Tuteur:
Littéraire. Personne ou chose qui servent d'appui, de soutien, de
protection
1. واقعُ تعليمنا:
-
أعدادٌ (Notes de 0 à 20) محبِطة، تُسند بصفة اعتباطية، من قِبل مدرسين غير
أكفاء في التقييم العلمي.
-
ترتيبٌ للذكاء والذكاء لا يُصنّف حسب عالم الوراثة ألبير جاكار.
-
غيابٌ شبه تام للعمل داخل فريق متعاون.
-
عقابٌ شديدٌ يُسلّط على الغريق طالب النجدة (مرتكب محاولة الغِش).
-
نقتل الذكاء المتعدد (الرياضي، الفني، اليدوي) ونقول عن تلميذنا غير
ذكي.
-
نكثر من التقييمات الجزائية (الارتقاء) والإشهادية (ديبلوم) ونكثف من
الامتحانات، وفي نفس الوقت نهمل التقييمات التكوينية عماد التعلم، فيتخرج الطالب
عندنا يحمل إجازة على الورق وهو لا يفقه أبجديات اختصاصه.
-
الأولياء والمدرسون أنفسهم يشجعون التلامذة على التنافس والتسابق
والأنانية عن طريق الدروس الخصوصة: منظومة تربوية موازية وفاسدة مثلها مثل التجارة
الموازية، لا يستفيد منها إلا المدرسون الخارجون على القانون، المتهربون من دفع ضرائب
على دخلهم الإضافي، المستكرشون المستفيدون من الربح السهل المشط الحرام. أما
الأولياء (وأنا واحدٌ منهم) والتلامذة فأنا لا أبرّئهم تمامًا من المسؤولية لكنني
أقرّ لهم بظروف التخفيف. هم ضحايا ومعذورين جزئيًّا أما المدرسون المقاولون فلم أجد
لهم عذرًا سوى الجشع وما أقبحه من عذرٍ.
-
الدولة نفسها تصنّف الذكاء، تمارس التمييز، تعمّق الهوّة بين التلامذة ولا تجسّرها، لا بل تُقِيمُ للحَيْفِ إعدادياتٍ ومعاهدَ نموذجية حيث تَصرِف أموالَ أولياء
التلامذة المحتاجين إلى دعم تَعَلُّمِي
(Les élèves en difficulté d`apprentissage)
وهم الأغلبية الساحقة ، تبذّرها على التلامذة غير المحتاجين
إلى دعم تَعَلُّمِي
(Les élèves soit-disant intelligents)
وهم الأقلية القليلة. والأدهى وأمرّ أنها تدّعي
زورًا وبهتانًا - هي وجل موظفيها المدرسين المقاولين "المحترمين" - أنها
تسعى لإصلاح المنظومة التربوية الحالية، كل هؤلاء أعداء المدرسة العمومية مشتركون
في الجريمة، فيهم المدرس الإسلامي واليساري والقومي والحداثي والليبرالي والنقابي،
في الإيديولوجيا مختلفون وفي الجشع متفقون (دومًا، أستثني منهم المكتفين بالمقابل
القليل من المال والعدد القليل من التلامذة).
« Une réforme du système éducatif n’est un enjeu majeur que si
elle profite, en priorité, aux élèves qui ne réussissent pas à l’école. » P. Perrenoud, 1997
-
الغريب في الأمر أن هذا الإقبال الحماسي على
الدروس الإضافية بمقابل والذي يبدو في ظاهره حبًّا للمعرفة لم يجلب لنا إلا
تهميشًا للمدرسة العمومية وهجرةً للأدمغة المهيّأة أصلاً للهجرة: منظومتنا
التربوية لا تهدف لإيصال الأكثرية للوسط عكس
ما رغب فيه المعلم الأول في تاريخ الإنسانية (Aristote: La vertu est le juste milieu entre deux vices):
تكلفة معهد نموذجي واحد في ولاية ما (يؤمه حفنة من
التلامذة) تكفي لترميم البنية التحتية وتحسينها في جميع المعاهد العادية لهذه الولاية
(يؤمها آلاف من التلامذة). لم تهدف لخير الأكثرية. هدفت لانتقاء الأقلية
"الأفضل"، أدمغة على شكل كمبيوتر لا تصلح إلا للدول المتقدمة. حفرت
جبًّا لشعبها فوقعت وأوقعتنا في شر
أعمالها. دولة ومدرسون مقاولون خدموا أسيادهم الغربيين بأموال إخوانهم التونسيين. رعوا
الزهرة بعرقنا، أصبحت ثمرة يانعة، قطفها الغرب دون عناء. أيوجد غباء يفوق هذا
الغباء؟
-
تلامذة النموذجي الممتازون المتميزون
المحظوظون، استفادوا من "مبدأ التضامن الوطني في القطاع العام"، فضلناهم
وميزناهم غصبًا عنا أفضل تمييز، نحن الموظفون العموميون دافعو الضرائب والممولون
الأساسيون للقطاع العام، لكن قرار إنشاء المعاهد والإعداديات النموذجية ليس قرارنا
بل هو قرار نظام تربوي انتقائي مسنَدٌ من قِبل نظام سياسي ديكتاتوري (بورڤيبة وبن
علي). صرفنا علي تنمية ذكائهم من جيوبنا: لم يرثوا ذكاءهم عن آبائهم ولم يكن مكتوبًا
في جيناتهم ولم ينزل عليهم وحيًا من السماء (L`intelligence est
100% héréditaire et 100% acquise. Albert Jacquard)،
وفّرنا لهم أفضل
الأساتذة عوض أن نوفرهم لمن هم في حاجة أكثر لكفاءاتهم
(Les élèves en difficulté d`apprentissage)،
وفي المقابل ودون
تعميمٍ، نراهم يتنكرون لمن ربّاهم وأكرمهم في شبابهم (القطاع العام) ويرتمون مهاجرين
في أحضان القطاع الخاص الأجنبي طلبًا للكسب المادي الجشع، عوض أن يردّوا الجميل
لصاحب الجميل (القطاع العام الوطني) ويوفرون لتونس أكفأ الأساتذة والأطباء
والمهندسين، التبرير الأخلاقي الوحيد
الذي يسندهم والهدف الوحيد الذي أنشِئوا من أجل تحقيقه. مثلهم كمثل الابن العاق، نلومهم على صنيعهم، وفي نفس الوقت نطلب لهم
الهداية ونتمنى لهم عودة ميمونة لأرض الوطن.
2. الأمل: سبقتنا أممٌ عديدة ولن نخترع العجلة من جديد (في اليابان والصين توجَد أفضل
المنظومات التربوية في العالم المتقدم). كيف نجعلُ من التلميذِ سندًا وعُكّازًا لأخيه التلميذِ؟
-
في شنڤهاي، يلتحق الأستاذ بقسمه نصف ساعة بعد
بداية الحصة حتى يتيح الفرصة لتلميذ فاهم أن يشرح لزملائه محتوى الدرس السابق.
ممارسةٌ ليست حكرًا على تلميذٍ دون آخر، كل واحد حسب جهده (Méritocratie).
-
في اليابان، تُنظم دروس إضافية مجانية تطوعية
داخل المؤسسة حيث يساعد التلامذة بعضهم البعضَ، فيستفيد في نفس الوقت
التلميذ-المعلم والتلميذ-المتعلم مع تبادل الأدوار حسب مواضيع الحصص.
خاتمة: إجراءٌ سهلٌ لا يتطلّب إمكانات مادية. سلوكٌ
غنيٌّ بالمعاني: تدريب التلميذ على التعاون والتطوع، وحثه على الاجتهاد وتملك
المعرفة. سلوكٌ جميلٌ ومفيدٌ للجميع (تلامذة نجباء وغير نجباء، أولياء أغنياء وفقراء، مدرسون)، سلوكٌ كنا نمارسه في الستينيات
والسبعينيات في غياب الدروس الإضافية بمقابل، حين كان المدرّس عكّازًا مجانيًّا
للتلميذ الغني والفقير دون تمييز طبقي، ولا زال هذا السلوك الحميد سائدًا والحمد
لله في كامل أنحاء الجمهورية، لكن بصفة أقل كقلة الخير في هذا الزمن المعولَم قهرًا والضاغط على الفقراء فقط.
التلميذُ عُكّازٌ لأخيه التلميذِ. قد يصبح التلميذُ بيداغوجيًّا
بالتمرين: يقود زميلَه من دار الجهل إلى دار العلم:
Le pédagogue: l'esclave qui accompagnait les enfants à
l'école
إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 13 ماي
2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire