mardi 1 mai 2018

بعد الرسول، أفشلَ المسلمونَ "منظومة التقوى" من أجل تحقيقِ العدالةِ الاجتماعيةِ، قديمًا وحديثًا. بقلم د. عبد الحميد الفهري، أستاذ تعليم عالٍ-تاريخ القرنين الأولين للهجرة. نقل مواطن العالَم، دون إضافة أو تعليق



ثانيا، اكتمل الافتراق بعد فشل منظومة التقوى التي جعلتها السنّة شرط الإيمان، "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، فصار بذلك الإيمان جزءا من التقوى. لكن هذا المبدأ الأساس قابله فعل إسلاميّ عملي بيّن أن أفضل عناصر الأمة حسب سلّم عمر هنّ زوجات الرسول وآل بيته، فكان المولود الجديد في هذا البيت يحصل على أعلى درجات العطاء لشرف نسبه. في حين تمّ وضع بقية السلّم على أساس الأسبقية في المشاركة في القتال. فكان بيت الرسول فوق كل قريش وقريش فوق كل المضرية والمضرية فوق كل العدنانية والعدنانية فوق كل القحطانية وكل هؤلاء العرب فوق الموالي وهؤلاء الموالي والعرب فوق كل العبيد الذين لا يحصلون مطلقا على العطاء حتى لو آمنوا. وقد جاء الفقه الإسلامي مستجيبا في أحكامه لهذه التراتبية التي فجرها مفترق صفّين. ويبرر  ابن حزم ذلك الإلغاء بحق العبيد في كتاب المحلي بقوله: "فإكرام العبد في تحريره وليس في تنفيله". فكان الفرق بحساب النسب من أعلى درجات العطاء إلى أسفلها 200 مرّة في "الراتب الشهري" وهو ما نعبّر عنه راهنا بالفارق في "المقدرة الشرائية" الذي يعكس الفرق في مستوى العيش. هذا دون احتساب الذين لم يُسجَّلوا في ديوان العطاء أصلا لأنهم لم يحضروا في الأمصار بعد أن استنفرت المدينة القبائل ليتحوّل المقاتلة بعيالهم وزوجاتهم إلى مواطن الفتح في شكل زحف بشري يغامر فيه المشاركون بكامل كيانهم الأسري.
ونذكّر فحسب بأن حجم هؤلاء الموالي والعبيد كان إلى حد النصف الثاني من القرن الأول يمثل حوالي عُشر سكان الأمصار حسب الأرقام التي استقيناها من مصدرين أساسين للبلاذري في التعريف بالأمصار: فتوح البلدان وأنساب الأشراف.

المصدر: كتاب "جدل الهوية والتاريخ، قراءات تونسية في مباحث الدكتور هشام جعيّط" مجموعة مؤلفين من مُكرِّمِي جعيّط، الطبعة الأولى 2018، ص 50، بقلم د. عبد الحميد الفهري، الفصل الثاني، دراما الفتنة ومفهوم صفّين، صفّين مفترق الإسلام الأكبر

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 2 ماي 2018.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire