dimanche 8 mai 2022

"يجبُ إعادةُ أنسَنَةِ الإنسانيةِ". قالها الفيلسوف الفرنسي المعاصر إدڤار موران، تأثيث مواطن العالَم

 


“Il faut réhumaniser l`Humanité” Edgar Morin

 

أضيفُ: يجبُ إحياءُ القيمِ الإنسانيةِ الكَونيةِ وفي نفس الوقت يجبُ تجريدُ الوعظِ والإرشادِ من قُدُسِيّتِهِ وإنزالِه من عَليائِهِ وتَعالِيهِ.

Il faut réhabiliter les valeurs humaines universelles (Université = Sciences) et simultanément déchoir la morale moralisatrice de son piédestal.

 

أسوقُ لكم بعض الأمثلة الحية:

1.     أستاذة بيولوجيا تونسية ترفضُ أن تُدرِّسَ "أساليبَ الوقايةِ من عَدْوَى السيدا"، درسٌ مُقرَّرٌ في البرنامج، بحجة أن المصابَ يستحق العقابَ "الربّاني" لِما أتاه من فعلٍ مُحرَّمٍ في الدين الإسلامي.

يبدو لي أن هذه الزميلة لا تفقه عِلمًا ولا دِينَا  لأن العلمَ يقول أن فيروس السيدا قد ينتقل من الأم المصابةِ إلى جنينِها عبر المشيمةِ أو الحبل السري فما الحرامُ إذن الذي اقترفه هذا الجنينُ وهو لا يزالُ في بَطنِ أمِّهِ والدينُ الإسلاميُّ يحثُّ على الرحمةِ بالمصابينَ دون تمييزٍ من أي نوعٍ وينبذُ الشماتةَ في كل الأحوالِ.

2.     أستاذ تاريخ فرنسي يُسنِدُ عشرين على عشرين لكل تلامذته لتجنبِ إحباطِهم ويركزُ على تكوينِهم تكوينًا حَسَنًا مما جعل من تلامذته منتِجِي معرفة ينشرون بحوثَهم القيّمةَ في المجلاتِ العلميةِ المختصةِ.

3.     يُطالَبُ التلامذة الكنديون رسميًّا بإنجازِ أربعين ساعة عمل تطوعي خلال فترة أربع سنوات الثانوي. شرطٌ ضروريٌّ للحصولِ على شهادة الباكلوريا. مثلا: يقوم التلامذة الكنديون المسيحيون بخدمة المواطنين المسلمين في حفلات أعيادهم الدينية.

4.     الغِشُّ في الامتحانِ لا يُحَلُّ بالعقابِ التأديبِي أو الوعظِ والإرشادِ بل يُحلُّ بالتخفيضِ في عددِ التلامذةِ في القسمِ الواحدِ والتخفيفِ في البرامجِ ومُلاءمتِها للعصرِ وفي اعتمادِ مقاربةِ "بيداغوجيا المشروعِ" (Pédagogie de projet).

5.     كان الفيلسوفُ سقراط، عكس الفلاسفةِ السفسطائيينَ، يرفضُ إعطاءَ دروسٍ خصوصيةٍ بمقابلٍ لأولادِ الأغنياءِ. ياليت آباطرة الدروس الخصوصية عندنا يتعظون بِسقراطَ ويتعلمون منه !

 

إمضائي

"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو

"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

 

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 22 نوفمبر 2017.

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire