samedi 29 juillet 2017

كل امرئ هو كالشجرةِ ثابتٌ أما أصدقاؤه فهم كالأوراقِ، تسقطُ واحدة فتنبتُ مكانها أخرى! مواطن العالَم

 (L`Universel dépasse de loin le Culturel, mais ne le nie pas)

الشجرةُ الخضراءُ (Arbre à feuilles persistantes) تُغذي الأوراقَ بالنسغ الخام (La sève brute) وفي المقابل تُغذي الأوراقُ الشجرةَ بالنسغ المحضَّر (La sève préparée)، وكذلك يفعل الصديقان مع بعضهم بعضا، كلاهما يفيدُ صديقَه ويستفيدُ من صديقِه دون انتظار جزاء أو شكر. ولو حدث أن سقطت من الشجرة ورقةٌ فالذنبُ لا تتحمله الشجرة ولا الورقة. ولو حدث أن فقد المرء صديقًا فالذنبُ لا يتحمله هو ولا صديقه. للورقة عُمرٌ افتراضي لا ولن تتجاوزه مهما فعلت الشجرة للحفاظ على بعض أوراقها. كذلك للصديق عُمرٌ افتراضي لا ولن يتجاوزه مهما فعل المرءُ للحفاظ على بعض أصدقائه. الورقة منذ ولادتها مبرمجة للسقوط وكذلك الصديق، ومن حسن حظنا أن الورقة تُعوّض والصديق أيضًا يُعوّض والصداقة  قيمةٌ ثابةٌ والصديق قيمةٌ متحوّلةٌ والأرضُ لن تقف حتمًا عن الدوران حول الشمس فلا تحزنوا كثيرًا يا مَن فقدتم أصدقاء في الآونة الأخيرة ولا تبحثوا عن الأسباب فلن تجدوها، أحبوا قَدَرَكم إذن كما هو لا كما تشتهون، وعليه العوض ومنه العوض، سبحانه مغيّر الأحوال، يقول للشيء كُنْ فيكون، وما علينا إلا الرضا بما قسّمه الله لنا، الرضا بالقضاء والقدر، حلوه ومرّه، سقمه وعافيته، فقدانُ صديقٍ قديمٍ وكسبُ صديقٍ جديدٍ.

إمضائي
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف الرمزي أو اللفظي أو المادي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 30 جويلية 2017.
Haut du formulaire



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire