mardi 16 avril 2019

أنقدُ. يطالبونني بالبديلِ. مواطن العالَم، المتصوف اليساري غير الماركسي، الرّاضي بما قدّرتْ له نفسُهُ والزمنْ



أقولُ: النقدُ فرديٌّ والبديلُ جماعيٌّ. لا يقتنعون! يُصِرّون. أضيفُ: تريدون حلاَّ؟ ليس لي ما أعرض عليكم سِوَى الحل الذي ارتضيته لنفسي. حلٌّ أعرضه على متدنِّي الدخل من المتقاعدين أمثالي، عمال وموظفين متوسطين المالكين لمساكنهم. حلٌّ ذاتيٌّ لن تقدروا عليه! حلّ بسيطٌ لكل مشاكل الحياةِ المادّيةِ والمعنويةِ، حلٌّ يتمثلُ في الاستقامةِ الأخلاقيةِ على المستوى الفردي (La spiritualité à l`échelle individuelle). حلٌّ وجدتُهُ أنا في الفلسفةِ وأنتَ قد تجدُه في الدينِ، وأنتَ حرٌّ اخترْ ما تشاءُ وما يُريحُ ضميرَكَ: قُمْ بِواجبِك على أحسنِ وجهٍ، لا تُضربْ أبداً عن العمل ولا أقبلُ أي حجةٍ ضد هذا المبدأ الأساسي وهذا لن يمنعَك من المطالبةِ بحقوقِكَ خارجَ أوقاتِ العملِ ولكَ أسوةٌ حسنةٌ في إخوانِكَ الجزائريين وفي "حَبايْبَكْ" الفرنسيين أصحاب السترات الصفراء، اكبحْ جِماحَ شهواتِك الجينية الغريزية البهيمية التي ورثتَ واطلقْ العَنانَ لرغباتك الفكرية التي في حياتِكَ اكتسبتَ (مطالعة، كتابة، يوتوب الثقافة، إلخ.) فسوف تسترجعَ إنسانيتِكَ التي فقدتَ، احذِفْ من نمطِ حياتِكَ كل الرغبات غير الضرورية التي غزتّكَ من الغربِ الرأسماليِّ الجشعِ، استغنِ عن القروضِ و"الروجِ" ودفترِ الصكوكِ، وإذا ارتفعتِ الأسعارُ خَفِّضْ في مصاريفِك اليومية، ادّخِرْ شهريّاً ثلثَ مرتبِكَ لمجابهة الطوارئ، امنحْ زوجتَك إذا كانت دون مرتب عُشرَ شهريّتِكَ وعلى طول، بِعْ سيارتَك إذا كانت لك سيارةٌ. أتمنى لكم حياةً سعيدةً حسب مقياس كشكار السريالي: أسعدُ لحظاتِ حياتي، ساعتان من السادسة إلى الثامنة صباحاً، أقضيها يوميّاً في مقهى الشيحي التعيسةِ وحيداً صُحبةً كتابٍ. مَن أنذرَ فقد أعذرَ: حلٌّ ذاتيٌّ لن تقدروا عليه!

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 16 أفريل 2019.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire