dimanche 20 mai 2018

منذ القرن التاسع عشر، قالوا سننهض. مرّ قرن ونصف ولم ننهض! لماذا؟ مواطن العالَم



قالوا لو تحرّرنا من رِبقة الاستعمار، سننهض. تحررنا وللأسف لم ننهض!
قالوا لو أسسنا جمهورية قومية (Etat-Nation) مكان الملوكية، سننهض. أسسناها وللأسف لم ننهض!
قالوا لو حرّرنا المرأة، سننهض. حرّرناها وللأسف لم ننهض!
قالوا لو تعلّمنا علوم الغرب، سننهض. تعلّمناها وللأسف لم ننهض!
قالوا لو اعتمدنا الاشتراكية، سننهض. اعتمدناها وللأسف لم ننهض!
قالوا لو انفتحنا على اقتصاد السوق، سننهض. انفتحنا وللأسف لم ننهض!
قالوا لو طبّعنا مع إسرائيل، سننهض. طبّعنا وللأسف لم ننهض!
قالوا لو قمنا بثورة، سننهض. ثرنا وللأسف لم ننهض!
قالوا لو تبنّينا الديمقراطية، سننهض. تبنّيناها وللأسف لم ننهض!
قالوا لو أجرينا انتخابات نزيهة وشفّافة، سننهض. أجريناها وللأسف لم ننهض!
قالوا لو رجعنا إلى ديننا، سننهض. رجعنا وللأسف لم ننهض!

قلتُ لن تنهضوا ما لم تتصالحوا مع الفلسفة الإغريقية كما تصالح أسلافكم ونهضوا في القرن الثالث للهجرة، تتصالحوا معها ومع الأنتروبولوجيا والإبستمولوجيا، وتحكّموها جميعًا في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ من شؤونكم الخاصة والعامة، الدنوية منها وحتى الدينية، فالفلسفة ليست علمًا جافًّا ولها ما تقول الكثير في الميتافيزيقا والأساطير. هذه الفلسفة التي طلّقتموها منذ ثمانية قرون أي منذ أن أحرقتم بأيديكم كتبَ ابن رشد (كان فيلسوفًا إغريقيًّا عربيًّا مسلمًا وعالِمًا بالدين). لن تنهضوا ما لم تتكوّن منكم وفيكم طبقة عقلانية مستنيرة تولَد من رحمكم، وكل الأرحام - على حد علمي - حُبلى بالأمل وولاّدة للمفاجآت السارّة، طبقةٌ تقودكم نحو مستقبلٍ - إن شاء الله وشئتم - أفضل، أفضل بالإيمانِ والعقلِ والعلمِ والعملِ!
إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 21 ماي 2018.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire