بذكاء و فطنة، داعية إسلامي من أصول حبشية يحرج مجموعة
من الخليجيين: "نحن دخلنا الإسلام قبلكم. دخلناه بالسلم و دخلتم بالسيف.
احتضننا المسلمين و ما رحلناهم - فضحك الحضور - استقبلناكم في الحبشة و كانت إقامة
الصحابة عندنا إقامة حرة و لم تكن بكفالة أحد".
dimanche 24 novembre 2013
samedi 23 novembre 2013
Le « Salaf Vertueux » est révolutionnaire, les « salafistes jihadistes » sont réactionnaires ! Citoyen du monde Dr Mohamed Kochkar
Le « Salaf
Vertueux » est révolutionnaire, les « salafistes jihadistes »
sont réactionnaires ! Citoyen du monde Dr Mohamed Kochkar
Le « Salaf Vertueux » : le messager de Dieu, Mohamed
(Qu'Allah le bénisse et lui accorde la paix), ses disciples et
les disciples de ses disciples (Que Dieu les bénisse) ont fait une révolution
sociale et culturelle profonde au VIIè siècle après J.-C. Ils n’étaient pas « salafistes »
par rapport aux valeurs de leurs prédécesseurs. Au contraire, ils étaient des
innovateurs. Ils ont accompli une rupture épistémologique avec le paganisme et
le polythéisme de leurs ancêtres
Je pense que les prédicateurs
prosélytes « salafistes jihadistes » (comme l’égyptien Wajdi Gounim
et ses disciples) justifient l’injustifiable comme la circoncision des jeunes
filles (ختان
البنات),
la polygamie (تعدد الزوجات), l’aliénation de la femme (استلاب
المرأة), le concubinage « halal » (إباحة الجواري و المحظيات و ما ملكت أيمانكم), le sexisme (التمييز
على أساس الجنس ), la lapidation des adultères (رجم الزانية),
la torture (التعذيب), la flagellation (الجَلْد), la violence (العنف),
l’esclavagisme ( العبودية), la dictature (لايعترفون بالديمقراطية), l’état religieux (الدولة الدينية), le parti unique de Dieu (ضد التعددية الحزبية), la monarchie
oligarchique (لا يعترفون بالانتخابات), le racisme (التمييز
العنصري), la traîtrise de la
famille royale saoudienne (عَمالة العائلة المالكة
السعودية للأمريكان و خيانتها للعرب و المسلمين), etc
Ils ont accompli deux
ruptures réactionnaires, une avec leur propre patrimoine musulman éclairé et une
et une autre avec le modernisme occidental actuel
قال وجدي غنيم - وهو يرتدي بزة عسكرية و قبعة حمراء - في
فيديو فيسبوكي ما يلي، و لم أصدق ما سمعت لهول ما سمعت:
"يقول
سبحانه و تعالى : "يقاتلون في سبيل الله فَيَقْتُلُونَ
وَيُقْتَلُونَ"، أي سواء قَتَلوا أعداء
الإسلام أو
قُتِلوا من قبل أعداء الإسلام، أو اجتمع لهم هذا وهذا ، فقد وجبت لهم الجنة. و في
قراءة نادرة لنفس الآية: "يقاتلون في سبيل الله فَيُقْتَلُونَ و َيَقْتُلُونَ
"، و هذه القراءة لا تستقيم إلا مع العمليات الاستشهادية، حيث يُقتَل الفدائي
جراء انفجار حزامه الناسف قبل أن يقتُل أعداء الإسلام المستهدفين من العملية".
Ma signature
« pour l’auteur, il ne s’agit pas de convaincre par des
arguments ou des faits, mais, plus modestement, d’inviter a essayer autre
chose »
« A un mauvais discours, on répond par un bon
discours et non par la violence
VERBALE»
date de la première publication
sur le net
hammam – chatt, le 18 mars
2012
Libellés :
نقد الدعاة الإسلاميين.
سؤال إلى دعاة تطبيق الشريعة الآن: أيهما أفضل، تطبيق الشريعة أو عدم تطبيقها في ظل حكامنا العرب المعاصرين؟ مواطن العالم د. محمد كشكار
سؤال إلى دعاة تطبيق الشريعة
الآن: أيهما أفضل، تطبيق الشريعة أو عدم تطبيقها في ظل حكامنا العرب المعاصرين؟
مواطن العالم د. محمد كشكار
تاريخ أول نشر على النت: حمام
الشط في 20 مارس 2012.
شاركت اليوم، الثلاثاء 20
مارس 2012، في مظاهرة عظيمة بآلاف التونسيين، المدنيين السلميين البسطاء
المستنيرين، للمطالبة بتأسيس دولة مدنية ديمقراطية، لا دولة دينية رجعية و لا دولة
عسكرية دكتاتورية و ذلك بمناسبة إحياء ذكرى عيد استقلال تونس في 1956.
تصوّروا معي هول الكارثة، لو
طبّق نظام "بن علي" الشريعة على التونسيين منذ 1987(و قد فعلها في
السودان زميله عمر البشير بمباركة حسن الترابي)، لو طبّق الحدود و تمادى في حكمه
الظالم 23 عاما رغم معارضة الإخوان و العَلمانيين و الشيوعيين و القوميين. فماذا
سيحدث يا ترى؟ ستحدث كوارث رهيبة لن يصلحها التاريخ و الثورات أبدا! سوف يبدأ بقطع
الرؤوس قبل قطع الأيادي. سوف يحكم بعض قضاته الظالمين المرتشين بالإعدام شنقا على
الغنوشي و الجبالي و ديلو و البحيري و بن سالم بتهمة الخروج على الحاكم المسلم، و
بالإعدام رميا بالرصاص على حمة الهمامي و زوجته راضية النصراوي و منصف المرزوقي و
نجيب الشابي و مصطفى بن جعفر بتهمة العَلمانية و الكفر و الإلحاد.
سوف تتهم نيابته العمومية المنحازة
المناضلين القاعديين اليساريين و الإسلاميين و القوميين و تُلصق بهم و تُلبِسِهم قضية
سرقة بسيطة و يحكم بعض قضاته الظالمين المرتشين بقطع أياديهم جميعا.
و في حصيلة عهده الإسلامي
المطبّق للشريعة، سنفقد خيرة زعمائنا و مناضلينا من اليساريين و الإسلاميين و
القوميين و سيصبح مناضلونا القاعديون معوقين عضويين. حصيلة ثقيلة لا ينفع فيها
محاسبة أو مصالحة أو تسامح!
أثري مقالي ببعض
ما قاله الفيلسوف أبو يعرب المرزوقي في هذا المضمار في برنامج الشريعة و الحياة في قناة الجزيرة و قد
يصبح المعنى - عند ما أصوغه بتصرف - غير مطابق حرفيا لما قاله الأستاذ بالضبط:
-
و للشريعة في
الواقع وجهان: وجه تربوي و وجه ردعي. فلو طوّرنا الوجه الأول فقد نستغني عن الوجه
الثاني لأن عندما يكبر الوازع الذاتي التربوي الأخلاقي تنقص الحاجة للوازع الخارجي
الردعي. (إضافة م. ع. د. م. ك: و ما أحوجنا الآن إلى الوجه التربوي أكثر من
حاجتنا إلى الوجه الردعي وربما لن نحتاج هذا الوجه الجزائي تماما).
-
بعد موت النبي
المعصوم محمد, أصبحت الجماعة أي الأمة هي المسؤولة الوحيدة عن الشريعة. فالجماعة
إذن - و ليس الفقيه أو السلطان - هي التي تختار بحرية تطبيق الشريعة و هي التي
تراقب التطبيق في نفس الوقت, هي الديمقراطية و دولة القانون و المؤسسات بالمعنى
الغربي للكلمة و ليس بالمعنى العربي المشوّه. لو احتكر الحاكم سلطة الدين و سلطة
القانون فسيصبح لا محالة طاغية.
-
قد يسبّب اختلاف
الشريعة مع الواقع نوعان من الانفصام لدى الإنسان: انفصام محمود و انفصام مذموم.
الانفصام المحمود يرى أن الشريعة تمثل المثال المتعالي عن الواقع الذي نسعى دائما
لتحقيقه مع العلم أن الشريعة لم تتحقق كاملة متكاملة في أي لحظة من تاريخ المسلمين
منذ الرسالة حتى الآن و لن تتحقق لأنك ستجد دائما من يخالفها عن قصد أو عن عجز أو
عن جهل أو عن كفر أو عن إلحاد أو عن مرض. أما الانفصام المذموم دينيا فيرى أن لا
حاجة لنا لمثال نسعى لتحقيقه و لن نحققه فنكتفي إذا بواقعنا و نحاول تحسينه و هذه
سياسة الرأسمالية الذي ينعتها "فوكوياما" بنهاية التاريخ.
-
البدو غير
المتحضرين هم أبعد الناس عن الشريعة لأنهم أبعد الناس عن التمدّن و فهمهم للدين
منافي للشريعة التي لا يرون منها إلا قطع اليد و إقامة الحد.
خاتمة:
أنهي مقالي بطرح
الإشكالية التالية: ماذا ستكون حصيلة تطبيق الشريعة (إعدامات + إعاقات) في ظل حكم
حزب حركة النهضة؟ حتما ستكون أفظع من حصيلة تطبيقها في ظل النظام البائد، و ذلك للأسباب
التالية: بعد الثورة، عمت الفوضى و زاد الفقر و انتعش الجهل و استفحلت الرشوة و قل
العمل و أصبح الكسل تعبيرا عن الرأي و كبُر عدد
القضاة الظالمين المرتشين و تحصن خارقو القانون من الأمنيين بالنقابة و القانون. عمر
بن الخطاب، رضي الله عنه، علق تطبيق الحد على السارق لأقل مما أصابنا بعد الثورة،
علقه كامل عام المجاعة (عام الرمادة). فإذا كان عمر بن الخطاب - المشهور بعدله - قد
علق تطبيق الشريعة لمدة عام، فماذا سيفعل حكامنا العرب المعاصرون، المشهورين بظلمهم؟
إمضائي المختصر
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في
أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسان المجتمع، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه من أجل بناء أفراده الذاتي لتصورات علمية مكان تصوراتهم
غير العلمية و على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري و على
كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
Libellés :
نقد الملمين المعاصرين.
vendredi 22 novembre 2013
فكرة قرأتها في كتاب: لو تُرِكَ التونسيون لوحدهم لَحلّوا مشكلتهم مع أصوليتهم و تراثهم! نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار
فكرة قرأتها في كتاب: لو
تُرِكَ التونسيون لوحدهم لَحلّوا مشكلتهم مع أصوليتهم و تراثهم! نقل و تعليق مواطن
العالَم د. محمد كشكار
تاريخ أول نشر على النت: حمام
الشط في 30 مارس 2012.
كتاب "مخاضات الحداثة التنويرية. القطيعة
الإبستمولوجية في الفكر و الحياة."، هاشم صالح، دار الطليعة للطباعة و النشر،
بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2008، 391 صفحة. استعرته من المكتبة العمومية بحمام
الشط.
كتاب من أفضل الكتب التي
قرأتها في السنوات الأخيرة و أعتبر كاتبه من أعلم و أصوب الفلاسفة العرب
التنويريين، و أعُدّه من أهم رواد النهضة العربية المعاصرة.
تنبيه ضروري
ما أنشره في هذه السلسلة من
نقل و تعليق، تحت العنوان المشترك "فكرة قرأتها في كتاب"، لا يمثل
بالضرورة موقفي الفكري بل هو عبارة عن مذكّرة خاصة، أعتمدها شخصيا عند الرجوع إلى
الكتاب الأصلي. لا تغني هذه المذكرة عن قراءة الكتاب كاملا. يجب إذن توخّي الحذر
الشديد في التعامل مع ما ورد فيها لأن لا تصل إليكم فكرة الكاتب ناقصة أو مشوّهة.
أنشر هذه السلسلة مساهمة مني في رد الاعتبار لفن ثامن في طريق الانقراض، اسمه
"مطالعة الكتب" و فكرة الكتاب تلزم الكاتب و لا تلزم الناقل دون أن
نتغافل عن كون
الأفكار هي وقائع فكرية تستقل عن قائلها.
نص هاشم صالح
صفحة 187: و لكن المشكلة هي أن العرب يواجهون مشكلة الأصولية و
تصفية الحسابات مع الذات التاريخية، في الوقت الذي يواجهون فيه عدوا شرسا مصمّما
على الإيقاع بهم. و لو تُركوا لوحدهم لحلوا مشكلتهم مع أصوليتهم و تراثهم
من خلال الصراع الجدلي، الحر و الطبيعي. و هكذا يجيء التهديد الخارجي لكي يعقّد
الأمور و يقوّي من التيار الأصولي بطبيعة الحال و يضعف التيار النقدي التحرري و
ربما كان الإسرائيليون (إضافة 1، م. ع. د. م. ك: أضيف إليهم حلفائهم الإستراتيجيين، الحكّام الأمريكان و
الأوروبيين) يريدون ذلك لكي يظل العرب يتخبطون في مشاكلهم الداخلية أطول فترة
ممكنة، و لكي يتأخر تحررهم الفكري و السياسي، و ذلك لأنهم يعرفون أنه إذا ما انتصر
العرب على أنفسهم و حلوا عقدتهم الداخلية، فسوف يتحولون إلى قوة جديدة يُحسب لها
ألف حساب.
إضافة 2، م. ع. د. م. ك: قد حَصُل لي الشرف أنني نشرت نفس الرأي في النات في أحد
مقالاتي قبل أن أقرأ هاشم صالح و هذا تطابق فكري أعتز به أيما اعتزاز. و قد قلت في
تعليقي المنشور أن أمريكا فعلت نفس الشيء في تونس ما بعد الثورة: ساندت حزب النهضة
عن طريق قطر و سلّمته السلطة هدية مسمومة و قنبلة موقوتة على طبق من ذهب ثم قوّت
التيار السلفي التونسي عن طريق السعودية حتى تخلق فوضى خلاّقة - يعني هدامة باللغة
التونسية غير العميلة - قد تفضي، الله لا يقدّر، إلى حرب أهلية محتملة بين
التيارين الدينيين التونسيين المسنودين ماليا و إعلاميا من قطر و السعودية، أكبر
نظامين رجعيين متخلّفين في العالم حيث لا يوجد مجتمع مدني و لا حرية معتقد و لا
حرية إعلام و نشر و لا إبداع حر و لا انتخابات و لا برلمان و لا رابطة لحقوق
الإنسان و لا نقابات مستقلة أو موالية و لا حقوق للمرأة و لا مواطنة و لا تعليم
ديمقراطي و لا قضاء مستقل و لا فن و لا مسرح و لا سينما و لا نحت و لا تصوير و لا
رقص و لا تعبير جسماني و لا... و لا ألف لا... و بتدخلها السافر هذا، أضعفت أمريكا
من تأثير اليسار و القوميين و الليبراليين التونسيين في الساحة السياسية و همّشت
مشاركتهم في صياغة الدستور مما قد يفقد هذا الأخير شيئا من العَلمانية و التقدمية
و الحرية و الديمقراطية و الحداثة و ما بعد الحداثة. أمريكا تعي جيدا مَن تعادي و
أول من تعادي، تعادي اليسار بشراسة لسبب
واضح و هو أن هذا الأخير يحمل مشروعا اجتماعيا و ثقافيا و اقتصاديا مناهضا
للرأسمالية الليبرالية المتوحشة و مناقضا للعولمة الإمبريالية الأمريكية، عولمة أُحادية
القطب و الرؤيا. لقد توهمت أمريكا أن اليسار انقرض مع انهيار الاتحاد السوفياتي و
لم تع أن الفكر اليساري التقدمي أكبر من الدول شبه اشتراكية أو الدول الاشتراكية
بالاسم، دول اعتمدت في الواقع رأسمالية الدولة و ديكتاتورية الحزب الشيوعي الواحد المختزل
في زعيم معصوم و "مُلهم" أوحد يحكم ظلما و بهتانا و اغتصابا باسم
ديكتاتورية البروليتاريا و البروليتاريا المحلية و الأممية هي أول ضحاياه.
إمضائي المختصر
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في
أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسان المجتمع، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه من أجل بناء أفراده الذاتي لتصورات علمية مكان تصوراتهم
غير العلمية و على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري و على
كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
و إذا فهمت نفسك فكأنك فهمت الناس جميعا. هاشم صالح.
الفلسفة هي القبض على الواقع من خلال الفكر. هيغل.
Libellés :
نقد التدخل الأجنبي.
jeudi 21 novembre 2013
أعجبني حديثٌ موضوعٌ. مواطن العالم د. محمد كشكار
أعجبني حديثٌ
موضوعٌ. مواطن العالم د. محمد كشكار
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 23 جويلية 2012.
حديث: "اعمل لدنياك كأنك
تعيش أبدا و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا". هناك من
ينسبه إلى الرسول محمد صلى
الله عليه و سلم و هناك من يقول أنه حديث موضوع أو ضعيف و هناك من ينسبه للإمام
علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
و هناك من يفسر معنى الحديث
كالآتي: ثم
إن معناه ليس هو المتبادر إلى أذهان كثير من الناس من العناية بأمور الدنيا
والتهاون بأمور الآخرة. بل معناه على العكس وهو المبادرة والمسارعة في إنجاز أعمال الآخرة
والتباطؤ في إنجاز أمور الدنيا.
رغم عدم اختصاصي في المجال الديني و اللغوي، سأحاول
تناول الحديث - كمقولة عربية إسلامية بغض النظر عن قائله - تناولا لغويا. و لن
أذهب مذهب التفسير الأول أو الثاني المذكورين أعلاه. و ما دامت المقولة مشكوك
في نسبتها إلى الرسول محمد صلى الله عليه و سلم
فهي ليست حكرا على أهل الفقه و التفسيرن و لو لم يكن الحديث محل شك فقهي، لَما
تجرأت على القرب منه و التصرف في معناه و مقاصده.
سأحاول تحيين المقولة العربية الإسلامية قدر المستطاع. يبدو لي أنه من حق أي
مسلم التصرف في تراثه المشترك كيفما يشاء دون تشويه مقصود أو تعديل سياسي أو
أيديولوجي رخيص لغرض في نفس يعقوب.
سأحاول مقارنة المقولة و قياسها استنادا إلى جُمَلِ
علمية مشابهة و معاصرة بعد ما أجرِي عليها تحويرا تركيبيا فتصبح المقولة كالآتي: "اعمل لدنياك مائة في المائة و اعمل لآخرتك مائة في
المائة" فتقترب المقولة منهجيا من مقولة
ألبير جاكار، عالم الوراثة الفرنسي المعاصر: "الذكاء وراثي مائة في المائة و
مكتسب مائة في المائة": أبدأ بشرح المقولة العربية الإسلامية و بعض المقولات
المشابهة لها منهجيا:
-
"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا و اعمل لآخرتك كأنك
تموت غدا"، هذه المقولة تعني أن الإنسان المسلم
و هو يعمل لدنياه، يجب عليه أن لا يهمل آخرته و لو لـ"فمتوثانة" (10-15
seconde) و
إذا عمل لآخرته عليه أن لا يهمل كذلك دنياه. و لهذه القولة سند قوي الدلالة حتى و
لو كان "حديثا لا أصل له" لكنه يحمل حكمة و تشجيع و حث على العمل و لا
يتنافى حسب رأيي المتواضع مع القيم الإسلامية الإنسانية النبيلة و من بينها
"إن العمل عبادة". زد على هذه الحجة، الحجة الواردة في المقولة العربية
الإسلامية المشهورة "الإسلام دين و دنيا" و لم يُفصل يوما على حد علمي
بين ما هو ديني - العبادة - و ما هو دنيوي - العمل.
-
مقولة "الذكاء وراثي مائة
في المائة و مكتسب مائة في المائة"، تعني أن الذكاء ينبثق من التفاعل المستمر
بين الجينات الموروثة و بين محيطها المكتسب (العائلة و المدرسة و الشارع و الأقران
و المدرّس و الأصدقاء و الفيسبوك و السفر و العمل...إلخ.). تتداخل وسط هذا التفاعل
الدائم مليارات المتغيرات المعقدة و التي يصعب تفكيكها و ترتيبها و تصنيفها إلى
وراثي و مكتسب. لنأخذ مثلا د يساعدنا
بيداغوجيا على الفهم: لو عاش العالم الألماني - الأمريكي إنشتاين في بيئة رعوية صحرواية
و لم يدخل المدرسة لأصبح راعيا ماهرا لا أكثر و لا أقل و لن ينزل عليه العلم من
السماء و لن ينبع أيضا من جيناته و مورثاته الثلاثون ألف! و لو أخذت مواطنا متدني
الذكاء وراثيا و أدخلته أحسن الجامعات لَما صنعت منه عالما مبدعا أو عبقريا! و
الدليل الاجتماعي و الإحصائي على صحة ما ذهبت إليه يتمثل في أن الدول العربية -
على حال تخلفها اليوم - لا تنتج عباقرة و مبدعين رغم توفر القابلبة الجينية
الحاضنة للذكاء فينا كما توفرت لدى كل الشعوب، لكن في المقابل كل العرب متوسطي
الذكاء الذين التحقوا بالجامعات الغربية و عملوا في مخابرها و تنشقوا حريتها،
أصبحوا من ألمع العلماء، و منهم مئات الآلاف من البحاثة و العلماء المغمورين
إعلاميا و من أشهر علمائنا بالغرب أحمد
زويل و فاروق الباز و محمد أوسط العياري و غيرهم كثيرون.
-
مقولة
"انتفاضة 14 جانفي 2011، هي ثورة شعبية مائة في المائة و مؤامرة غربية خليجية
مائة في المائة"، تعني أن البوعزيزي ليس جاسوسا صهيونيا و محمد كشكار ليس
عميلا للمخابرات الأمريكية و آلاف المتظاهرين الصادقين الوطنيين التونسيين ليسوا مأجورين
و شهدائنا ليسوا مرتزقة و جرحى ثورتنا ليسوا عملاء، لكن في المقابل، جيشنا "الوطني"
ليس بريئا من تبعيته لأمريكا و حزب حركة النهضة ليس خارجا عن سياسة أمريكا في
الشرق الأوسط و حزب السبسي ليس غريبا عن الأجندة الأوروبية.
-
مقولة
"مشاكل تونس الحالية، أسبابها و حلولها داخلية مائة في المائة و خارجية مائة
في المائة"، تعني أننا ننتخب برلماننا و رئيسنا و لنا جيشنا و أمننا و عُملتنا
الدينار و لغتنا العربية و ديننا الإسلام، لكن في المقابل سلاحنا نشتريه من
"عدونا" و عدو الفلسطينيين، لغتنا العلمية الأولى هي الفرنسية و ليست
العربية، جل مشاريعنا التعليمية و التنموية مملاة علينا من البنك العالمي و صندوق
النقد الدولي. الشعب يريد تطبيق الشريعة و أمريكا لا تريد تطبيق الشريعة، يأتي
الغنوشي، رئيس حزب حركة النهضة الحاكم و
يغلّب أمر أمريكا على رغبة الشعب. حزب حركة النهضة، الحزب الحاكم الذي لا يحكم، لا
لأنه لا يستطيع أو لا يريد أن يحكم بل لأن من حكمة أمريكا أن لا تضع كل بيضها في
سلة واحدة، لذلك خلقت للنهضة منافسا متمثلا في السبسي زعيم اليساريين الانتهازيين
و الأغنياء الفاسدين و الرأسماليين اللاوطنيين و الليبراليين المنبتين و
الفرنكوفونيين المتعصبين و التجمعيين و الدستوريين الحاكمين الحاليين في دواليب
الدولة التونسية بغثهم و سمينهم حتى إلى أن يأتي ما يخالف ذلك. أنا متشائم ليس حبا
في التشاؤم بل لأنني أحب تونس و للأسف الشديد، لم أر حتى الآن مؤشرا واحدا يدل على
أنه سيأتي ما يخالف ذلك. و مؤشري العلمي الأول و الأهم و الأقرب إلى قلبي و اختصاصي
هو إصلاح التعليم و دار لقمان على حالها بل ازدادت عبثا و فوضى و تسيّبا و غشا و
كسلا و لا أستثني أحدا، مسؤولين و و مصممي برامج و إداريين و متفقدين و قيمين و
عملة و أولياء و تلامذة و مدرّسين بما فيهم شخصي الذي دخل منذ عام في مرض طويل الأمد
بعد 37 عام تدريس فعلي و بعد ما أصابني مرض السكري جرّاء تعدد الإحباطات و كثرة
الفشل و العثرات التي اعترضتني في مسيرتي التربوية من ميدون إلى غار الدماء مرورا
بالجزائر حيث عُرّب العلم دون إعداد و تحضير مسبق فمات العلم و هاجر العلماء (على
حد علمي، عدد الأطباء الفرنسيين من أصل جزائري الممارسون في باريس يفوق عدد
الأطباء الجزائريين المباشرون في كل تراب الجمهورية الجزائرية
"الديمقراطية").
-
مقولة
"تربية الأطفال مسؤولية الوالدين مائة في المائة و مسؤولية الشارع و المدرسة
و الإعلام مائة في المائة". كنت و أنا أستاذ شاب غير متزوج، ألوم الأب و الأم
على عدم تربية أبنائهم التلاميذ، كبُرْتُ و أصبح عندي ولد، كَبُر الولد و فهمت أن
تربيته مشتركة بيني و بين أقرانه و خلانه و مدرّسيه و التلفزة و الأنترنات، لا
نستطيع أن نفصل سببا أو عاملا عن الآخر من كثرة تداخل جميع الأدوار و تعقدها.
-
مقولة
"كل مرض بشري هو عضوي مائة في المائة و نفسي مائة في المائة" تعني أن
العضوي و النفسي لا ينفصلان داخل الفرد و لا نستطيع أن نفصل ميكانيكيا و نقول مثلا
أن الحمّى الناتجة عن الجراثيم هي مرض مائة في المائة عضوي لأن مقاومة الجسم تخضع
لعوامل نفسية و عندما تنهار المناعة جراء صدمة نفسية يصبح الجسم سهل الاختراق من
الكائنات الدقيقة "الانتهازية". أستثني الأمراض الجينية الوراثية
كانعدام تخثر الدم ( l’hémophilie) أو الشلل (la poliomyélite) أو الإعاقات
الذهنية
أو العضوية
(les handicaps mentaux ou sensori-moteurs ).
-
مقولة " الرجل ذكر مائة في المائة و أنثى مائة في
المائة و المرأة أنثى مائة في المائة و ذكر مائة في المائة". يُولد الفرد،
ذكرا أم أنثى من 23 صبغية (كروموزوم) ذكرية و 23 صبغية أنثوية، لا يفرّق بين
الجنسين إلا التلاقي صدفة بين الصبغية "إيكس" الأنثوية و الصبغية
"إيڤراك" الذكرية فينشأ ذكرا أو تلتقي الصبغية "إيكس"
الأنثوية و الصبغية "إيكس" الذكرية فتنشأ أنثى. لا يوجد فرق إذن بين
الذكر و الأنثى إلا في زوج واحد من بين 23 زوجا من الصبغيات الست و أربعين لذلك
نجد صفات ذكورية عند بعض النساء و صفات أنثوية عند بعض الرجال. لذلك لا نستطيع أن
نفصل فصلا ميكانيكيا بين ما هو أنثوي و ما هو ذكري عند الرجل أو عند المرأة. تلتقي
الجينات الأنثوية و الجينات الذكرية، النصف بالنصف، عند الرجل و المرأة على حد
سواء، يتفاعلان باستمرار فيما بينهما فينتج عن تفاعلهما ذكرا أو أنثى أو جنسا
ثالثا بين الجنسين ثم تنفصل الجينات من جديد عند البلوغ و بداية صنع الخلايا
التناسلية الذكرية أو الأنثوية لتلتقيان من جديد صدفة أيضا عند ذكر أو أنثى و هكذا
دواليك، انفصال فالتقاء ثم انفصال فالتقاء و تستمر الحياة و لا تكتمل صورة الفرد
إلا بتكامل الأنثى و الذكر و لو غاب أحدهما لانقرض الآخر، فلا فضل لرجل على امرأة
و لا لامرأة على رجل إلا بالتمايز البيولوجي الذي لا يفضي أوتوماتيكيا أو طبيعيا
للتمايز في الحقوق. الفروق البيولوجية بين الرجل و المرأة، حتى و إن أدت إلى
الاختلاف في أداء بعض الواجبات فهي لا تؤدي حتما للتفريق الجنسي العنصري في الحقوق
و الآدمية الإنسانية بين الرجال و النساء و أخوهم الجنس البيولوجي الثالث...إلخ.
إمضاء
على
كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي.
mercredi 20 novembre 2013
اجتهادان تونسيان مختلفان في فهم القرآن الكريم. نقل سمعي بتصرف دون تحريف مقصود لـمواطن العالَم د. محمد كشكار
اجتهادان تونسيان مختلفان في فهم
القرآن الكريم. نقل سمعي بتصرف دون تحريف مقصود لـمواطن العالَم د. محمد كشكار
تاريخ أول نشر على النت: حمام
الشط في 13 ماي 2013.
1.
الاجتهاد الأول للشيخ "الأرتدوكسي" (1) راشد
الغنوشي الذي ينتمي إلى الإسلام السياسي
الإخواني، و قد قاله أثناء محاضرة ألقاها في فضاء سينما الحمراء في مناظرة مع
أستاذة الحضارة الإسلامية نائلة السليني يوم السبت 16 أفريل 2011 على الساعة
الثانية و النصف بعد الزوال:
إذا أقرّينا بوجود ثوابت في
الإسلام فطبيعي أن لا نراجع و نناقش الثوابت.
أركان الإسلام الخمسة من
الثوابت.
الخمر حرام و الزنا حرام من
الثوابت.
المساواة بين الناس، مسلمين و
غير مسلمين، من الثوابت.
الثوابت، معناها ثابتة الورود
و واضحة الدلالة، يعني وردت في نص لا يختلف في تأويل دلالته اللغويون العرب.
الخلافة، ليست من الثوابت و
هنالك حزب ينادي بهذا.
تحريم الديمقراطية، ليس من
الثوابت بل هو اجتهاد.
الدين ليس قطعة من الصلصال
نفصّلها كما نريد.
الدين يحتوي على قواعد صلبة حتى
لو لم تكن كثيرة في القرآن.
لا تكوّن آيات الثوابت إلا 7
في المائة فقط من القرآن و الـ93 في المائة المتبقية آيات المتشابهات القابلة للاجتهاد
و التأويل.
2.
الاجتهاد الثاني للفيلسوف غير الأرتدوكسي، يوسف الصديق الذي
ينتمي إلى الإسلام الفكري، و قد قاله أثناء محادثة في التلفزة الوطنية 1، يوم
الاثنين 13 ماي 2013 حوالي الساعة التاسعة صباحا في تفسير آيات المتشابهات ما يلي:
القرآن كالجبل، نراه و نقرؤه
و نتفكّره و نتدبّره من جميع جوانبه.
3.
محاولة م. ع. د. م. ك. لشرح اجتهاد يوسف الصديق:
القرآن رسالة للعالمين و لم
يخص الله بها العرب وحدهم و لا المسلمين وحدهم.
القرآن كالجبل، نتفكّره و
نتدبّره من جميع جوانبه عن طريق نظرة شمولية (Approche systémique) دون تغليب جانب على جانب إلا
باستعمال آخر ما توصلت إليه العلوم الحديثة من اكتشافات و حقائق نسبية و ظرفية (العلوم
الحديثة هي : الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و البيولوجيا و السوسيولوجيا و علم
النفس و الفلسفة و الإبستمولوجيا و الألسنية و علم الأجناس و الأنتروبولوجية و علم
الأديان المقارن و الأركيولوجيا و الجيولوجيا... و غيرهم كثير).
و لكل مسلم أو غير مسلم الحق في
الحفر و التنقيب و النهل و الاستفادة من هذا الجبل و من الجانب الذي يريحه أو يراه صالحا له، دون تغيير
أي حجرة من مكانها إلا لتحليلها في المخابر العلمية المختصة مع عدم المساس
بالتوازن البيئي المتوارث أو بمبدأ التنمية المستدامة و حق الأجيال القادمة في هذه
الثروة الوطنية المؤممة ربانيا.
و لكل مسلم أو غير مسلم الحق
في الاجتهاد و تأويل آيات القرآن من وجهة نظره دون تطاول و دون تزوير أو تعديل و
دون نية سيئة مبيتة و دون شرك بالله و دون إقصاء أو تكفير غيره ممّن ينظرون للقرآن من جانب أو جوانب أخرى أو من فوق أو من تحت الجبل أو من قلبه.
و مَن يصرّ على رؤية الجبل من
زاوية واحدة، يحرم نفسه من بهاء و جمال القمم و السفوح الأخرى، و قد صاغها حكمة
شاعرنا العظيم أبو القاسم الشابي منذ قرن تقريبا، حين قال: " ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر"، لأن مَن عاش في حفرة لا يرى غير الحفرة، و مَن
يصعد إلى قمة الجيل يستمتع برؤية بارونامية شاملة و شمولية.
(1) تفسير كلمة
أرتدوكسي
« On
dira d’un sujet qu’il est orthodoxe dans la mesure où il accepte et même
demande que sa pensée, son langage et son comportement soient réglés par le
groupe idéologique dont il fait partie et notamment par les appareils de
pouvoir de ce groupe. » Deconchy J-P
الإمضاء
"لا أحد
مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن
أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه" عبد الله العروي.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم
بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا
بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
الكتابة بالنسبة لي، هي
مَلْءُ فراغ، لا أكثر و لا أقل، و هواية أمارسها و أستمتع بها، متعة ذهنية لا
تساويها أي متعة أخرى في الوجود.
تحية دائمة و متجددة لزملائي المربين: في ألمانيا المعلمون أعلى دخلاً في البلد، وعندما
طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة ؛ ردت عليهم ميركل: كيف أساويكم بمن
علّموكم؟
قال ويليام بلوم: لو كان الحب أعمى فـالوطنية
الشوفينية الضيقة الإقصائية و المتعصبة فاقدة للحواس الخمس.
"الذهن غير المتقلّب غير حرّ".
"الكاتب منعزل إذا لم يكن له
قارئ ناقد".
"الرجل
الذي يقلّم نفسه ليُرضي الآخرين، سوف يتلاشى في القريب العاجل".
Nietzsche
Il faut frapper avec un marteau sur les mythes, non
pour les détruire, mais pour les faire résonner car ils sont creux
ما أقصر العمرَ حتى نضيّعه في
الهجر و الجفاء بين الأحبة و الأصدقاء!
Libellés :
نقد المسلمين المعاصرين.
mardi 19 novembre 2013
هل المرأة العربية المسلمة، ناقصة عقل و دين؟ فكرة مخالفة للسائد. مواطن العالَم د. محمد كشكار
هل المرأة العربية المسلمة،
ناقصة عقل و دين؟ فكرة مخالفة للسائد. مواطن العالَم د. محمد كشكار
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 11 جانفي
2013.
أنا لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال
سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف الرمزي أو اللفظي أو المادي": جملة أمضي بها
دوما و عن وعي تام، مقالاتي الفيسبوكية.
من اجتهد و أصاب فله أجران و من اجتهد و لم يصب فله
أجر واحد.
"المرأة ناقصة عقل و دين": سأتناول هذا الحديث
من جانب التصورات السائدة و غير العلمية في المجتمع و ليس من الجانب الفقهي.
.
سؤال غريب أو إشكالية أغرب؟
و تزيد غرابة السؤال عندما يُطرح من قبل شخص يؤمن إيمانا إنسانيا و علميا بالمساواة
التامة و الكاملة بين المرأة و الرجل في الحقوق و في القانون و أمام القانون أيضا حتى
و لو اختلفت بينهما الواجبات و الواجبات مختلفة بطبيعتها حتى بين الرجال أنفسهم.
يبدو لي - و الله و أهل
الذكر من علمائه في الدين و الدنيا أعلم مني بذلك - أن المرأة العربية المسلمة و
في وضعها الحالي المتردي و المتوارث عبر الأجيال هي كائن ناقص عقل و دين! نقص
مكتسب نتيجة الظروف الاجتماعية التي عاشتها و لا زالت تعيشها المرأة و ليس نقصا
حتميا قدريا إلهيا أو نقصا متأصلا فيها جينيا و بيولوجيا.
أنا درست و عرفت و اقتنعت أن
الذكاء البشري، بغض النظر عن متغيّر الجنس، هو ذكاء موروث عن والدينا جينيا مائة
بالمائة و في نفس الوقت مُكتسب اجتماعيا مائة بالمائة أيضا، و هذا هو موضوع
أطروحتي لنيل شهادة الدكتورا في علوم التربية. و اختلاف حجم و وزن المخ بين المرأة
و الرجل ليس ناتجا عن الاختلاف الجنسي بل لأن وزن المخ موازي لوزن الجسم رجلا كان
أو امرأة. و اختلاف وزن المخ بين الرجل و المرأة أو بين الرجل العملاق و الرجل
القزم لا يؤدي بالضرورة إلى تفوق الأول عن الثاني في الذكاء و الإدراك و إلا كان
حوت العنبر العظيم أذكى المخلوقات لأن هذا الأخير يتمتع بمخ يزن عشرة كيلوغرامات و
في المقابل لا يزن المخ البشري تقريبا إلا كيلوغراما واحدا و ثلاث مائة غرام بما
فيه مخ العالِم العبقري الألماني الأمريكي إينشتاين.
اختلاف وزن المخ بين المرأة
و الرجل لا يفسد للمساواة في الذكاء و الحقوق قضية! و كما قال محمد خاتم الأنبياء
صلى عليه و سلم و رددها من بعده بعشرة قرون الفيلسوف الفرنسي ديكارت، أن العقل هو
الشيء الثمين الموزع بالعدل بين الناس. نرث بيولوجيا و جينيا مخا بشريا متطورا
مقارنة مع باقي الحيوانات، لكن هذا المخ الموروث لا يبقى على حاله جامدا بل يتأثر بيولوجيا
و فيزيولوجيا بتجاربنا اليومية و محيطنا الاجتماعي. تترك هذه التجارب المكتسبة
بصماتها البيولوجية على الوصلات العصبية (و عددها يصل تقريبا إلى مليون مليار وصلة
عصبية تتركب و تتفكك حسب المعيش اليومي لتربط بين مائة مليار خلية عصبية في المخ
البشري). بأريحية علمية، نستطيع أن نستنتج من هذه المُسَلّمَة العلمية أن مخ
المرأة بصفة عامة لا يمر بنفس التجارب
اليومية (المرأة: العمل داخل البيت و تقييد السفر و الحد من الحرية و انعدام
المساواة مع الرجل في الحقوق و في القانون و أمام القانون و نقص التعليم و التثقيف)
التي يمر بها مخ الرجل (الرجل: العمل خارج البيت و السفر و الحرية و المساواة و
توفر التعليم و التثقيف) لذلك يختلف إذن المخ النسوي عن المخ الذكوري في تركيبته
الخلوية المجهرية و ليس في تركيبته
الشكلية العامة و الظاهرة. لكن و من حسن حظ المرأة عموما و المرأة العربية خصوصا
أن البصمات البيولوجية المكتسبة على مستوى الوصلات العصبية في المخ البشري ليست
وراثية، فعند كل ولادة بشرية جديدة، ذكرية أو أنثوية، يعيد المخ البشري التجربة من جديد متأثرا
بالجديد من المكتسبات الحضارية التي يستفيد منها الرجال أكثر من النساء خاصة في بيئتنا المتخلفة علميا
و فكريا. لذلك نستطيع أن نجزم أنه لو افترضنا جدلا أن فردا من العصر الفرعوني
(سبعة آلاف سنة قبل ميلاد المسيح) خرج من قبره و عاش معنا اليوم لاكتسب نفس درجة
الذكاء البشري في القرن الواحد و العشرين. لكننا في الوقت نفسه لا ننكر حسب نظرية
التطور لداروين أن المخ البشري تطور عبر
العصور الجيولوجية حيث تكون الوحدة الزمنية المعتمدة هي مليون سنة و ليست ألف أو
مائة سنة.
أرجع إلى موضوعي الأصلي و
أطرح السؤال من جديد: هل المرأة العربية المسلمة، ناقصة عقل
و دين؟ نعم ناقصة عقل و دين لكن ليست وحدها فالرجال الذين عاشوا نفس
ظروف المرأة الاجتماعية هم أيضا ناقصو عقل و دين، إذن نستطيع أن نستنتج من هذه
المقاربة الشمولية المعقدة نسبيا أن أسباب النقص في العقل و الدين ليست جنسية بحتة
و ليست بيولوجية جينية وراثية و إنما هي ناتجة عن أسباب مكتسبة غير وراثية و غير
جينية و غير حتمية و تزول بزوال العنصرية الجنسية و الحيف و الظلم الاجتماعي
المسلّطين منذ آلاف السنين من قبل الرجل على المرأة أو من البورجوازي على
البروليتاري أو من المثقف على الأمي أو من الحاكم على المحكوم.
لذلك سأحاول أن أجتهد شخصيا
في تأويل حديث رسول الله "النساء ناقصات عقل و دين". و أستمد عذري منه هو نفسه علا شأنه في قوله
"من اجتهد و أصاب فله أجران و من اجتهد و لم يصب فله أجر واحد" و أنا
قنوع و يكفيني الأجر الواحد إن لم أوفّق في نيل الثاني و ليعلم أعداء الخطأ:
-
أولا أن العلم مبني على الخطأ و الصواب
و أن الطفل يتعلم المشي من العثرات الكثيرة المؤلمة و المتتالية و أن الخطأ هو
محرك القسم في التعليم و أن أكبر العلماء غير المعاصرين الغربيين و المسلمين
ارتكبوا أخطاء لا يرتكبها اليوم تلميذ في الابتدائي.
-
ثانيا أن الباحث العلمي، الذي يتبع منهجية و لا يصل
إلى نتيجة إيجابية، له مزية على العلم لأنه جنّب زملاءه تضييع الوقت في اتباع نفس
المنهجية.
-
ثالثا - تجنبا للمزايدة بالتعصب للدين الإسلامي
- أنني مواطن تونسي مسلم و القرآن قرآني و السنة سنتي و لا أظن أن الله الغفور
الرحيم يعاقب مسلما مجتهدا صادق النية، و ثقتي في رسولنا كبيرة بأنه لن يسحب
شفاعته عني يوم القيامة لمجرد أنني أخطأت في تفسير آية أو أسأت دون قصد مني في فهم
حديث من أحاديثه الشريفة المقدسة. و ألاحظ أولا و أسجل لكن بكل احتراز علمي و على
حد معرفتي المتواضعة بالقرآن: أن هذا الوصف للمرأة بالتحديد لم ينزل في القرآن مع أنني أعي جيدا أن ما أعرفه من علوم دينية لا
يكفي للمجازفة بالاجتهاد في تأويل القرآن أو الحديث، و عذري الشرعي الوحيد هو
الصدق في القول و الإخلاص في العمل: قرأت القرآن و قرأت بعض التفاسير و استمعت
لتلاوة القرآن و حفظت جزءا منه في صغري و قرأت الكثير من أدبيات الإخوان المسلمين
المصريين و استمعت أيضا إلى عديد المحاضرات
الدينية و منها على سبيل الذكر لا الحصر، محاضرات الشيخ محمد الغزالي في التلفزة
الجزائرية كل يوم الإثنين مساء من 1980 إلى 1988، مدة إعارتي في الجزائر كأستاذ ثانوي متعاون.
ألاحظ أيضا أن الرسول أصاب -
و هو كبشر منحه الله العصمة من الخطأ، فقط في تبليغ الوحي لا غير - و وصف واقعا
وصفا دقيقا و للأسف الشديد لا يزال هذا الوصف واقعيا إلى اليوم، لكن الرسول لم يقل
أن هذا الواقع النسوي المتخلف هو حتمي و أبدي. لذلك يبدو لي أنه من واجب علماء
الدنيا الاجتهاد لتجاوز النقص العقلي المكتسب لدى المرأة و ذلك بتعليمها و تطوير
عقلها و من واجب علماء الدين الاجتهاد لتجاوز النقص الديني المكتسب أيضا من قبل
المرأة و ذلك بهدايتها إلى استكمال دينها و الدعاء لها بالصلاح. و لو كان الرسول
يرى أن هذا النقص متأصل في المرأة، لَما دعانا إلى استكمال نصف ديننا من عائشة
زوجته. و قياسا على التدرج القرآني الكريم الذي لم يحرّم العبودية مرة واحدة بل شجع على تحرير
العبيد، يبدو لي أن الرسول في حديثه المذكور أعلاه لا يؤسس لتأبيد وضع المرأة
المتردي بل يصفه فقط و يحدوني الأمل أيضا في أنه لا يعارض في الوقت نفسه طموح
المرأة المسلمة إلى المساواة التامة و الكاملة في العقل و الدين مع الرجل و مع
المرأة الغربية المتعلمة.
أرجو من أصدقائي اليساريين و
قرائي الكرام أن لا يصنفوني بسرعة و تسرّع ضمن أعداء المرأة أو ضمن خصومها أو حتى
الكارهين لها. أنا أحب و أعشق و أحترم و أجلّ و أقدر المرأة عموما و لن أنسى فضل
أمي الذي تجسم في حنانها و في تربيتي و رعايتي بعد وفاة أبي و أنا طفل في سن الخامسة
عشر. و أعترف بوجود نساء في حياتي، هنّ أكمل مني عقلا، و أخص بعضهن بالذكر و
التبجيل و الاحترام مثل الأستاذات اللواتي
تتلمذت على أيديهن في الجامعة (درّة محفوظ) و الثانوي (فاطمة لخضر)، تونسيات و
فرنسيات، و الزميلات التونسيات اللواتي عملت معهن في المجال الثقافي التطوّعي في
النادي الثقافي النقابي، نادي جدل بالاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس، مثل أستاذة
الفرنسية الشاعرة
العظيمة فاطمة بن فضيلة، و الدكتورة الأستاذة الجامعية في الشريعة و أصول الدين
حياة اليعقوبي و أستاذة التربية الإسلامية الشاعرة هدى الدغاري.
أسس حزب العمال التونسي
منظمة نسوية في داخله. أتساءل هنا: لو لم تكن وضعية المرأة التونسية الحالية متردية
و ناقصة، لَما خصها هذا الحزب اليساري بمنظمة ترعى شؤونها و تسهر على تدارك النقص
المكتسب في عقلها مقارنة مع الرجل (و يا ليته فعل نفس الشيء و من أجل نفس الهدف للرجل
التونسي اليساري)، باستثناء اليساريات المتعلمات المثقفات بطبيعة الحال، و هؤلاء
الأخيرات قد يشاركن في تثقيف زميلاتهن في الحزب و يثبتن لهن أن نقص العقل النسوي
ليس حتمية و لا قدرا بل هو شيء مكتسب يسهل إزالته لو تحققت المساواة الكاملة و
التامة بين الرجل و المرأة في الحقوق و في القانون و أمام القانون أيضا، مع
الإقرار بالاختلاف البيولوجي و المحافظة على الاختلاف في الواجبات مع الإشارة
الهامة أن الاختلاف البيولوجي الموروث موجود أيضا بين الرجل و الرجل و بين المرأة
و المرأة و يجب أن لا يؤدي هذا الاختلاف البيولوجي بالضرورة إلى عدم المساواة في
الحقوق أو عدم المساواة في اكتساب الذكاء و استكمال العقل و الدين و من وجهة نظر
غير مختص في علوم الاجتماع و لا في علوم الدين، يبدو لي أن المساواة التامة بين
المرأة و الرجل لا تتنافى، لا مع العلم و لا مع الدين الإسلامي.
ملاحظة عابرة، أوردها و أمضي
دون تعليق و المسكوت عنه أبلغ: ألاحظ تواجدا مكثفا للعنصر النسائي في قيادات حزب
حركة النهضة ذو المرجعية الإسلامية (عشرات العضوات في المجلس التأسيسي) و في
المقابل ألاحظ نقصا واضحا و فادحا في عدد النساء في قيادات الأحزاب اليسارية
الكبرى الثلاثة ذات المرجعية الماركسية اللينينية الستالينية (حزب العمال و حزب الوطد
الموحد و الحزب الاشتراكي الثوري (وطد سابقا)،
مع العلم أن النهضة لم تؤسس لقيادياتها منظمة نسوية خاصة بهن داخل الحزب.
الإمضاء
"لا أحد
مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن
أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه"، عبد الله العروي.
"المثقف لا يجيد فعل شيء على الإطلاق، اللهم، إلا
الإنتاج الرمزي، وإنتاج الأفكار و الكلمات. غبر أن هذه الأفكار تحتاج لما يجسدها
لكي تصبح موجودة، لكي تصبح قادرة على تغيير الواقع، أي أنها تحتاج لحركات
اجتماعية"، جان زيغلر.
"يخون المثقف وظيفته، إذا كانت هذه الأخيرة تتقوّم بالرغبة في
التأثير على النفوس"، ريجيس دوبريه.
"ما أسهل أن نرتدي عباءة أجدادنا و ما أصعب أن تكون لنا
رؤوسهم"، مطاع
الصفدي.
م. ع. د. م. ك.:
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و
يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداءً بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما
أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد رغم أن الشكر يفرحني كأي بشر، لذلك لا يضيرني إن قرأني واحد أو ألف لكن يبقى الكاتب منعزلا إذا لم يكن له قارئ ناقد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم
بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا
بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
Libellés :
نقد المسلمين المعاصرين.
Inscription à :
Articles (Atom)