jeudi 20 juillet 2017

منافع وأخطار الثورة الجينية؟ برنار دوجون، ترجمة مواطن العالَم

برنار دوجون (أستاذ ذو خِبرةٍ عاليةٍ بجامعة بيار وماري كوري بمعهد باستور وعضو أكاديمية العلوم)
(L`Universel dépasse de loin le Culturel, mais ne le nie pas)

Source: Le Monde diplomatique, juillet 2017, « Bienfaits et dangers de la révolution génétique - Nous sommes tous des mutants », p. 23

منفعة عدد 1: لقد ثبت إيذاءُ بعض الطفرات الجينية (Les mutations) التي قد تتسبب أحيانًا في إعاقات ذهنية حادة كمرض التوحّد (L`autisme). وفي إطار مقاومة هذه الأمراض تندرج محاولات العلاج الجيني (La thérapie génique) عن طريق إدماج الجينة السليمة مكان الجينة المتسببة في الخلل داخل هباءة الحامض النووي (La molécule d`ADN).

منفعة عدد: لقد نجحنا حديثًا في إصلاح طفرة مؤذية (Une mutation délétère: déficiences dans la synthèse de l'hémoglobine des globules rouges) داخل حامض الخلايا الدموية الجِذعية (Les cellules sanguines souches) مسحوبة من مصابٍ بنوعٍ من أنواعِ فقر الدم (La thalassémie) وذلك باستعمال تقنية المقص الجيني (Le ciseau génétique Crispr. Cas9)، تقنيةٌ تُثير حاليًّا جدلا قضائيًّا في الولايات المتحدة الأمريكية حول حق ملكية الأجسام المعدّلة جينيًّا لأن الرهان الاقتصادي المحتمل مستقبلاً بدأ يُسيلُ لُعابَ رجال الأعمال مُلاّك المخابر العلمية الخاصة المتقدمة ومُمولي البحوث.

خطر محتمل في المستقبل القريب: لو نجح هذا العلاج الأخير فهل نعيد استعماله مع كل أفراد العائلة المصابة في مطلع كل جيل جديد أو نغيّر التركيبة الجينية للخلايا التناسلية (Les gamètes : ovules et spermatozoïdes) لكي نقضي على المرض نهائيًّا؟ القانون يرفض اليوم الحل الثاني في عديد من الدول وقد يُعاد طرح السؤال في المستقبل القريب لو أحرز هذا الحل على نتائج واعدة ومشجعة. المشكل الحقيقي يكمن في عدم قدرة الباحثين على الاستشعار المسبق بكل الأخطار المحتملة التي قد تنتج عن تغيير جينة واحدة رغم محدوديته.

منفعة عدد 3: يفتح العلاج الجيني آمالاً كبيرةً في الشفاء من أمراض أخرى أكثر تعقيدًا من فقر الدم كالسرطان مثلاً. لقد نجحنا في تعديل الحامض  النووي للكريات البيضاء (Les lymphocytes) مما يكسبها قدرة موجهة خصيصًا لقتل الخلايا السرطانية بالذات وقد أثمرت التجارب الأولى المطبقة على أطفالٍ مصابين بسرطان الدم (La leucémie) وخففت من معاناتهم.

في الأخير يجب علينا أن نتساءل حول الجدوى العامة من تعديل الأجسام جينيًّا. في مجال النباتات نحن نشهد تكاثر وانتشار توظيف التعديل الجيني (OGM) لأغراضٍ مختلفة وفي بعض الأحيان لغرض زخرفي لا غير (Ornemental). في المقابل نرى أن التعديل الجيني أدى إلى تطور زراعي قادر على حل بعض مشاكل النقص الغذائي في العالم.

ختامًا هل نحن مع أو ضد التعديل الجيني؟
مع لو كان هذا التعديل يخدم المصلحة العامة للأغلبية وخاصة الأكثر فقرًا.
ضد لو كان هذا التعديل يخدم مصلحة ضيقة لفئة معينة من الرأسماليين الجشعين.
لم يعد المشكل إذن علميًّا فقط بل أصبح مشكلاً اقتصاديًّا وقضائيّا وسياسيًّا وأخلاقيًّا.

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 20 جويلية 2017.
Haut du formulaire




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire