mercredi 22 juillet 2020

اجتهاد شخصي محدود ومتواضع. مواطن العالَم، غاندي الهوى ويساري غير ماركسي



كغيرِ مختصٍّ في تاريخِ الشعوبِ، لم أفهم كيف يتفاخر بعض التوانسة بحضارات احتلت أرضَهم قرونًا؟ حضارة الغزاة الفينيقيين وحضارة الغزاة الرومان! هل الأسبان يتفاخرون بحضارة مسلمِي الأندلس؟ أنا لا أجدُ أثرًا في المعيشِ اليومِيِّ للمواطنِ التونسي إلا أثرَ الحضارةِ الأمازيغيةِ وأثرَ الحضارةِ العربيةِ-الإسلاميةِ. بالله عليكم لو كنت مخطِئًا، أصلِحوني!
بعد الصدمة الأولى وما تبعها من مقاومة بربرية شرسة للمسلمين الوافدين، مقاومة بطولية دامت ما يقارب 300 سنة، وخلافًا للرومانية والفينيقية، فالحضارة الإسلامية حضارة مفتوحة (Une civilisation ouverte et perméable, elle-même résultat d'une interaction entre plusieurs civilisations : arabe, byzantine, persane, turque, kurde, hindoue, etc). حضارة بطاقةُ دخولها "الشهادتان" فقط، حضارة التسامح والمساواة التامة بين البشر دون تمييز ديني أو عرقي، حضارة لم تتكبّر على الشعوب التي فتحتها ولم تُقص السكان الأصليين (Les indigènes) من تقلد مناصب مهمة في القيادة الإسلامية الإدارية والعسكرية، حضارة هضمها الشعب التونسي واستبطنها وتبنّاها ونحت منها كيانًا خاصًّا به، يُسمّى الهُوية التونسية-الأمازيغية-العربية-الاسلامية.

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 22 أوت 2019.







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire