lundi 27 juillet 2020

ماذا أنتظر من وزير السياحة القادم؟ ترجمة وإضافة وتونسة مواطن العالَم



J’attends de lui un changement de paradigme, c'est-à-dire une autre manière de voir le tourisme dans notre pays

أنتظر منك يا سيادة الوزير أربع أولويات: 1. السعي نحو تحقيق الاعتدال في انبعاثات غاز الكربون الناتجة عن تنقل السيّاح (8% من الانبعاثات الغازية المتسببة في الاحتباس الحراري في العالم متأتية من تنقل السيّاح عبر البحر والجو). 2. المحافظة على البيئة والمحيط، وإحياء قِيم التعاون والتضامن بين البشر والتبشير بعصر تتحقق فيه العدالة الاجتماعية على البسيطة كل البسيطة. 3. الإشعاع على الاقتصاد المحلي. 4. إعطاء روح ومعنى لمفهوم السياحة عمومًا.

أنتظر منك يا سيادة الوزير تغيير النمط السياحي في تونس من سياحة عدوة للبيئة إلى سياحة صديقة للبيئة، أي "سياحة مستدامة" (Paradigme du tourisme durable, équitable et solidaire) وذلك بالتأليف بين الأهداف الاقتصادية (جلبُ العُملة الصعبة للبنك المركزي) والأهداف الاجتماعية (خلق مواطن شغل إضافية، وتخصيص نسبة من الأرباح لبناء مدارس، وتكثيف اللقاءات بين الوافدين والسكان الأصليين وأخص بالذكر منهم حِرَفِيِّي الصناعات التقليدية والفلاحين والفلاحات البيولوجيين والفنانين الحداثيين والشعبيين) والأهداف البيئية (التقليل من الفضلات والمحافظة على الشواطيء، وتخصيص نسبة من الأرباح لحفر آبار عميقة من أجل تشجيع التشجير) والأهداف الأخلاقية (احترام سيادة تونس المسلمة ومراعاة عاداتها وتقاليدها خاصة خارج النزل).

أنتظر منك يا سيادة الوزير التذكير بأهمية السياحة كعامل أساسي في إحلال السلم ونشر التعارف بين الشعوب عملاً بالآية الكريمة "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (قرآن)، أي كيف نشجع الانفتاح على الآخر وكيف نكثّف التبادل الثقافي بين الأمم وكيف ننبذ إطلاق الأحكام المسبقة جُزافًا على الغير وكيف نتريّث في السير بعيدًا وكيف نتعلّم أن لا نتسرّع في الهروب إلى الأمام  في نوبة تشييد نُزُلٍ أكبر وأفخم، نُزُلٍ تحتاج إلى استهلاك المزيد من الطاقة الكهربائية والغازية، نُزُلٍ تهدد التوازن البيئي الهش.


أنتظر منك يا سيادة الوزير إنهاء نوبة بناء نُزُلٍ عملاقة (démesurés) تُرهق مائدتنا المائية المصابة أصلاً بفقر الدم وتجعل شواطئنا تغصّ بالمصطافين وتتسبب في ارتفاع مشط في أسعار العقارات، ارتفاع جنوني لا يقدر على مجاراته زَهرة شبابنا المقبل على الزواج والاستقرار والاستقلال في سكنٍ بثمنٍ يناسب دخلهم المتواضع في المُدن والقُرى التي ترعرعوا فيها.

أنتظر منك يا سيادة الوزير "سياحة خضراء" (Le tourisme de demain sera vert)، لقد وَلَّى عهدُ "السياحة بأعداد ضخمة" (Le tourisme de masse est derrière nous)، أنتظر منك إذن بعْث منوال سياحي بسيط وطبيعي يكون أقرب للإنسان والبيئة التونسية المتوسّطيّة الجميلة، منوال يردّ الاعتبار لسياحة الدرّاجات غير النارية والتنزّه على القدمين لمسافات متوسطة وطويلة.

أدعوك بكل لطف سيدي الوزير أن تحث حكومتك على تقديم مشروع قانون إلى البرلمان، قانون يسنّ ضريبة على كل سيّاح نُزل خمس نجوم، أجانب أو تونسيين، ضريبة نسمّيها " ضريبة التلوث"، ضريبة تصاعدية، تُحمّل السائح مسؤوليته، فمَن يتمتع أكثر أوتوماتيكيًّا يُلوّث أكثر، إذن يدفع أكثر حتى ولو أدّى الأمر إلى تقليص عدد مرتادي النزل الفاخرة، فَصِحّة المواطن التونسي أهم من جلْب العُملة الصعبة فالصحة أبجلُ وأعزُّ وأدْومُ.

احْذَرْ سيدي الوزير من التعويل على وعي المواطن التونسي فلو كان مواطننا واعيًا بِحِيل تجار السياحة لَما كان يرضى بالمعاملة العنصرية التي يلقاها كلما دخل نزلا يعج بالسيّاح الأوروبيين.

احْذَرْ أيضًا سيدي الوزير من الشركات السياحية العالمية والمحلية غير المنضبطة بأخلاقيات المهنة والتي تتلاعب وتتاجر بقِيم التضامن والحفاظ على البيئة.

أعز حاجة أنتظرها منك أنا شخصيًّا سيدي الوزير هي التالية: تمتيعُ السيّاح اللّيبيّين والجزائريّين والتونسيّين بتمييز إيجابي في أسعار النزل كتعويض لِما عانيناه في النُّزل السياحية التونسية من تمييز سلبي طيلة عقود وما زلتُ أذكر تلك "الحُـﭬرة" التي كنّا نُعامَلُ بها من قِبل العاملين في القطاع السياحي بدءًا بالعسّاس حتى النادل والمدير. كنا في السبعينيات في نزل في دوز يُطلَب منّا بِشَزَرِ الخروج من المسبح حالَما يطل طيف سائح أوروبّي واحد.

أخيرًا سيدي الوزير، أوصيك بتقديم الأهداف الإستراتيجية العاجلة والآجلة (الصحية والاجتماعية والبيئية) على الأهداف الاقتصادية العاجلة والسلام على مَن اهتدَى واتبع الهُدَى.

Source d’inspiration: Le Monde diplomatique, juillet  2020, extraits de l’article de  Geneviève Clastres, journaliste «À la recherche du voyage ‘’écoresponsable’’», pp. 14 & 15

إمضائي:
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران): صديق فيسبوكي موريطاني فهمها على أنها انتفاخٌ للأنا. ومَن كان أقسى مني على الأنا؟  إمضائي هذا أعني به "إذا لم تقبل الفكرة اليومَ فقد يأتي يومٌ وتتبناها، لا أكثر ولا أقل".
"وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة" جبران خليل جبران
النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ، أنا لا أقصدُ فرضَ رأيِي عليكم بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل مقالٍ سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 27 جويلية 2020.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire