mardi 14 juillet 2020

لماذا، في بلدي؟ مواطن العالَم



- في صحافتنا، يكتب الصحفي في صحيفته مكررًا ما كتبه زملاؤه في الصحف الأخرى، وطنية أو أجنبية.
- في جامعاتنا، يدرِّس الأستاذ الجامعي
مكررًا ما درَسه في المرحلة الثالثة ولا يقوم بِبحوث أساسية بنفسه وفي بيئته (Recherche fondamentale)، فهو إذن ناقلٌ للعلم وليس منتجًا للمعرفة (Le Savoir) عكس ما يفعله زملاؤه في الجامعات الأجنبية المرتبة (Cotées).
- في مدارسنا، يدرِّس المعلم أو أستاذ الثانوي مكررًا ما درَسه في الجامعة ولا يقرأ الجديد ولا يقوم بِبحوث ميدانية بنفسه وفي بيئته (Recherche-Action)، فهو إذن مقلّدٌ وليس مجددًا عكس ما يفعله زملاؤه في الصين وفنلندا والمَجَرْ وبولونيا.
- في فيسبوكنا، يتقاسم الناس ما نشره غيرهم دون تثبت أو تَرَوٍّ.
- في عياداتنا الخاصة، يعالِج الطبيبُ جميع مرضاه بنفس الوصفة دون اجتهاد خاص حالة بحالة وهمّه الوحيد يتمثل في قبضِ المقابل ويصِف للتونسيين نفس الدواء الذي يصِفه زميله في باريس للباريسيين.
- في تلفزاتنا، يستنسخ منشّطونا ما يبتكره زملاؤهم في الغرب للغربيين.
- في معمارنا، يستثري المهندس المعماري ولم يبدِع في حياته مثالا هندسيا واحدا. 
- في موسيقانا، يستثري الملحّن ولم يبدِع في حياته جملة موسيقية واحدة. 
- في تعليمنا، يتخرّج الطالب العلمي وهو لم يقرأ في حياته روايةً واحدة.
- في إداراتنا، يُخطئ المسؤول الصغير فيصبح مسؤولا كبيرًا.
- في انتخاباتنا، يُخطئ السياسي فنعيد انتخابه.
- في بيداغوجيتنا، يُمنح المدرّس رخصة لتدريس الأطفال مدى الحياة وهو لم يقرأ ولو كتابًا واحدا في علم نفس الطفل.
- في ديداكتيكنا، يُمنح مدرّس العلوم رخصة لتدريس العلوم مدى الحياة وهو لم يقرأ ولو كتابًا واحدا في الإبستمولوجيا.
- في نقابتنا، يتخاصم المدرّسون مع وزارة التربية فيُحرم التلميذ من الدرس ويُعاقَب البريء على ذنب لم يقترفه ويُجازَى المدرس بزيادة وهمية في القدرة الشرائية.
- في بحوثنا العلمية، جُل أطروحات الدكتورا عندنا -بما فيهم أطروحتي- هي عبارة عن نُسخٍ باهتة لاكتشافات علماء الغرب وجل دكاترتنا ببغاوات لدكاترة الغرب. من جانبي، أحاول أن أكون عصفورًا صغيرًا خفيفًا يغرِّد حرّا خارح السرب.
لماذا، في بلدي؟ لأن بلدي، تونس، جسمٌ ضعيف المناعة!


إمضائي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا واقتداء بالمنهج العلمي أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها
إذن إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 20 سبتمبر 2016.
Haut du formulaire
Bas du formulaire


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire