اقتراحٌ موجهٌ إلى سُكانِ حمامِ الشط حول الانتخابات البلدية القادمة، اقتراحٌ قد يبدو طوباويًّا بالنسبة لِفئةٍ قليلةٍ من المتعصبين والانتهازيين والإقصائيين المتواجدين في جميع الأحزاب دون استثناء! مواطن العالَم

L`Universel dépasse de loin le Culturel, mais ne le nie pas.

توضيحٌ منهجِيٌّ أوّلِيٌّ: ليست لي أي مصلحة انتهازية في هذه الانتخابات ولن أترشح لها - لا تكبُّرًا بل العكس تمامًا - لأنني لا أملكُ فعليًّا القدرة على التسيير وقد سبق لي وأن استقلتُ مرتين من إدارة مدرسة إعدادية بعد تسميتي بثلاثة أيام. لماذا أقترحُ إذن؟ لأن لي مصلحة شخصية غير مباشرة في المصلحة العامة 

Paradoxalement, il paraît que l`altruisme est la meilleure façon de défendre son égoïsme sans être pour autant égoïste en soi-même.

اقتراحٌ طوباويٌّ لكنه تحقق وأتى أحسن الأُكْلِ في مسقط رأسي جمنة.

فيما يتمثلُ هذا الاقتراح؟ يتمثلُ في ترشيح قائمتَين اثنتَين لا ثالثة لهما، قائمتان جامعتان مستقلتَان متنافستَان والتخلي إراديًّا عن ترشيحِ القائمات الحزبية.

ماذا تجمع كل قائمة؟ تجمع ممثلين وممثلات لكل الحساسيات السياسية بحمام الشط وهي التالية على حد علمي وعلاقاتي كيساري غير ماركسي مستقل عن كل الأحزاب ودون ترتيب تفاضلي في حمام الشط المركز (مقرّ البلدية والمعتمدية) أين أقيمُ شخصيًّا منذ 27 عامًا (حي الأمل، 4 نهج باردو): الجمهوري، النهضة، النداء، المشروع، البوكت، الوطد الثوري، الحزب الدستوري الحر (عبير موسِي). ألاحظ غياب القوميين بحزبَيهم، الحركة والتيار (منذ 2011، لم ينظما ولو اجتماعًا حزبيًّا أو ثقافيًّا واحدًا بقاعة بلدية حمام الشط المجانية).

ماذا سيربح سكان حمام الشط من هكذا اقتراح؟

سيربحون ما ربحه سكان جمنة؟ وماذا ربح سكان جمنة؟ المثال الجمني الناجح برز صدفة بعد الثورة عندما تكونت "لجنة حماية الثورة" من أعضاء يمثلون كل الحساسيات السياسية المتواجدة بمدينة جمنة (المستقلون والنهضاويون والقوميون واليسار ممثلٌ في جمنة في فردٍ واحدٍ أحدْ على سبعة آلاف ساكن، وأيُّ فردٍ، لله دَرُّهُ!!!)، تحولت فيما بعد إلى "جمعية حماية واحات جمنة"، عيبُها الوحيد أنها لا تضم ولو امرأة واحدة. ماذا أنجزت هذه اللجنة أو الجمعية الموقّرة؟ أنجزت وفي ظرفٍ وجيزٍ ما عجز عنه الأوائلُ على مدي ستين سنة من الاستقلال (شراء سيارة إسعاف تنقل الجمنين مجانًا، تشييد سوق بلدي مغطاة وقاعة رياضة مغطاة بالمعهد، تمويل النشاط الثقافي، توفير مِنح للطلبة الفقراء وأدوات مدرسية للتلامذة المعوِزين، إلخ.). يكمنُ سرُّ نجاحها في تعدد مشارب أعضائها ونكران ذواتهم وتساميهم على المصلحة الحزبية الضيقة وتوحدهم وتكاتفهم وتعاضدهم من أجل خدمة الصالح العام ولهذا السبب بالذات حظيت هذه الجمعية بمساندة جميع الأحزاب والجمعيات بل ناصرتها  منظمات غير حكومية من العالَم أجمع ولهذا السبب بالذات أطرحها كنموذج يمكن الاقتداء به في تكوين قائمة - وليس جمعية - تترشح للانتخابات البلدية القادمة بحمام الشط.

لو أخذ أبناء موطني حمام الشط بما فعله أبناء مسقط رأسي جمنة لَكسبوا الآتي:

-         مجلسًا بلديًّا يمثل جميع الأحزاب النشيطة بحمام الشط وجميع التيارات المستقلة الإسلامية منها والليبرالية المتحررة واليسار الماركسي والبرودوني.

-         مجلسًا يحظى بمساندة الجميع من أجل خدمة الصالح العام البلدي.

-         مجلسًا قويًّا مستقلاًّ عن الأحزاب ولا يأتمر إلا بأوامر سكان حمام الشط ولا يخدم إلا مصلحتهم في إطار المصلحة الوطنية.

-         مجلسًا قادرًا على الاستفادة من ربطِ علاقاتٍ مع الجوار الوطني والدولي بكل حرية دون تجاوز أطُرِ الدولة التونسية.

خاتمة الاقتراح: كيف يُحدّد أعضاء القائمتين؟ عبر انتخاب أوّلِي في كل مجموعة (Des primaires) ولا أحد يزكّي نفسَه أو صديقَه. مثلاً مجموعة تضم المدافعين على منوال مجتمعي حيث الفرد يخدم اقتصاد السوق الحر أو منوال الليبرالية مثل الليبراليات الغربية وأخرى تضم المدافعين على منوال مجتمعي حيث اقتصاد السوق الحر يخدم الفرد أو منوال العدالة الاجتماعية مثل ما يقع اليوم في الدول الأسكندنافية. قد نجد في المجموعتين أفرادًا إسلاميين أو ليبراليين متحررين أو يساريين اشتراكيين ديمقراطيين ولا مجال لتواجُدِ غير المدني الديمقراطي في القائمتَينِ أو في المجموعتَين الداعِمتَين.

وما أحلام اليوم إلا حقائق الغد!

إمضائي

"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)

وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 4 جويلية 2017.

Haut du formulaire