أتحدث مع حول الديمقراطية
وأنا مؤمن بها بِصدقٍ، فيجيبني: "أنتَ لستَ وجهًا ديمقراطيًّا".
حول النقابة وقد مارستُها
ثلاثين عامًا: "أنتَ لا تعرفها".
حول السياسة وأنا مِن قرّائها
ومتابعيها: "برَّا أقرأ عشرين عامًا ومِن بعد إيجَا ناقش مْعايَا".
حول الأحزاب وأنا لم أنتمِ
يومًا في حياتي. "أنا أسستُ معظمها قبل وبعد الثورة".
حول رابطة الدفاع عن حقوق
الإنسان. "أنا أنشأتُ أغلب فروعها".
أعترفُ: غلّبَ عليَّ، غلبني
وأسكتني. لله دَرُّهُ، وحيد زمانه. لكنني ومن كل قلبي أقول: الله يشفيه ويبعد
الناس عليه.
هو يساري انتهازي بامتياز يطرق
اليوم أبواب كل الأحزاب اليمينية الليبرالية الدستورية والتجمعية ويعادي نقابتَيْ
المدرّسِين ويُقصِي كل الإسلاميين، ومن حقوق الإنسان لم يَبقَ له إلا مساندة الانقلابي
عبد الفتاح السيسي والديكتاتور بشار الأسد المساهِم في قتل شعبه وتشريده وتهجيره
قسرًا.
والله ورغم عدوانيته اليسارية
الشرسة لفظًا، وتَعدُّدِ عيوبه الذهنية، فهو في نظري شخصٌ لطيفٌ وسانباتيك، وهو في
المقهى أكبر محرِّكٍ للجدل العقيم، لكنه "يشيّح الريق" في نقاش بيزنطي
لا أطُولُ من ورائه إلا وجع الرأس ونَهَمِ التدخين. للمفارقة، أنا أحب هذه النوعية
من البشر الذين يبالغون في الكذب إلى حد الإبداع، إنهم يؤسسون لِـجِنسٍ حديثٍ من
الأدبِ العربي.
تناقشه بلطفٍ
فـ"يُشَلِّطُكَ" بِغِلظةٍ لا مثيل لها. حول قضية جمنة وأنا جمني. يرد:
"أعرفها أكثر منكَ". حول البحر: "سبحتُ في المحيطات". حول القمر: "زرتُها مع أرمسترونڤ". حول الصدق: "لم أكذب ولو مرة
واحدة في حياتي".
ألم أقل لكم إنه تُحفةٌ
نادرةٌ، يُشكِّلُ الله من الطينِ ما يشاء!
هل عرفتموه؟
ملاحظة ديونتولوجية: لقد سبقَ
وقلتُ لهذا الكائن في وجهه أكثر ألف مرة مما قلته في هذه التغريدة الكاريكاتورية.
« Je crois en vérité que s'il fallait absolument faire un choix
entre la violence et la lâcheté, je conseillerais la violence. (...) Mais je
crois que la non-violence est infiniment supérieure à la violence. » Gandhi
إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا
تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 13 جويلية 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire