1.
القرآن
في عيون غير المسلمين المعاصرين لنزوله ؟
انتهيتُ حديثًا من قراءة
كتابٍ، في ثلاثة أجزاء يتكوّن من 3400 صفحة بقلم 18 مؤلّفًا في عدة اختصاصات، يقول
أن القرآن كتابٌ جمع كل علوم عصره وألّف بينها جميعًا وأضاف لها الكثير.
Le Coran des historiens. Sous la direction de Mohammad Ali Amir-Moezzi
& Guillaume Dye, Les Éditions du Cerf, 2019, Paris. Prix : 69 euros (environ 240 dinars).
Formé de trois volumes (total=3400 pages).
2.
هل يوجد
عُنفٌ في القرآن ؟
الأنتروبولوجية
جاكلين الشابي: "العنفُ في القرآن، عنفٌ في الخطابِ فقط (Le discours)،
وليس عنفًا في الفعل (L`action).
وعكس ما يعتقد الكثيرون، لم يرتفع منسوبُ العنفِ في الخطابِ القرآني إلا من أجل
تجنبِ العنفِ في الواقع المعيش. أما العنف في الفعل الداعشي فلا صلة له بالعنفِ في الخطاب القرآني بل له صلة وثيقة جدا
بِالعنف الفعلي العالمي المعاصر، والدواعش ليسوا أحفادَ محمد كما يدّعون بل هم
أبناء هتلر وستالين".
3.
هل يأتي
الخلاصُ يومًا من السماء ؟
القرآن: إِنَّ
اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ
مَا بِأَنْفُسِهِمْ".
4. سؤال حيّرني سنينًا، أجابني عليه اليوم القرآن
الكريم !
السؤال الذي حيّرني سنينًا: خلافًا لجل الحضارات الكبيرة، لماذا الحضارة الإسلامية هي الوحيدة التي لم
تترك لنا آثارا عمرانية عظيمة مقارنة بأخواتها، مثلما تركت الرومانية والإغريقية
والصينية والهندية والأنكا ؟
الجواب الفرضية: لعل السبب يكون ذا جذور عقائدية قرآنية ؟
الله دمّر الحضارات الكبرى التي تتكبّر
ببناء الصروح:
-
أَسْبَابَ
السَّمَاوَاتِ (س 40: آ 37): (des
cordes célestes
pour atteindre Dieu): "وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ
يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ" (س 7: آ
137).
-
حضارة
عادْ: وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ
تَخْلُدُونَ (س 26: آ 129): ils construisent des édifices en
pensant qu’ils sont éternels (...) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ،
إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (س 89: آ 6-7).
كنتُ أظن أن القناعة ونبذ مظاهر البذخ،
كنتُ أظن أن كل هذه القيم أتتني من ثقافتي اليسارية. الواقع أنها قيم إسلامية
راسخة في اللاوعي الجمعي لجميع المسلمين، يساريين كانوا أو إسلاميين.
Pour en savoir plus, prière lire :
Le Coran des historiens.
5. الدولة العميقة، مَن تكون ؟
هي دولة عالمية بمعنى
أنها دولة لاوطنية. هي سلطة تعادي الفقراء وتساند الأغنياء. هي سلعنة الإنسان
وتشييئه. (الفيلسوف الفرنسي المعاصر ميشيل أونفري).
الدولة العميقة في تونس؟ ليست الدساترة
والتجمعيين كما كنتُ أعتقد. هو صندوق النقد الدولي وشركاؤه (FMI & Cie)
الذين فرضوا علينا استقلالية بنكِنا المركزي. بنكنا المركزي الذي رفض تمويل مشاريع حكومتنا الحالية
متعللاً بحججٍ واهيةٍ، مما أجبرها على الاقتراض من البنوك الخاصة بفائض 9%، لكنه في المقابل أقرض هذه البنوك الخاصة بفائض 6%، وكأني به يريد
إفلاسَ دولتِنا. الدولة العميقة هي التي فرضت علينا استيراد السلع الكمالية ونحن
في أشد الحاجة إلى استيراد أجهزة تنفس لمجابهة جائحة الكورونا. الدولة العميقة هي
التي فرضت علينا تصدير 90% من زيتنا وهو غير مَعَلَّبٍ.
6.
هل
فقدتُ الأمل في غدٍ أفضلَ ؟
لا.. لم أفقد الأمل وذلك لأسبابٍ ثلاثة لا رابعة لها:
- التناسل الجنسي عند البشر (la reproduction humaine sexuée) تناسلٌ لا يأتي إلا بالجديد ومع كل مولودٍ جديدٍ يولدُ أملٌ جديدٌ، مولودٍ لا يشبه كل مَن أتَوا قبله ولا الذين سيأتون بعده (mille individus, mille cerveaux).
Pour en savoir plus, prière
lire : Voyage au centre du cerveau, Éric Fottorino, Éd. Stock, 1998, 195
pages.
-
مفهوم
"الانبثاق" (l’émergence) يقول أن الحالة الراكدة قد تولِّد حدثًا غير مألوفٍ وغير منتظَرٍ
مثل الحدث الذي وقع في جمنة يوم 12 جانفي 2011 والذي يتمثّل في انبثاق منوال تنمية
جديد، منوال غير ماركسي وغير رأسمالي، منوال يشبه الاقتصاد الاجتمااعي-التضامني
الكلاسيكي لكنه أرقى منه نوعيًّا لأنه منوالٌ مبنيٌّ كليًّا على مبدأيْ نكران
الذات والتطوع لخدمة الصالح العام.
-
أعتقد جازمًا أن
الماضي لن يكون أفضل من الحاضر والمستقبل. يكفي أن ننظر في وجوه كبار السن منّا
ونرى البسمة تعلو محيّاهم، فبفضل تقدّم الطب، أسنانُهم لم تسقط بل كلها سليمة
وبيضاء وأفواههم لم تعد كالماضي درداء !
Pour en savoir plus, prière
écouter Michel Serres sur YouTube et lire son livre « C’était mieux avant ».
7.
لماذا
لم تنته الحروب رغم توفر ما يكفي لإطعام كل البشر ؟
القرآن: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا".
الفيلسوف كريستيان دو دوف: "لأن العدوانية
تُورَّث في الجينات وكذلك التضامن والقِيمتان الاثنان في صراعٍ أبديٍّ لن ينتهي
إلا بحدوثِ طفرةٍ جينيةٍ (Mutation dans l’ADN)" أو رحمةٍ ربّانيةٍ.
بصيصُ أملٍ: لو نجحنا في تطويرِ الجانبِ
التضامني في الإنسان بواسطة التربية فقد نَكْبَحُ قليلاً الجانبَ العدواني فيه.
Pour en savoir plus, prière
lire : Génétique du péché originel. Le poids du passé sur l`avenir de la
vie. Christian de Duve (Prix Nobel de médecine 1974, biologiste-moraliste),
Editions Poches Odile Jacob, Paris, 2017, 240 pages.
8.
لماذا
انقرض الضميرُ المهني في العالَم وفي جميع المهن دون استثناء ؟
الفيلسوف رولان ﭬوري: "لأن الرأسمالية
سلعنت كل القِيم وبرلتت كل المِهن (Le capitalisme a
prolétarisé tous les métiers)،
ثم وظفت جميع المهنيين في ماكينتها واستلبت ضمائرهم وأفرغت كل مهنةٍ من رسالتها
(الأستاذ أصبح موظفًا دون رسالة تربوية، الطبيب أصبح موظفًا دون رسالة صحية،
السياسي أصبح موظفًا دون رسالة سياسية، إلخ.)".
Pour en savoir plus, prière
lire : La fabrique des
imposteurs, éd. Babel essai, 2015, 308 p., Prix 8,7 € ;
Roland Gori (psychanalyste et professeur émérite de psychologie et de
psychopathologie clinique à l'université Aix-Marseille).
9.
لماذا
غُزِينا ثقافيًّا دون أن نشعرَ أو نَعِي أننا غُزِينا ؟
الفيلسوف زيـﭬمونت بومان: "لأن الغزوَ
الثقافيَّ تمَّ بطريقةٍ ناعمةٍ وسائلةٍ".
Pour en savoir plus, prière
lire : Zygmunt Bauman
(sociologue-philosophe), La vie liquide, Ed. Fayard/Pluriel, 2016.
10.
لماذا الإسلامُ هو الإسلامُ والمسلمون لم يعودوا مسلمينَ ؟
الأنتروبولوجية جاكلين الشابي: "الدينُ
يخلقُ المجتمعَ والمجتمعُ يخلقُ دينَه".
Pour en savoir plus, prière
écouter sur YouTube l’anthropologue française Jacqueline Chabbi.
11.
ما الفرق بين المسلم والمؤمن ؟
جاكلين الشابي، أنتروبولوﭬ، قالت: "المؤمن
هو المسلم المقاتل". لو اعتمدنا جدلا تفسيرها فلن نجد في مسلمي اليوم مؤمنين
غيرَ الجهاديين !
12.
كيف تجاوزتُ عقدة النقص الحضارية التي سكنتني
سنينًا حيال الحضارة الغربية المسيحية لمجرد أنني عربيٌّ-مسلمٌ ؟
عِلم الأنتروبولوجيا يقول ويؤكّد أن "لا
حضارة أفضل من حضارة".
13.
كيف نتخلص من الإرهاب المنسوبِ خطأً للإسلامِ والمسلمينَ ؟
عالِم السياسة فرانسوا بورﭬا: "الحل يكمن
في توزيع الثروات بعدلٍ بين سكّان العالَم الأول وسكّان العالَم الثالث".
« La meilleure arme de destruction massive contre le
terrorisme islamique est le Partage économique entre le Nord et le Sud »
François Burgat.
Pour en savoir plus, prière
écouter sur YouTube le politologue français François Burgat.
14.
هل من المعقول أن نثق دومًا في العقل ؟
الفيلسوف
هنري أتلان: "هل نكونُ على صواب عندما نثقُ دومًا في العقل".
« A-t-on raison de
faire toujours confiance à la raison ? » Henri Atlan
Pour en savoir plus, prière
écouter sur YouTube Henri Atlan, philosophe, biophysicien, éthicien et
écrivain.
15.
هل جيناتُنا الموروثة تُحدِّدُ وحدها صفاتَنا
الذهنية (الذكاء، العبقرية، العدوانية، إلخ.) ؟
صفاتُنا الذهنية تنبثقُ من تفاعُلِ جيناتِنا مع
محيطِنا (L’épigenèse).
Pour
en savoir plus, prière lire ou écouter: 1. La fin du « tout génétique » ?
Vers de nouveaux paradigmes en biologie, Henri Atlan, Editions de l’INRA.,
Paris 1999, 91 pages. 2. in YouTube, Mohamed Kochkar : Enseigner des valeurs ou
des connaissances ? 3. L’épigenèse cérébrale ou le "tout
génétique"? Édition électronique, Presses Universitaires Européennes.
(PUE), 2010.
16.
صراعُ طبقات أم صراعُ حضارات أم
صراعُ أديان أم أفولُ قِيمٍ إنسانيةً ؟
Pour
en savoir plus, prière lire ou écouter: Le naufrage des civilisations, Amin Maalouf, Grasset,
332 p, 22 €.
17.
بسبب
خَطِّي غير الجميل، فرحت بقدوم الكتابة على لوحة مفاتيح الحاسوب وقلت أن عهد الخط
(Graphie) قد وَلَّى وانتهى ولا فائدة من إجهاد الصغار في
تعلمه.
عرفت اليوم أن استنتاجي كان غير علمي: تعليم الكتابة
بواسطة الخط (Graphie) أفضل من تعلّمه على الحاسوب (Clavier). الخط يساعد التلميذ على القراءة أحسن لأنه يتعرف بصورة أسرع على الحروف.
Pour
en savoir plus, prière écouter
sur YouTube : Grégoire Borst, Professeur
de psychologie du développement et de neurosciences cognitives de l'éducation
et Directeur du Laboratoire de Psychologie du Développement et de l'Education
de l'enfant (CNRS).
18.
كنت أقول أن لا فرق بين التعلم عن قرب (Présentiel) والتعلم عن بعد (Distanciel) عند الطفل والكهل
عرفت اليوم أن
استنتاجي كان غير علمي: التعلم
عن قرب (Présentiel) أفضل من التعلم عن بعد عند الطفل (en distanciel, l’enfant laissé seul, il n’arrive pas à activer pas ses
neurones-mémoires).عند الكهل كيف
كيف. (Grégoire Borst).
19.
لماذا فقراءُ اليوم لم يعودوا يصبرون على فقرهم
مثل فقراءِ الخمسينيات
؟
لأننا كنا نعيش فقرنا جماعيا وهم اليوم يعيشونه في عزلة تعيسة !
Source
d’inspiration : Roland GORI, La fabrique des imposteurs, BABEL, 2015 (p. 29).
20.
القروض غير الضرورية أو كذبة تداين الدول للحاجة
البنك المركزي المستقل
عن الحكومة يُقرض البنوك الخاصة بفائض ضعيف والتي بدورها تُقرض الحكومة بفائض أقوى
وتربح الكثير دون مبرّر وجيه. حيلة لنهب المال العام لا أكثر ولا أقل، والمفارقة
الكُبرَى أنه نهبٌ مُسندٌ بالقانون الليبرالي الإجرامي المجحف والمبيّت والمبرمج،
والدليل على وجاهة طرحي: دولة غنية كفرنسا تدفع سنويًّا ربع ميزانيتها لتسديد
قروضها غير الضرورية وكذلك تفعل الولايات المتحدة الأمريكية.
الحل المقترَح: بنك مركزي
غير مستقل عن الحكومة يُقرض الحكومة مباشرة بفائض ضعيف. يُنقذ الحكومة خلال
الأزمات ويَربح القليلَ القليلَ.
Source : Nicolas
Sersiron, La résistible ascension d`un duo destructeur, Dette et Extractivisme,
Éd. Utopia, 2014.
21.
لماذا لا أحتج في الشارع ؟
-
المحتج لا يفكر، لا
لآنه لا يستطيع بل لأنه لا يريد. يريد الأخلاق والأخلاق أيضا لا تفكر.
-
المحتجُّ لا يفكر، المحتج فقط يجرِّم ويستمتع بتشويه المعارضين، وحتى لو
كان المعارضون له غير موجودين، فهو يستمتع بتشويه الموالين له.
-
احتجاج رئيسنا قيس سعيّد ضد المحتكرين، فعلٌ أخلاقي وليس فعلا سياسيا وما
دامت الأخلاق لا تفكر فرئيسنا لا يفكر في مشاكلنا ولا في إيجاد حلول لها.
-
لا يوجد احتجاجٌ لا
يصاحبه غضبٌ حامٍ والغضبُ الحامي لن يصبح قوة سياسية فاعلة إلا إذا مرّ عبر غربال
التحليل العقلاني البارد.
-
الاحتجاجُ كالغضبِ
الحامِي، إذا بَرَدَ، حوّل سهامَ غضبِه نحو نقد الهياكل والبُنَى والمؤسسات عوض
ثلبِ الأشخاص ومبارزة طواحين الريح.
-
السياسةُ لا تبدأ بتعيينِ الأعداءِ إلا عند المحتجين
الليبراليين-الفحوليين-الدونكيشوتيين الذين يحرّكهم الغضبُ والإقصاءُ والاستئصالُ.
-
المحتج له خصومٌ وهو يتوهم أن له أعداء. الفرق بين الاثنين: العدوّ أتمنى
محقه أما الخصم فلا أضمر له أي شر، أريده أن يتوقف عن إيذائي فقط.
-
المفكر الجاد لا ينبهر ومزاجه لا يتأثر لأنه يحلل ظواهر منتظمة ولا يتعجب
أيضا لأن ما يحلله يتكرر ولا ينحاز إلا للحق حتى ولو كان ضده.
-
الفرقُ شاسعٌ بين صاحب تقييم أخلاقي وصاحب تقييم إحصائي لظاهرة عادية.
الأول يَغضب ويحتج لكنه لا يفكر أما الثاني فيحلل وهو مرتاحٌ.
-
جاء قرار حل البرلمان
ثم قرار حل المجلس الأعلى للقضاء. متى سيأتي قرار حل مشاكل التونسيين والتونسيات؟
احتكار وغلاء أسعار، صحة، تعليم..
-
المحتج في الشارع إنسانٌ صادقٌ لكنه إنسان غاضب والغاضبُ لا يفكر. كفانا
إذن احتجاجا وغضبا دون فعل. نريد فعلا رصينا يُغضب مَن أغضبنا.
-
ضد التيار: تصوروا معي ولو للحظة لو أنفِقت كل الطاقات المهدورة في
الاحتجاجات الغاضبة في الاتصال المباشر في عمق البلاد لإقناع الناس.
Source d’inspiration (idée
et moule du texte): Le Monde
diplomatique, février 2022, extraits de l’article « Colère », par François
Begaudeau, écrivain, p.
28. Son article à lui est extrait de son dernier
ouvrage « Notre joie », paru en septembre 2021aux Éditions Pauvert,
Paris (Librairie Arthème Fayard).
22. كنتُ أظن أن أجدادَنا (Homo sapiens) كانوا يعيشون في انسجامٍ مع الطبيعةِ، حتى قرأتُ:
Yuval Noah Harari, Sapiens.
Une brève histoire de l’humanité, Ed. Albin Michel, 2015, 492 pages, prix=24€.
فوجدتُ:
-
"لا تصدّقوا
أنصارَ البيئة (les écolos) الذين يدّعون أن أجدادَنا كانوا يعيشون في انسجامٍ مع
الطبيعةِ".
-
"الإنسان العاقل" (Homo sapiens) يتمتع
بامتياز ملتبِس بأنه النوع الأخطر في سِجِلات البيولوجيا (les annales de la biologie).
23.
سؤال كان يتبادر إلى ذهني: هل ما يسمى بـ"الأرقام
العربية" (1،2،3...) هي حقا عربية المنشأ أم هندية المنشأ ؟
هي هندية المنشأ. عندما غزا العرب الهند حققوا فيها ونشروها في
أوروبا والشرق الأوسط.
Source: Yuval Noah Harari,
Sapiens. Une brève histoire de l’humanité, Ed. Albin Michel, 2015, 492 pages,
prix=24€. Page 160.
24.
سؤال كان يتبادر إلى ذهني: هل اللغة العربية الفصحى
المعاصرة هي لغةٌ جزئيةٌ (une langue partielle
cad une langue seulement écrite et non parlée)
أم هي لغةٌ كاملةٌ (une langue complète
cad écrite et parlée) ؟
اليوم
هي في البلدان العربية لغةُ كتابةٍ وليست لغةَ تَخاطُبٍ. أهلُها
جعلوا منها لغةً جزئيةً (partielle)
بعدما كانت لغةً كاملةً (complète).
25.
أسئلة كانت تتبادر إلى ذهني حول وضع
المرأة في المجتمع فوجدت لها بعض الأجوبة في كتاب:
Yuval Noah Harari, Sapiens. Une brève
histoire de l’humanité, Ed. Albin Michel, 2015, 492 pages, prix=24€.
-
المرأة تحبل والرجل لا يحبل. تمييزٌ بيولوجي-طبيعي وامتياز جيني تُرجِمَ
ثقافيًّا في كل الحضارات إلى تمييزٍ حقوقي وحيف اجتماعي.
-
الطبيعة البيولوجية المختلفة عند المرأة لا يمكن أن تُستغَل كتبرير لعدم
المساواة في الحقوق بين المرأة والرجل مثل القول بعدم أهليتها لتولي منصب قاضية
رئيسة محكمة.
-
التمييز البيولوجي بين المرأة والرجل بقي قارًّا على مر التاريخ بينما
التمييز الحقوقي تغير من عصر إلى عصر (كانت لا تَنتخِب ولا تُنتخَب واليوم أصبحت تَنتخِب
ولا تُنتخَب تقريبًا في جل بلدان العالَم).
-
""أن
تكون ذكرًا أو أنثى فهذه مسألة بيولوجية واضحة
(XXouXY) أما أن تكون رجلاً أو امرأةً فهذه مسألة ثقافية
مكتسبة ومركّبة".
"خلال تاريخ "الإنسان العاقل" (Homo sapiens) لم
تتغير المرأة بيولوجيا لكن وضعها الاجتماعي تغير (لا تنتخِب/تنتخِب أو تابعة للرجل
/مستقلة عن الرجل).
-
"أكثر الصفات
الاجتماعية والذهنية عند الرجل أو عند المرأة هي صفات أنتجتها الثقافة وطوّرتها
ولم تنتجها البيولوجيا".
-
"عند
الحيوانات عادةً ما يكون الذكرُ أجملَ وأزينَ من الأنثى (الأسد، ذكور العصافير)
خلافًا لِما هو سائدٌ عند البشر".
-
"خلال تاريخ
"الإنسان العاقل" أنفِقت على تعليم المرأة ميزانيات أقل مما أنفِق على
الرجل وحُرمت من حرية التنقل".
-
"عادة ما
يكون الرجل أقوى عضليًّا من المرأة لكن عادة ما تكون المرأة أكثر مقاومة وأكثر
صبرًا على الجوع والمرض والتعب (الحَمل)".
-
"لو كانت
القوة العضلية سببًا في حرمان المرأة من ممارسة بعض المهن الشاقة فلماذا أقصِيت من
امتهان الفلسفة والدين والقانون والسلطة والقيادة السياسية".
-
"عادة ما
نردد ونقول دون تدقيق أن الإنسان هو المسؤول عن الحروب. أي إنسان ؟ عبر التاريخ
كان الرجل هو المسؤول وليست المرأة".
- "لماذا سيطر الرجل على المرأة في كل الحضارات وعلى
مر التاريخ ؟ ربما تكون القوة العضلية أو العدوانية هي السبب ؟ حتى اليوم لا نفهم
جيدا لماذا".
- "في مجتمع بنِي وتطوّر بفضل
قيمة التضامن بين أفراده، كيف نفسر سيطرة الرجال وهم الأقل تضامنًا على النساء وهن
الأكثر استعدادًا للتضامن".
- "يبدو وكأن سيطرة الرجال
على النساء لا تستند إلا على أساطير غير مدعومة لا على حقائق بيولوجية. كيف نفسر
إذن عالميتها ودوامها ؟"
- "عبر ملايين السنين من
"الانتقاء الطبيعي" يبدو أننا ورثنا جينات الرجال الأكثر عدوانية وطموحا
وجينات النساء الأكثر حنانا وخضوعًا".
- "للمرأة صفات جينية مميزة
على الرجل لم تسمح لها المجتمعات الذكورية بالظهور مثل القدرة على بناء شبكات من
التواصل والتعاون".
- Les spécialistes distinguent entre le « sexe » (mâle /femelle) qui est une catégorie biologique et le « genre » (homme/femme) qui est une catégorie culturelle. (Yuval Noah Harari, Sapiens, p. 181).
26. كيف نوفق بين الحرية الفردية والمساواة بين الأفراد ؟
وجدتُ بعض الجواب
عند Yuval Noah
Harari
-
"المساواة والحرية الفردية قيمتان أساسيتان لكنهما متناقضتان
ولن تتحقق الأولى إلا بِـبتر الثانية، أي الحد من امتيازات الميسورين".
-
"كل التاريخ السياسي للعالم منذ الثورة الفرنسية (1789) يتلخص
في الجهد المبذول لإيجاد حلول للتناقض المعاصر بين المساواة والحرية
الفردية".
27. لماذا اندثر سلطة العائلة والقبيلة في كل المجتمعات رغم اختلاف ثقافاتها ؟ (L’effondrement de la famille et de la communauté, Yuval Noah Harari, Sapiens, p. 417 )
"منذ الثورة الصناعية (XVIIIe) افتكّت الدولة كل وظائف العائلة والقبيلة في
مجالات التربية وتوفير السكن والصحة والقرض والحماية الشخصية".
-
الدولة والسوق عوضتا
الوالدين في حياة الأبناء. أصبحت الدولة تعاقب الذي يعتدي بالعنف على ولده أو لا
يدخله المدرسة أو يزوج ابنته غصبا.
-
"ظهور الدولة الحديثة في حياة البشرية عامّة (XVIIIe) حرّر النساء والأطفال من تسلط العائلة
والقبيلة" (Yuval Noah Harari). يبدو لي أنه سلاح ذو حدّين !"
-
"قبل الثورة
الصناعية: الدولة والسوق ضعيفتان والعائلة والقبيلة قويتان. بعد الثورة الصناعية:
الدولة والسوق قويتان والعائلة والقبيلة ضعيفتان".
-
ملايين من السنين قولَبت الإنسان على الانتماء العضوي للعائلة والقبيلة.
جاءت الثورة الصناعية وفي قرنين فقط حولتنا إلى أفراد مستلبين".
-
خلال القرنين الأخيرين ضعف أو اندثر الانتماء القبلي وقوي الانتماء
الإيديولوجي والطبقي والقومي والنقابي والعلمي والفيسبوكي والكروي.
-
منذ 14 قرنا، الدولة الإسلامية خلخلت الانتماء العضوي للقبيلة وفرضت على
الأغنياء إعانة الفقراء حتى لو لم يكونوا من قبيلتهم (الزكاة).
28.
لماذا ثورات القرن 21 لم تعدْ تبدو لنا ثورات
كالثورة الفرنسية مثلا ؟ (Yuval Noah Harari, Sapiens,
« chaque année est révolutionnaire, p. 428)
-
لأن الاكتشافات
التكنولوجية جعلتْ من كل سنة تمرّ علينا "سنة ثورية" في حد ذاتها.
-
اليوم أصبح تغيير نمط
العيش متسارعا إلى درجة أن شابا في30 من عمره يستطيع أن يقول صادقا لجيله من
المراهقين: "يا حسرة مْنين كنّا".
-
اليوم حتى الأحزاب الأكثر
محافظة مثل النهضة أصبحت كالأحزاب التقدمية لا تَعِدُ إلا بالإصلاح والتغيير في
المجالات التربوية والاقتصادية.
29.
كنتُ أعتقد كالكثيرين من أمثالي أن الحروب هي
أكبر متسبب في تزايد عدد الوفيات في العالم قبل الجرائم وحوادث الطرقات (Yuval Noah Harari, Sapiens, p. 428)
يبدو أن تاريخ البشرية لا يتقدّم إلا من حمّام دم إلى آخر لكن...
من الاستعمار إلى الاستيطان إلى الحرب العالمية
الأولى إلى الثانية إلى الباردة، من الإبادة الجماعية للأرمن في تركيا إلى اليهود
في ألمانيا إلى التوتسي في رواندا، من روبيسبيير في فرنسا إلى لينين وستالين في
روسيا إلى هتلر في ألمانيا إلى بولبوت في كمبوديا... لكن ورغم كل هذه الكوارث التي
أصابت البشرية فإن الحقبة السبعينية الأخيرة (1945-2022) التي مرّت على البشرية
باستثناء فلسطين كانت من الفترات الأكثر سلمية في كل تاريخ البشرية.
عام 2000، جملة الحروب في العالم تسببت في قتل
310.000 بشر في حين أن جرائم العنف لوحدها قتلت 520.000 وجرائم الانتحار قتلت
815,000.
ما قتلته الحروب
والجرائم مجتمعة في العالم في عام 2000 لا يساوي إلا نسبة 1,5% من العدد الجملي للوفيات في العالم وفي نفس العام،
عدد يساوي 56 مليون وفاة.
ما زلنا في عام
2000، حوادث الطرقات وحدها تسببت في قتل
مليون و260 ألف بشر أي بنسبة 2,25% من العدد الجملي للوفيات في العالم في نفس العام.
خاتمة: نحن في تونس والحمد لله لم نعشْ حربًا
منذ معركة بنزرت سنة 1961 ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم أي منذ ستين عامًا ونحن ننعم
بسلام متواصل باستثناء بعض العمليات الإرهابية.
30. نلاحظ أن قيمة الصداقة في طريقها للانقراض بسبب بروز مؤسسات الدولة في حياتنا مما نتج عنه عدم احتياج الصديق لصديقه في أوقات الشدة (Yuval Noah Harari, Sapiens, p. 449).
31.
نحن العصريون (les modernes)،
وبسبب نفاد صبرنا أصبحنا عند الإصابة بآلام عضوية أو نفسية نشعر بالمعاناة بصفة
أشد مما شعر بها أجدادنا. (Yuval Noah
Harari, Sapiens, p. 450)
32.
"الإعلام والإشهار سلبانا الإيمان بالقناعة والإحساس بالسعادة
وذلك بتحسيسنا أننا لسنا في مستوى النماذج المثالية التي يعرضونها علينا" (Yuval Noah Harari, Sapiens, p. 451)
33.
"الإحساس بعدم الرضا على النفس في العالم
الثالث قد لا يكون بسبب الفقر والفساد والقمع بل بسبب المقارنة مع مواصفات العالم
الأول" (Yuval Noah Harari, Sapiens, p. 451)
- الحرية الفردية والٌقِيم
السامية في عالَم اليوم
؟
وجدتُ
بعض الجوابَ في هذا الكتاب الرائع:
Source d’inspiration : 1984,
livre de George Orwell, éd. Folio, Barcelone 2022, 408 pages (traduit de
l’anglais par Amélie Audiberti. Edité pour la première fois en français en 1950
par Gallimard).
-
الحرية الفردية في الدول الديمقراطية تصبح عبودية
شبه-إرادية: تنتخب مَن يمثلك في السلطة ثم تُجبر وبالقانون على الصمت لمدة خمس
سنوات.
-
السلطة السياسية جماعية أو لا تكون والفرد فيها لا يستمد
سلطته من ذاته بل يكتسبها بقدر ما يلغي ذاته وفردانيته داخل حزبه الحاكم.
-
في دول العالم الثالث لا
وجود لفرد حر فعليًّا إلا إذا كان مجنونًا أو مثقفًا نكرة يعيش على هامش المجتمع
أو متصوفًا يسبح في ملكوت الله.
-
الدليل القاطع على أن الفرد في الدول الديمقراطية ليس
حرًّا بل هو عبدٌ ذليلٌ: ينتدبونه في الحرب غصبًا عنه ليدافع عن مصالح أسياده.
-
في دول العالم الثالث لا تسمى السلطة سلطة إلا إذا جعلت شعبها يتألم ويحس
بذنب لم يرتكبه. سلطةٌ لا يكفيها طاعة شعبها لقوانينها.
-
عالَم اليوم هو عالَمٌ مختلفٌ تمامًا لعالَم الذات
المثالي الساذج الذي حَلَمَ به الفلاسفة
المصلحون القدامى والحداثيون.
-
عالَم اليوم هو عالَمُ الخيانة والألم والنفاق
والانتهازية والأنانية المفرِطة والجشع الغريزي والخوف من المستقبل القريب.
-
عالَم اليوم هو عالَمُ الجلادين والمسحوقين. عالَمٌ كلما
زاد تقدّمًا تكنولوجيًّا كلما نقص قِيميًّا وكلما زاد "تحضّرًا" زاد
قسوةً.
-
الأديان القديمة تدّعي أنها بُنِيت علي الحب والعدالة.
في عالَم اليوم لا تجد إلا الخوف والحنق والكِبْر. نحن قتلنا كل شيء جميلٍ.
-
في عالَم اليوم، نحن البشر هدمنا العلاقات الرقيقة بين
الآباء والأبناء وبين الأصدقاء وبين النساء والرجال. لا أحد صار يثق في أحد.
-
في عالَم اليوم، نحن البشر هدمنا العلاقات العاطفية بين
الأخ وأخيه، بين الجار وجاره، بين المدرّس والتلميذ. الكل أصبح يشك في الكل.
-
في دول العالم الثالث، السلطة السياسية تسعى دائمًا إلى تفكيك العقل الجماعي
إلى قِطعٍ متناثرة متناحرة وتدّعي تجميعها بطريقتها.
- هل الإنسانُ مخيّرٌ (Le libre arbitre)
أم مسيّرٌ (le
déterminisme absolu de la nature) ؟
أطروحتان يصعب البرهنة على
كليهما.
"الضرورة الحرة"-libre nécessité: حتمياتنا الداخلية، إذا عرفناها
ورتبناها، تنتج شخصا متحررا من رغباته بفضل الحتميات الخارجية.
Pour
en savoir plus, prière lire « Sommes-nous libres », livre d’Henri
Atlan & Bertrand Vergely, éd. Salvator, Paris 2012, 130 p., Prix 14 euros.
- وَيَسْأَلُونَكَ
عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ
الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلً (قرآن)
الفيلسوف
هنري أتلان لا يؤيد مقاربة "ثنائية الجسد والروح" (Dualisme cartésien) ولا مقاربة "الوحدانية المادية المضللة" (Monisme matérialiste)، لكنه يؤيد مقاربة "الوحدانية المركبة"،
وحدانية غير مادية وغير مثالية أو الاثنان في آن (Monisme ni matérialiste ni idéaliste,
ou plutôt les deux à la fois)، وحدانية يدركها بوجهين: وجه يدركه بحواسه ووجه
يدركه بتصوراته الذهنية المجردة ولا وجهٌ يُعتبر سببًا للوجه الآخر.
الفيلسوف
برتراند فارجولي قال: "عندما
يدّعي العِلمويّون (Les scientistes) أنهم
سوف يفهمون كل شيء فإن ادعاءَهم
لا يُعتبرَ علمًا بل وثنيةً مرتبطةً بمشروعٍ يَهدفُ إلى استئصال الدين".
Platon : « L’âme comme le cocher conduisant l’attelage du
corps ».
Henri Atlan : « Je ne peux réagir que par un désaccord
certain ».
Pour
en savoir plus, prière lire « Sommes-nous libres », livre d’Henri
Atlan & Bertrand Vergely, éd. Salvator, Paris 2012, 130 p., Prix 14 euros.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire