vendredi 5 décembre 2014

نصيحة، فيها خير كثير للشعب و الدولة، موجهة إلى جميع السلطات التنفيذية في كل بلدان العالم. مواطن العالم د. محمد كشكار

نصيحة، فيها خير كثير للشعب و الدولة، موجهة إلى جميع السلطات التنفيذية في كل بلدان العالم. مواطن العالم د. محمد كشكار

1.     المشكل
تعاني المدن الكبرى في كل بلدان العالم من ازدحام السيارات في الطرقات. ينتج عن هذا الازدحام حوادث مرور خطيرة و إهدار للطاقة و تلوّث جوي و صوتي. تتسبب هذه الحوادث في قتل العديد من المواطنين الراكبين أو المترجلين و في إعاقة عضوية دائمة أو مؤقتة لعدد أكبر يعدّ بالآلاف أو الملايين يوميا.

يتسبب التلوث الجوي لمحركات السيارات، داخل و خارج المدن، في قتل خمسين ألف بشر سنويا في أوروبا، منهم ثلاثة عشر ألف طفل أقل من أربع سنوات.  و في أوروبا أيضا يتسبب في خمسة و عشرين ألف حالة التهاب رئوي حادّ عند الكهول و مائتين و تسعين ألف حالة التهاب رئوي عند الأطفال و أكثر من خمس مائة ألف أزمة ربو. و في الولايات المتحدة يتسبب في قتل سبعين ألف مواطن، أكثر مرتين مما تقتله حوادث الطرقات! يتسبب سير السيارات ببطء داخل المدن في استهلاك مفرط للبنزين دون فائدة.

يتسبب التلوث الجوي و الصوتي، خاصة لدى كبار السن و الأطفال،  في أمراض الحساسية و الحنجرة و الأذن و الرئتين و العينين و الجهاز العصبي من فرط ما تطلقه عادمات السيارات (pot d`échappement) من مئات الملوثات الغازية و الصلبة، بعضها مسرطِنا، مثل ثاني أوكسيد الكربون و جزيئات الفحم الصلبة و مادة البنزان و أوكسيد الأزوت و غاز الأوزون و غيرها. تختلط و تتفاعل هذه المواد مع ما هو موجود في الجو مما قد يزيد في سُمِّيَتِها و إضرارها بالجسم البشري و الحيواني و النباتي. لم تترك عديد الدراسات العلمية مجالا للشك في هذه المعلومات و هذه النتائج العلمية تحرِج كثيرا أصحاب مصانع السيارات.

هل نصل يوما، مثل ما هو مكتوب على علب السجائر في أوروبا، إلى إلصاق العبارة المنبهة التالية على كل سيارة: "محركات السيارات تقتل بصمت و بطء"؟ يظهر أن مشكل السيارات أكبر و أخطر من  الإدمان على التدخين لأننا نستطيع أن نقلع عن التدخين لكن لا نستطيع أن نستغني عن التنفس في الطرقات حتى لو كان الهواء ملوّثا.

يمشي كل سائق سيارة على قدميه بمعدل ثماني دقائق فقط في اليوم و منظمة الصحة العالمية توصي بثلاثين دقيقة يوميا. النتيجة: نصف سكان العالم يزدادون وزنا. تمثل السيارة عاملا أساسيا في انتشار مرض السِّمْنَة. ليس المشكل جماليا بل صحيا. قد يتسبب مرض السمنة في مرض السكر و أمراض القلب و الشرايين و الانهيار العصبي و السرطان.

2.     البديل الممكن
البديل ليس شخصيا بل اقتبسته أيضا من بعض الجمعيات المدنية في باريس التي تنادي بتأميم و مجانية النقل داخل المدن. يجب على الدولة أن تضع في خدمة كل المواطنين وسائل نقل حديثة غير مُلوِّثة مثل المترو الكهربائي. يضع المواطن القادم من خارج المدينة (تضم المدينة مثلا تونس العاصمة و أحوازها) سيارته في مربض يُبنى للغرض على أطراف المدن ثم يستقل النقل العمومي المجاني. هو في الواقع ليس مجانيا لأن الدولة أنشأته بأموالنا نحن دافعي الضرائب. أظن أن الفائدة واضحة وضوح الشمس بالنسبة لعموم المواطنين في المحافظة على صحتهم، و حتى و إن كانوا من فئة اللامبالين بأنفسهم فلا أظن أن أحدا لا يبالي بصحة فلذات أكباده! أما الدولة فستقتصد الكثير عندما لا تصرف بل توفر أموال التأمينات الصحية و مصاريف المستشفيات و ستكتسب مواطنين معافين يعملون دون تغيّب مرضيّ و يضمنون لها الاستمرارية و المناعة و السلم الاجتماعي.

نسيت أو تناسيت الخاسر الأكبر في هذا المشروع الحضاري، أَلاَ و هم الرأسماليين الجشعين أصحاب مصانع السيارات (كسرتهم قصدا حتى و لو رفعتهم قواعد اللغة العربية) و تجار السيارات السماسرة الجشعين أيضا، مصّاصي دماء المواطنين الضعفاء. يبدو أن هؤلاء الرأسماليين لا يهمهم إلا الربح الحرام شرعا و قانونا. لو انضم هؤلاء الأخيرين جميعا إلى المسيرة الخضراء و غيّروا نشاطهم و اقتنعوا بوجاهة الفكرة، فأهلا و سهلا بهم إخوة لنا في الإنسانية. و إن عارضوها، فتبّا لهم و لِنتكاتف ضدّهم شعوبا و دولا و لا لوم علينا إن تركناهم لحالهم ينبحون و القافلة تسير نحو مدن صحيّة خالية من السيارات و تلوّثها.

أمضي مقالي كالعادة بجملتين مفيدتين: "أنا أكتب - لا لإقناعكم بالبراهين أو الوقائع - بل بكل تواضع لأعرض عليكم وجهة نظر أخرى"..."على كل مقال سيّئ نردّ بمقال جيّد لا بالعنف اللفظي.

ملاحظة: اقتبست المعلومات التي أثثت بها الفقرة الأولى من موقع           monpetitcabanon.free.fr

                                             

jeudi 4 décembre 2014

موقف متشائل من التوافق الوطني الذي حصل اليوم في مجلس نواب الشعب التونسي. مواطن العالم د. محمد كشكار

موقف متشائل من التوافق الوطني الذي حصل اليوم في مجلس نواب الشعب التونسي. مواطن  العالم د. محمد كشكار

متشائم من التوافق الرأسمالي الليبرالي (النداء و النهضة و الحُر و آفاق) و متشائم أيضا لأنني لم أجد مَن يستحق صوتي في الدورة الثانية. مَن يستحق صوتي مفقود للأسف مفقود رغم أن أمنياتي ليست تعجيزية و هي تتلخص في ثلاثة محاور:
-         أولا أطالب بإلحاح بالشروع في إصلاح المنظومة التربوية التونسية لأنني أؤمن إيمانا جازما أنْ لا نهضة دون تعليم جيد و أطمح بواقعية لتحقيق تعليم مجاني مثل ما هو موجود في دولة فنلندا (مجانية التسجيل و الأدوات المدرسية و النقل المدرسي و وجبة صحية ساخنة يوميا و إلغاء التفقد البيداغوجي و انعدام الرسوب و منع الطرد و إسناد التلامذة الضعفاء ذهنيا و اجتماعيا مثل إرجاع تفعيل قاعات المراجعة و تطعيمها بمختص بيداغوجي و ثان تعلمي و ثالث نفسي) و أشهد صادقا أنني استفدت في مسيرتي الدراسية الابتدائية و الثانوية و الجامعية في أواخر الخمسينات و كل الستينات و أوائل السبعينات من مثل هذا النظام تقريبا و على سبيل الذكر لا الحصر، لقد تمتعت في الثانوي و الجامعة بثلاث وجبات ساخنة و ليس واحدة فقط، و كنت أتمتع بمنحة جامعية في 1972 قدرها 35 دينار و هو مبلغ يفوق مرتب معلم متربص في ذلك الوقت. هل تونس الستينات أفقر من تونس اليوم؟ فقط كان النظام في ذلك الوقت اشتراكي ديمقراطي على الأقل في المجال التربوي (فترة أحمد بن صالح).
-         ثانيا أطمح إلى تقنين عدالة جبائية فارقية تصاعدية (مَن يتقاضى ألف دينار شهريا يدفع شهريا مائة دينار ضرائب و مَن يربح مليون دينار سنويا يدفع سنويا مائة ألف دينار ضرائب) و أطالب بتجريم التهرّب من الضرائب.
-         أطالب بتجريم التهريب في الاتجاهين و الاحتكار و الضرب بقسوة على أيدي التجار الوسطاء الجشعين للحد من ارتفاع الأسعار و أطالب الليبيين الميسورين المقيمين الوقتيين بتونس المنتفعين دون وجه حق بتخفيض أسعار السلع المدعمة (مثل الخبز و المقرونة و الزيت و البنزين) بتمويل زيادة في الشهرية بقدر مائة دينار شهريا لكل مَن لم يبلغ مرتبه الشهري 1500 دينار حتى يستطيع التونسي الفقير أن يواجه و قتيا غلاء الأسعار المتسببين نسبيا فيه و تُلغَى الزيادة عندما تُلغَى أسبابها.

متفائل من التوافق الرأسمالي الليبرالي (النداء و النهضة و الحُر و آفاق) لأنني واقعي و لا "أطمع بالعسل من طبلة بوفِرزِزُّو" و لأنه يبدو لي أن شبح الحرب الأهلية بدأ يبتعد عن بلادنا. و أقول بحسرة و مرارة شديدتين أنني أفضّل مُكرها الديكتاتورية على الحرب الأهلية العبثية المدمِّرة لو لم يتوفر لي الخيار الديمقراطي أي الخيار الأقل سوءًا من بين الخيارات المطروحة أو المفروضة. و كديمقراطي أعترف بنتائج الصندوق رغم نقدي لنقائص الديمقراطية و أعارض و لا أعادي النهضة و النداء  و أهنّيهما بفوزهما في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
اِفرض مثلا أنني عندي جارين مالكين مختلفين و ليست لي علاقة حميمة مع أحدهما أو كليهما، و رسولنا الكريم - صلى الله عليه و سلّم - أوصى باحترام الجار و لم يميز بين النهضاوي و الندائي. قُدرتي الشرائية المتدنية لم ينجح النهضاوي أن يحسِّنها خلال حكمه الجزئي خلال عامين و لن يستطيع أن يحسِّنها أيضا أخوه الندائي خلال خمس سنوات و "عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم". لو تحابَّا الجاران فلن يفيدني تحابُّهما و لو تخاصما فسيقلق راحة بالي حتما خصامهما، و أحمد الله الذي لا يُحمدُ على مكروه سواه و تصبحون على خير.

إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 4  ديسمبر 2014.


فكرة قرأتها في كتاب "كونوا يا سادة شيوعيين أو رجعيين و لكن اختاروا أو اسكتوا". نقل دون تعليق مواطن العالم د. محمد كشكار

فكرة قرأتها في كتاب "كونوا يا سادة شيوعيين أو رجعيين و لكن اختاروا أو اسكتوا". نقل دون تعليق مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النات: حمام الشط في 13 نوفمبر 2011.

كتاب عبد الله العروي "أوراق، سيرة إدريس الذهنية"، المركز الثقافي العربي، الطبعة الثالثة 1998، 255 صفحة.

تنبيه:
أفكار الكاتب لا تلزم إلا الكاتب نفسه و لا تلزم الوسيط الفيسبوكي.

صفحة 111:
كتب إدريس (بطل القص) مخاطبا كاتبا مغربيا مستقلا، أيام الاحتلال الفرنسي للمغرب.
هذا التناثر، أو التشتت، هو القاسم المشترك لدى جميع الذين يرفضون الانضباط تحت راية سياسية معينة. تسأل أحدهم عن سبب انعزاله و رفضه لأي عمل حزبي فيشرحها لك. إذا أخذت كل سبب على حدة وجدته معقولا مقبولا، لكن إذا نظرت إلى المجموع بدا لك التناقض لأن الارتياب في أهداف الأحزاب ليس هو الدافع الرئيسي إلى الانعزال، بل إرادة الانعزال هي التي تكون الدافع إلى البحث عن مبررات و بالتالي تختلف المبررات باختلاف الظروف و المخاطب فلا غرابة أن تتعدد و تتناقض في النهاية.
إن النقاش مع هؤلاء السادة يطول دون فائدة. يقفزون من مستوى إلى آخر، من ميدان إلى آخر. فلا سبيل إلى تحديد لبّ أي مسألة. ينفد معهم الصبر و يود المرء لو يصرخ في وجوههم: كونوا يا سادة شيوعيين أو رجعيين و لكن اختاروا أو اسكتوا. و لكنهم لا يختارون أبدا و لا يسكتون. يعارضون كل مقترح، ينقدون كل إجراء، يفنّدون كل تصريح. على شاكلة التروتسكيين لا يكفون عن المعارضة و الرفض.

صفحة 114:
         ينقد الكاتب عبد الله العروي موقف إدريس المذكور أعلاه.
         يبدو أن إدريس كان يطالب آنذاك من كل مثقف أن يختار، أن يلتزم بموقف سياسي محدد و أن يبقى وفيا باستمرار لذلك الالتزام مهما تغيرت الظروف و الأحوال. ينتصر للانضباط بصفة عامة مهما كانت الحركة التي ينتمي إليها المرء. هذا مع أنه هو قد انتقد الحزب قبل، و بعد، أن ينضم إليه. و عند إبعاد الملك محمد الخامس عبّر عن أفكار لا تختلف عن ملاحظات الكاتب المغربي (المستقل).
-         كما لو أراد أن يفرض انضباط الشيوعيين على الطلبة الوطنيين.
-         بالفعل كانت مسألة الانضباط تشغل بال المغاربة و الفرنسيين، الوطنيين و الشيوعيين. في المغرب انهار النظام الاستعماري و لم يستقر بعد النظام الوطني الجديد، في الشرق توالت الانتفاضات العسكرية في ظل حرب إسرائيلية عربية مرتقبة، في الكتلة الشرقية ثار العمال في برلين ثم في هنقاريا و تسربت من الاتحاد السوفياتي أخبار حول تقرير خروتشيف عن جرائم ستالين، مما دفع الكثيرين، الذين كانوا ينفونها بشدة عندما كانت تفضحها الصحف اليمينية، إلى مغادرة الحزب الشيوعي لما اقتنعوا بصحتها. فعلا كثر الكلام عن الانضباط في تلك الفترة. و مع ذلك أتعجب أن يكون إدريس قد انتصر له بهذا الحماس.
-         قلت أنه كان لا يحكم على صحة الفكرة بقدر ما كان يحكم على صدق قائلها.
-         هذا هو التفسير الصحيح بدون شك. لم يدافع عن الانضباط تحت لواء حزب معين بل كان يطالب بالصدق في الفكر مهما كان. ينتقد هو نفسه الدين كممارسة سياسية، لكن عندما يقرأ نفس النقد بقلم الكاتب المغربي (المستقل) يتضايق منه لأنه لا يطمئن لحسن نية قائله كما يطمئن إلى حسن نيته هو. يهاجم بهذه الحدة الخلاعة الفكرية لأنه لم ينفك يشمئز من تلك الجماعة التي نبذت الاستقلال عندما ظن أنه استبعد في مستقبل محجوب ثم، عندما رأته يتحقق بعد سنين فقط من المحنة و الانتظار، هرعت إلى الدار البيضاء لتستقر في مقاعد الأجانب و تجمع أموالا طائلة باسم التقدمية و محاربة الأحزاب ذات القيادات البرجوازية الصغيرة.
-         هؤلاء انتهازيون لا فوضويون.
-         كلمة فوضوي في غير محلها بدون شك. المهم أن التيار الذي نقده إدريس بشدة لم يختف مع الاستقلال بل عاد إلى الظهور و بقوة في فترة لاحقة.
-         متجاوزا أبناء الطبقة البرجوازية.
-         صحيح.  و لكن القيادة بقيت في معظمها من نفس الأصل. و من دلائل الاستمرار التاريخي أن التيار اللاحق رد الاعتبار للكاتب المذكور و لم يعد أحد يتذكر المقال الذي أغضب إدريس.
-         السياسة همٌّ يومي.
-         تعني أن لكل يوم همومه؟

ملاحظة للتوضيح و رفع اللبس:
الاثنين 14 نوفمبر 2011، الساعة الثانية بعد الزوال، قابلت منذ دقائق في المقهى، زميلا و قارئا من قرائي الأصدقاء الحقيقيين و الافتراضيين، قال لي: عنوان مقالك المنقول "كونوا يا سادة شيوعيين أو رجعيين و لكن اختاروا أو اسكتوا"، فهمته على النحو التالي: "كونوا يا سادة شيوعيين أو إسلاميين و لكن اختاروا أو اسكتوا". ترجم كلمة رجعي إلى إسلامي مع أنه ليس معاديا للإسلاميين. رفعا لكل التباس، أقول أن نص عبد الله العروي يحكي على المغرب الأقصى أيام الاحتلال الفرنسي و بالتحديد سنة 1953 حيث لا توجد أحزاب إسلامية بالمعنى الحديث مثل حزب النهضة في تونس ما بعد ثورة  14 جانفي 2011. يبدو لي أن الكاتب يقصد بكلمة الرجعيين، الوطنيين غير الشيوعيين و لا يقصد بها الإسلاميين.

إمضاء م. ع. د. م. ك. 

"الذهن غير المتقلّب غير حرّ".
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه. عبد الله العروي.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
"الكاتب منعزل إذا لم يكن له قارئ ناقد".






mercredi 3 décembre 2014

لماذا لا نترك الأطفال يلعبون إلى سن الـخامسة و العشرين؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

لماذا لا نترك الأطفال يلعبون إلى سن الـخامسة و العشرين؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 20 نوفمبر 2011.

         فكرة أوحى بها إليّ برنامج وثائقي يحكي عن قبيلة "بدائية" إفريقة. من عادة هذه القبيلة أن تترك أطفالها يلعبون و يمرحون إلى سن الخامسة و العشرين، سعداء أحرارا طلقاء، غير مسؤولين إلا عن سلامتهم البدنية، لا أحد يحتاج إلى جهدهم و هم يأكلون من جهد البالغين، يفعلون كل شيء بالغريزة و التعلم و التدرب الذاتي، يعيشون و يتلذذون بكل دقيقة تتفضل بها عليهم أيام الطفولة و الشباب، ليس بينهم و بين الحياة أي حاجز.

         تقول الفكرة: لماذا لا نحذو حذو هذه القبيلة النموذج في التحضّر و نترك، نحن أيضا، أطفالنا يلعبون و يمرحون دون قيد أو شرط إلى سن الـخامسة و العشرين؟ فبقدر ما يسيّر الأطفال أنفسهم بحرية، بحثا عن الشكل التعبيري الملائم لشخصياتهم، بقدر ما يجسّرون الهوّة بينهم و بين مجتمعهم و بالتالي يعزّزون أسباب النجاح في حياتهم القادمة عند تجاوز سن الخامسة و العشرين. لماذا لا نترك الأطفال يعيشون بذهنهم و جسمهم التجربة الحرة اليومية إلى سن الخامسة و العشرين فيكتسبوا خبرة لا يعطيها و لا يقدر على ترسيخها اليوم، التعليم الابتدائي و الثانوي؟ نتركهم يُنمّون في أذهانهم الوعي بحتمية النجاح في الحياة الجماعية و يُعطّلون بأنفسهم الوعي المفرط بفردانيتهم الأنانية المقيتة. نتركهم - مع تعليم اختياري و ليس إجباري - يتلذذون بفكرهم و حركتهم و شعورهم بالنجاح دون اجتياز امتحانات مُحبِطة و يجعلون من الانبثاق المتجدد فيهم قيمة أخلاقية يتعوّذون بها من رتابة الحياة اليومية على الشاكلة الغربية المستوردة فيحصل في داخلهم تجانس و وحدة في الشخصية و تتنحّى جانبا ثنائية الوجه العربي و الوجه الغربي و يصبحون ذوي وجوه اجتماعية متلائمة مع بيئتهم و متكيفة مع مجتمعهم التونسي البربري العربي الإسلامي.

لقد قَطَعَ الأساتذة و المعلمون - ذوي التربية الغربية المنبتة - كل الأوصال التي تربط بين التلميذ و بيئته و جعلوا منه فردا واعيا بتاريخ الآخر، جاهلا تاريخه و حضارته و لغته و دينه و تراثه و تقاليده النافعة. استوردوا له تقاليد غربية و لغة غربية، ألبسوه لباسا غربيا، أسكنوه سكنا غربيا، أطعموه طعاما غربيا، شيدوا له مصانع غربية تنتج منتوجا غربيا، زرعوا فيه قيما غربية، أتلفوا بذوره الأصلية المتأقلمة و باعوه بالعملة الصعبة بذورا غربية معدلة جينيا بحيث لا تنتج إلا زرعا هجينا عقيما، فيضطرّنا الغرب و يجرّنا جرّا  إلى التبعية الغذائية.

لماذا لا نترك أطفالنا يلعبون و يمرحون دون قيد أو شرط إلى سن الـخامسة و العشرين؟ في الصباح يقصدون ساحة اللعب أو ورشات التعلم الذاتي و دور الثقافة و الشباب و في المساء يقصدون منتديات الفكر و الفن و الضحك و الموسيقى أو قاعات المسرح و السينما فيقولون لأنفسهم: اسمعي يا نفس و استلذّي لوحدك بهذا اللحن فيعرفون السعادة الحقيقية الخالية من كل مسؤولية و يَعيشونها و يُعايشونها و يطيرون و يجنّحون حتى يغلبهم النعاس في مكانهم كالرضّع الملائكة.

لماذا لا نترك أطفالنا يكتشفون و يصنعون معرفتهم بأنفسهم إلى سن الـخامسة و العشرين؟ لماذا نقتل فيهم الإبداع و المبادرة و الخلق و ندخلهم المدارس قبل سن الـخامسة و العشرين؟ لماذا نصرّ على تدجينهم و تعليمهم طاعة القطيع؟ قطيع تنهش فيه كلاب الحراسة الوطنية و أنياب الذئاب الرأسمالية الأجنبية المتوحشة.

لو أخذ طالب مجتهد دكتورا في سن الخامسة و العشرين، فماذا فعل يا تُرى بطفولته و شبابه، لقد "أجرم" فعلا في حق نفسه و دفن أحلى سنين عمره في الكد و الجهد و الكتب، سنين لا تُعوّض، و أما التحصيل العلمي فقد يُعوض حتى بعد الخامسة و العشرين.

تنبت بذرة الفول، تَنمو، تُورِق، تكبر و تزهو بنفسها ثم تُزهر، تثمر، تورّث صفاتها و جيناتها إلى سلالتها و تموت فجأة. تنتهي حياة النبتة مع نهاية شبابها و "كأنها مكلفة بتبليغ رسالة وراثية مشفّرة إلى الجيل اللاحق"، الحياة شباب أو لا تكون، لا يهمها مصير بذورها، فهي التي تنجبهم و لا ترعاهم، لكن في الواقع، تزودهم بمؤونة من النشاء تكفيهم أشهرا من الحياة البطيئة خارج التربة حتى يحين  فصل زرعهم فيمتصون غذاءهم ذاتيا بأوبارهم الماصة.

يُعلّمون الطفل مهنة و يهيئونه منذ الصغر على تحمل مسؤولية عائلة. يُزوّجون الشاب مبكرا، فيهمل نفسه و يعتني بعائلته و كأن حياته تنتهي بزواجه. لا يعيش لنفسه في طفولته، و لا في شبابه، و لا في كهولته. لماذا لا نترك له ثلث حياته، خمسة و عشرون سنة، يعيشها لنفسه. نتركه يورق و يزهر قبل أن يثمر، نتركه يتمتع و يتباهى بشبابه و يستمتع بصحته قبل فوات الأوان، قبل أن يندم حيث لا ينفع الندم. الإنسان مسؤول و طمّاع، يُوهم نفسه أن الأولاد سيكبرون و يُمنّي  أَنَاهُ بتحقيق رغباتها بعد تخلصه من المسؤولية العائلية، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، يأتي الكِبَرُ و يأتي معه العجز و المرض و الضَّجر و يستحيل تحقيق الرغبة حتى و لو توفرت الأسباب المادية فيموت فجأة، يقولون سكتة قلبية أو جلطة دماغية، ليست هذه و لا تلك، صدمته خيبة الأمل في الحياة  و قتله عدم الرغبة فيها.

ملاحظة
القالب اللغوي التركيبي الأصلي لجزء من هذا المقال مُستوحى من كتاب عبد الله العروي "أوراق، سيرة إدريس الذهنية"، المركز الثقافي العربي، الطبعة الثالثة 1998، 255 صفحة، صفحة 208 و ما تلاها.

إمضاء م. ع. د. م. ك. 
"الذهن غير المتقلّب غير حرّ".
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه. عبد الله العروي.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
"الكاتب منعزل إذا لم يكن له قارئ ناقد".


mardi 2 décembre 2014

Comme celui de l`Afrique de Sud, l’apartheid (développement séparé) tunisien ne cédera pas facilement ! Citoyen du Monde Dr Mohamed Kochkar

Comme celui de l`Afrique de Sud, l’apartheid (développement séparé) tunisien ne cédera pas facilement ! Citoyen du Monde Dr Mohamed Kochkar

Il me semble que "l’apartheid racial et ethnique sud africain s`est transformé en apartheid socio-économique". De la même façon, je crains que "l`apartheid mafieux tunisien se transformera aussi en apartheid socio-économique comme en Afrique de Sud !"


Date de la première publication on line : Hammam-Chatt, mardi 2 décembre 2014.

L`abstentionnisme est une position respectable comme le vote au suffrage universel. Citoyen du Monde Dr Mohamed Kochkar

L`abstentionnisme est une position respectable comme le vote au suffrage universel. Citoyen du Monde Dr Mohamed Kochkar

Il me paraît  que Monsieur Marzouki ressemble plutôt à un professeur scientifiquement compétent qui ne maîtrise pas sa classe-section (qui comprend plusieurs niveaux différents).

Et il me parait aussi que Sebsi ressemble plutôt à un professeur scientifiquement non compétent qui maîtrise bien sa classe-section (qui comprend plusieurs niveaux scolaires différents).

Malgré cette différence importante, je maintiendrais mon non-choix.

Date de la première publication sur le Net : Hammam-Chatt, mardi 2 décembre 2014.



Mon plus cher neveu Marouan Kochkar est mort ! son oncle Mohamed Kochkar

Mon plus cher neveu Marouan Kochkar est mort ! son oncle Mohamed Kochkar

Il est mort le mardi 25 novembre 2014.
Je l`ai pleuré en grands sanglots le jour de sa mort.
Je le pleure maintenant en silence.
Je le pleurerai en pensant à lui pendant toute ma vie.
Je l`ai identifié le premier à la morgue de l`hôpital Charles Nicole.
Il était calme et souriant comme d`habitude.
Comme son oncle, il était un penseur libre et critique.
Comme son oncle, il écrivait et publiai sur facebook.
Il me rendait des visites régulières à Hammam-Chatt.
Il discutait souvent avec moi.
Il m`a présenté sa douce et jolie amie.
Des projets fantaisistes obèrent sa fine et belle silhouette.
J`ai réussi à peine à alléger son lourd fardeau.
Je pense.
Il ne pense plus.
J`ai saisi maintenant qu`il est vraiment mort.
Mon doux, mon cher, mon meilleur, mon grand, mon petit.
Je pleure… je ne peux plus taper…  à bientôt mon amour.