1.
غيابُ الجمالية في شكل المدرسة وهندسة فظاءاتها المنغلقة
(قاعاتها وساحاتها وملاعبها ومكاتبها وحدائقها وسورها) والمنعزلة عن العالم الخارجي.
2.
انعدام الأنشطة الثقافية المكمِّلة للمنهج الدراسي مثل
الرقص والمسرح والسينما.
3.
تحريمُ الخروجِ عن محاور المنهج "المقدّس"
والكتاب المدرسي "المقدّس" أيضًا، تحريمٌ قد يولّد سلطة قامعة لأي
أفكارٍ تحاول التمرّد على هذه السلطة
فيتعاظم العقاب البدني واللفظي داخل مدارسنا العربية: مدرسة بافلوفية لا يوجد فيها
إلا السؤالُ والجوابُ، العقابُ والثوابُ!
4.
تكلّسُ طرق التدريس والتركيز
على نموذج واحد فقط وهو المدرسة السلوكية لواتسون وسكينر (مدرسة بافلوفية).
5.
التركيزُ على نوع واحد من الامتحان، امتحان لا يقيس إلا
قدرة ذهنية واحدة وهي القدرة على الحفظ والاسترجاع، امتحان يتجاهل القدرات الأخرى
التي قد تكون مميزة مما قد يجرّ التلميذ جرًّا إلى امتهان الغش والتفنن فيه.
6.
تحوَّلُ المدرّس من صاحب رسالة تربوية نبيلة إلى مقاولٍ
دروسٍ خصوصيةٍ جَشِعٍ.
المصدر: تربية
العنف، مقال صَدَرَ حديثًا بمجلة المرصد عدد 2 (مجلة فصلية فكرية سياسية مستقلة)،
ص 79، دار شامة للنشر، تونس 2018.
أضيفُ إلى ما قاله أعلاه
المعلم المستقل عبد الناصر إسماعيل بعض الأسباب الخاصة بالنظام التربوي التونسي الحالي:
-
المدرسة التونسية كانت مدرسة جمهورية يسود فيها مبدأ
الاستحقاق (L’école
républicaine où règne la méritocratie) واليوم للأسف أصبحت مدرسة ليبرالية
يسود فيها ضعف المستوى (L’école
libérale où règne la médiocratie).
-
المدرسة التونسية كانت مدرسة الأمل لأولاد الفقراء، الأمل
بالصعود الاجتماعي (L’ascension
sociale)، ولكن للأسف لم تعدْ كذلك ومنذ عقود.
-
الاكتظاظ داخل القسم الواحد (من 30 إلى 40 تلميذًا) مما
يعطّل عملية التعليم (مهنة المدرس) والتعلم (مهنة التلميذ) فيضطر هذا الأخير
اضطرارًا للتشويش.
-
غياب تكوين المدرس (غيابٌ تامٌّ وليس نقصًا طفيفًا يمكن
ترميمه) في علوم التربية (البيداغوجيا، علم نفس الطفل، علم التقييم، علوم التواصل،
علوم الحاسوب، إلخ.) وفلسفتها (الديداكتيك، الإبستمولوجيا، تاريخ العلوم، إدراك
عملية الإدراك، إلخ.).
-
غياب الانضباط (La discipline des années 60-80)، غيابٌ يُعتبر عند العارفين سوء
معاملة عكس ما يتهيأ للكثيرين من غير العارفين، كما قال عالِم البيداغوجيا
بارّونود:
L’absence
d’autorité chez les enfants est une forme de maltraitance
-
غياب الأنشطة الثقافية والترفيهية داخل المؤسسات
التربوية العمومية والخاصة، غيابٌ يجعل التلميذ يأتي مكرهًا للمدرسة.
-
غياب الجمالية داخل المؤسسات التربوية العمومية والخاصة،
غيابٌ يجعل التلميذ لا يحب مدرسته (La
beauté elle-même est éducatrice).
-
غياب آفاق التشغيل بعد التخرّج من الجامعات العمومية
والخاصة، غيابٌ يجعل التلميذ يفقد الدافعية للتعلم (La motivation de réussir).
-
نقص في التجهيزات المخبرية خاصة في مواد العلوم
التجريبية (الفيزياء وعلوم الحياة والأرض) مما يصنع من التلميذ متلقيًا سلبيًّا لا
فاعلاً إيجابيًّا.
-
دروسنا يغلب عليها الجانب النظري على حساب الجانب
التطبيقي مما يجعل التلميذ يمل ويفقد التركيز في الدرس (Pas sans intérêt).
-
تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية خارج المؤسسات التربوية:
يأتي التلميذ إلى القسم، لا ليكتشف الدرس بل ليكرره مما يجعل التلميذ يمل ويفقد
التركيز في الدرس.
-
عدم ملاءمة البرامج لانشغالات التلميذ وخلوِّها من
الأسئلة الحارقة (Les questions
vives l’écologie, la sexualité, la toxicomanie, etc).
إمضائي
أجتهدُ
فإذا أصبتُ فلي الأجرُ الموعودُ، وإذا أخطأتُ فلي بعضُه!
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر"
(جبران): صديق فيسبوكي موريطاني فهمها
على أنها انتفاخٌ للأنا. ومَن كان أقسى مني على الأنا؟ إمضائي هذا أعني به "إذا لم تقبل الفكرة
اليومَ فقد يأتي يومٌ وتتبناها، لا أكثر ولا أقل.
Aimer, c`est
agir. Victor Hugo
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 11 جويلية 2020.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire