jeudi 9 juillet 2020

نقدٌ في العُمقِ للمدرسة الليبرالية السائدة حاليًّا في التعليم في العالَم أجمع وفي القطاعَين، العمومي والخاص. فكرة الفيلسوف ميشيل أونفري، ترجمة وصياغة وتَوْنَسَة مواطن العالَم محمد كشكار



دكتورا في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا  (La Didactique de la Biologie)
 (L`école libérale)
نحنُ رجالُ التعليم ونساؤه المعارضون لسياسة الانتقاء في التعليم العمومي
La sélection selon le  mérite scientifique est appelée sélection républicaine
وأخص بالذكر منهم اليساريين الذين عرفتهم. كُنّا في السبعينيات من القرن الماضي نطالب بإلغاء الانتقاء ودَمَقرطة التعليم من أجلِ مَنحِ فرصٍ أكبر في النجاح لأبناء الأغلبية، أي أبناء الفقراء من طبقة العمال والفلاحين الصغار الذين يمثلون 99 % من سكان تونس (والعالم أيضًا).
اليوم وأنا متقاعد وعيتُ متأخرًا أننا لم نكن على صوابٍ تام كما كنا نعتقد في شبابنا. اليوم، هبّت على العالم وعلينا رياحُ الديمقراطية الليبرالية المنحازة إلى طبقة الأغنياء الذين يمثلون 1 % من سكان العالم وحلّت بين ظهرانينَا المدرسة الليبرالية (L`école libérale de l’ère de Ben Ali et de la Révolution) فعوضت المدرسة الجمهورية (L`école républicaine de l’ère de Bourguiba).
في المدرسة الجمهورية، صحيحٌ كان يسود فيها الانتقاء الليبرالي وليس الجمهوري
 La sélection libérale a remplacé la sélection selon le mérite scientifique
لكنه كان انتقاءً حسب الاستحقاق العلمي وليس الطبقي. في المدرسة الليبرالية المعممة، يسود اليوم انتقاءٌ من نوعٍ آخرَ، انتقاءٌ مغلّفٌ بدمقرطة مزيفة: أهمِلت المدرسة العمومية وهُمشت لغاية في نفس رجال الأعمال الجشعين. تتمثل هذه الغاية غير النبيلة في تقوِية التعليم الخاص الليبرالي وإبرازِه في دورِ المنقذِ من تدهور التعليم العمومي وتدحرُجِه: يُقال أن في مفتتح هذه السنة الدراسية 2016-2017 التحق بمؤسسات التعليم الخاص حوالي 25 ألف تلميذ جديد. أصبح النجاحُ والتشغيلُ بعد التخرجِ في أغلبيتهما مُحتكريْن من قِبل أولاد أصحابِ النفوذ والمال، وأصبح المدرّسُ عُرضة للرشوة عن طريق دروسٍ خصوصيةٍ باهظة الثمن ونجاعتها متواضعة. لقد تعطّلَ الارتقاءُ الاجتماعي (L`ascension sociale) حسب الاجتهاد في الدراسة وفُسِح المجال واسعًا أمام المحسوبية والفساد المادي والأخلاقي وفقدت المدرسة بريق السبعينيات وانطفأ أمل الارتقاء في عيون التلامذة الفقراء ونقصت لديهم الدوافع (La motivation).
يبقى دومًا لكل قاعدةٍ استثناءٌ، والاستثناء العالمي يتمثل في التعليم المجاني رفيع المستوى في فنلندا وفي القليلِ مِن الدول الاشتراكية أو الرأسمالية (بالترتيب الانطباعي غير العلمي وغير الشامل وقليل الدقة: حسب ما قرأتُ: فنلندا، ألمانيا، سنغفورة، بريطانيا، كوريا الجنوبية، الصين، المجر، الشيلي وكوبا، تركيا)، حيث يغيبُ التعليم الخاص أو يكاد ويُثمّن التعليم العمومي أفضلَ تثمينٍ وحيث توصل الفنلديون بنجاح إلى الجَمعِ والتوفيقِ بين محاسن الانتقاء العلمي ومحاسن دمقرطة التعليم، لم ينزل المستوى العلمي للتعليم وفي نفس الوقت ارتفع عدد المستفيدين منه على اختلاف انتماءاتهم الطبقية.

إمضائي
"
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران): صديق فيسبوكي موريطاني فهمها على أنها انتفاخٌ للأنا. ومَن كان أقسى مني على الأنا؟  إمضائي هذا أعني به "إذا لم تقبل الفكرة اليومَ فقد يأتي يومٌ وتتبناها، لا أكثر ولا أقل".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 6 ديسمبر 2016.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire