا بواجبهم على أفضل وجه: يُطمئنون مرضاهم ويشجعونهم ويعاملونهم برِفقٍ واحترامٍ ويبعثون فيهم الأملَ في الشفاء العاجل حتى يصبح الوهمُ دواءً فعّالاً نافعاً ناجعاً ومفيداً.
-         يكون من الأفضل أن لا نستعمل العلاج الوهمي إلا إذا غاب البديلُ مع وجوبِ إعلامِ المريضِ قبل استعمالِه. أثبتت الأبحاث الحديثة أن إعلام المريض مسبقاً لا يُلغي فوائد العلاج الوهمي. قرابة نصف الأطباء الأمريكان يؤكّدون في 2008 أنهم يَصِفون لمرضاهم علاجاً وهميّاً دون إعلامهم مسبقاً، و62 %منهم يعتبرون سلوكهم هذا، سلوكاً مقبولاً أخلاقيّاً.

نحن اليومَ نفتقد إلى موافقة المرضى الواعية، لكن ما العمل من أجل تعزيز تأثيرات المحيط المصاحبة دون المبالغة في الكذب. وللتقليل من التأثيرات غير المرغوب فيها وغير الخطيرة (Le nocebo)، يقترح بعضهم طلب موافقة المرضى الواعية والحصول منهم على ترخيص مسبق بعدم البوح لهم بالتأثيرات الجانبية المنتظرة أو المحتملة، لكن هذا الإجراء قد يقلق كثيراً المصابين بالكآبة ويمس علاقة الثقة بينهم وبين الطبيب المداوي.

ثلاثة حلول في الأفق:
-         حَلٌّ قد يُرضي المرضَى الذين يثقون في الطب العلمي ويُرضى أيضاً المرضَى الذين يثقون في الطب الموازي. يتوزع الحل على ثلاثة مستويات: - أولا، يجب إدراج بعض المفاهيم الأساسية في التعليم الابتدائي مثل الأمراض التي نُشفى منها بطريقة عفوية (Hépatite A - التهاب الكبد نوع أ) أو تأثيرات المحيط على المريض سلباً أو إيجاباً أو التحسن الذي يطرأ عند المريض بالدواء أو دون دواء (La régression à la moyenne)، إلخ.
-         الحل الثاني يهم محترفي الصحة (أطباء وممرضين): قد يجوز للمريض الثقة العمياء في محترف الصحة الملم مكانه بكل التفاصيل والذي يحق له وحده إشعاره فقط بما يراه صالحًا.
-         الحل الثالث يهم تنظيم العلاج: على محترفي الصحة أن يستردوا جانباً من الرعاية الحسنة، الاستقبال الطيب، والمعاملة اللطيفة والمشخصة المنسوبة عادة لطُرُقِ العلاج الوهمي والتي تخلى عنها الأطباء لفائدة محترفي العلاج البديل مثل المشعوذين والعرّافة والسحرة.
(إضافة مواطن العالَم: يحدث اليوم في مستوصفاتنا ومستشفياتنا: نقصٌ في الأدوية جرّاء السرقات المتكرّرة التي يرتكبها محترفو الصحة أنفسهم مثل: الاستقبال غير الطيب، المعاملة الخشنة، الإهمال، الاستهتار بصحة المواطن، غياب الضمير المهني، الإضرابات المتكررة، تصرف الكنام الأرعن: تدفع للمصحات الخاصة مستحقاتها فوراً وعلى آخر مليم وفي المقابل تتماطل في دفع مستحقات المستشفيات العمومية مما يهدد هذه الأخيرة بالإفلاس ويجعلها تدور في حلقة مفرغة وكأن الأمرَ مدبّرٌ ومبرمَجٌ مسبقا وعن سوء نية). نتج عن كل هذا الخور انعدام ثقة المريض في الصحة العمومية وهروبه وارتمائه مكرهًا في أحضان تجار القطاع الصحي الخاص باهظ الثمن وغير مضمون الحِرفية الذي ازدهر على حساب القطاع الصحي العمومي مما انجرّ عنه نظامَان صِحيان متوازيان في بلدٍ واحدٍ، صحة للفقراء وأخرى للأغنياء 
(Santé à deux vitesses)
 وانجرّ عنه أيضاً انهيارُ صندوق الضمان الاجتماعي - CNAM - وقَرُبَ إفلاسُه هو أيضاً.).

Référence: Le Monde diplomatique, avril  2019, Extrait  de l`article «Ce qu`une substance neutre révèle de la médecine. Paradoxes de l`effet placebo», par Richard Monvoisin et Nicolas Pinsaut, didacticien des sciences et kinésithérapeute, pp. 20 et 21

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 7 أفريل 2019.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire