تلامذة
النموذجي الممتازون المتميزون المحظوظون، استفادوا من "مبدأ التضامن الوطني
في القطاع العام"، ميّزناهم غصبًا عنا أفضل تمييز، نحن الموظفون العموميون
دافعو الضرائب والممولون الأساسيون للقطاع العام، لكن قرار إنشاء المعاهد
والإعداديات النموذجية ليس قرارنا بل هو قرار نظام تربوي انتقائي مسنَدٌ من قِبل
نظام سياسي ديكتاتوري (بورڤيبة وبن علي). صرفنا علي تنمية ذكائهم من جيوبنا: لم
يرثوا ذكاءهم عن آبائهم ولم يكن مكتوبًا في جيناتهم ولم ينزل عليهم وحيًا من
السماء (L`intelligence est 100% héréditaire et 100%
acquise. Albert Jacquard)، وفّرنا لهم أفضل
الأساتذة عوض أن نوفرهم لمن هم في حاجة أكثر لكفاءاتهم (Les élèves en difficulté d`apprentissage)،
وفي المقابل
ودون تعميمٍ، نراهم يتنكرون لمن ربّاهم وأكرمهم في شبابهم (القطاع العام) ويرتمون
مهاجرين في أحضان القطاع الخاص الأجنبي طلبًا للكسب المادي الجشع، عوض أن يردّوا
الجميل لصاحب الجميل (القطاع العام الوطني) ويوفرون لتونس أكفأ الأساتذة والأطباء
والمهندسين، هدفٌ أساسيٌّ فضلناهم من أجل تحقيقه وهو التبرير الأخلاقي الوحيد الذي يسندهم. أصبح مَثَلُهم كمَثَلِ الابن العاق. نلومهم
على صنيعهم، وفي نفس الوقت نطلب منهم الرجوع إلى أرض الوطن حتى يسدّدوا للمجموعة
الوطنية ما عليهم من دَينٍ.
إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 16 ماي 2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire