dimanche 16 juillet 2017

العنف الوحيد الشرعي هو العنف ضد الوَسْواسِ الخَنّاسِ. فكرة فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة، صياغة ومقارنة مواطن العالَم

 (L`Universel dépasse de loin le Culturel, mais ne le nie pas)

Étymologie : Le mot violence vient du latin vis, qui désigne l'emploi de la force sans égard à la légitimité de son usage.
تفسير الطبري لكلمتَي الوسواسِ الخَنّاسِ: (من شر الوسواس)  يعني : من شر الشيطان (الخناس) الذي يخنس مرة ويوسوس أخرى، وإنما يخنس فيما ذكر عند ذكر العبد ربه.

العنف الوحيد الشرعي (Une forme de violence morale non physique) هو العنف ضد النفسِ "الأمّارةِ بالسوءِ"، أي الجهادُ الأكبرُ وما سُمِّيَ جهادًا أكبرَا حسب اجتهادي إلا لأنه يُلغِي كل أنواع العنف الأخرى ومنها الجهاد ضد الكُفّار غير المعتَدِين، فلو جاهدتَ ضد نفسِكَ لانتفت كل أسبابِ الجهادِ الأخرى غير الشرعية. أما الدفاع الشرعي عن النفس فرديًّا كان أو جماعيًّا (الثورات وحروب التحرير) فهو ليس عنفًا بل استعمال القوة (La force) المبرّرِ قانونيًّا ودينيًّا. أضيف إليه احتكار استعمال القوة من قِبلِ الدولة فهو أيضًا ليس عنفًا بل استعمال القوة العامّة لِمنعِ العنفِ الذي قد يُسلّطُ على بعضِ ضِعافِ مواطِنِيها مِن قِبلِ بعضِ أقوياءِ مواطِنِيها الخارِجِين عن القانونِ.
"النفسُ الأمّارةُ بالسوءِ" هي بلغة العصر مُجْمَلُ الغرائزِ الطبيعيةِ الموروثةِ (Le naturel ou l`inné ou les réflexes automatiques) والجهاد ضدها هو مُجْمَلُ الصفاتِ المكتسبةِ حضاريًّا وثقافيًّا (Le culturel ou l`acquis ou les réflexes conditionnels)، وما الحياةٌ كلها إلا جهادٌ ضد ما هو حيواني في الإنسان ولو أن إنسانُ اليوم فعل ما لم يفعله الحيوان، ألاَ وهو إبادة أبناء فصيلته وإدخال العالَم في فوضى عارمة وقاتلة (انظر إلى الحروب الأهلية العربية-عربية والسورية-سورية والعراقية-عراقية والسنّية-شيعية والسنّية-سنّية والسعودية-يمنية، إلخ).
جميع الشرائع السماوية والأرضية لا تُبيح القتل والكذب، "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" (قرآن)، ونحنُ اليوم في أغلبِنا أكبرُ أمة طرطورة  تقتلُ بعضها بعضا وتكذب على نفسها وتُطرطِر (فصحى: طَرْطَرَ أي تَكَبَّرَ وفَخَرَ بما ليس فيه) وتدّعِي أنها هي المعنية بقوله تعالى "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله"، وليغفِرْ لي ربي قَوْلِي التالي: أظنه يعني بقوله الأمة الأسكندنافية المعاصرة لكثرة حسناتها ونُدرةِ ذنوبها ولا يعني به الأمة الإسلامية المعاصرة لكثرة ذنوبها ِونُدرةِ حسناتها.
أنهى التغريدة الخارجة عن السرب بقولة نبي اللاعنف، الروح العظيمة غاندي: "لن يجد العدو عندي مقاومة مسلحة شرعية أو إرهابية قد يستند عليها ويتعلل بها  لكنه سوف يصطدم بمقاومة روحية لا عنفية،  حتمًا ستعميه وستهزمه شر هزيمة".

تُرَى ماذا فعل العربُ بعنفهم المسلّح خلال نصفِ قرنٍ؟ هل حرروا به الأراضي المحتلة الفلسطينية،  أو الجولان ولواء الإسكندرون السوريين، أو سبتة ومليلة المغربيتين، أو شط العرب والأهواز العراقيين،  أوطُنْبْ الكبرى وطُنْبْ الصغرى الإمارتيتين أو مَزارِع شبعا اللبنانية؟
ارتدّ عنفُهم إلى نحورهم والعياذ بالله!

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 16 جويلية 2017.
Haut du formulaire



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire