lundi 8 juillet 2019

عَجَبِي! مواطن العالَم



عجبي كبيرٌ من دولةٍ، نظامها جمهوري، وهي، ومنذ أربعين سنة، لا زالت تخطط لصُنع أخطر سلاح من أسلحة الدمار الشامل، القنبلة الذرّية! عجبي يكبر ويكبر.. عندما اكتشفتُ أنها جمهورية إسلامية، وأنا أعرف أن أسلمَ تعريفٍ للإسلام، هو الآتي: "اسمٌ اشتُقَّ من السلام، والمسلمُ هو مَن سَلِمَ الناس من يده ولسانه".  والكذبةٌ الكبرى تقول أن القنبلة الذرّية هي سلاح سيادة.
كيف برّرت الباكستان المالكة لـ"سلاح السيادة" خذلانها لأقرب حلفائها، طالبان أفغانستان، عندما غزوهم ظلمًا الأمريكان؟  قالت: "لن أتصدى للغزاة العتاة حِفاظًا على قنبلتي النووية، سلاحي الوحيد ضد أبناء عمومتي هنود الهند".
لماذا لا تتخلى إيران طواعيةً عن مشروعها النووي، عوض أن تتخلى عنه مكرهةً كألمانيا واليابان؟ هل الإيرانيون أكثر شجاعةً من الألمان واليابانيين؟ وهل جنّبت قنبلة ستالين إمبراطورية الاتحاد السوفياتي من التفكك والانهيارْ في وضح النهارْ؟

أما باقي سلاحها الكلاسيكي فقدوظفته كله أو جله ضد الشعوب العربية المسلمة الشقيقة في العراق وسوريا واليمن، ولم تطلق رصاصة واحدة ضد الشيطان الأكبر، أمريكا (باستثناء إسقاط طائرة دون طيّار أخيرًا)، ولا حتى ضد الشيطان الأصغر، إسرائيل.
حزبُ الله، حزبٌ لبنانيٌّ وليس حزبًا إيرانيًّا، وهو أول منظمة مقاومة مسلحة في التاريخ لم تطلق رصاصة واحدة ضد العدو على مدى 13، العدو الإسرائيلي الغاصب لجزء من لبنان (مزارع شبعا)، وذلك منذ حرب 2006 .
إسرائيل ضربت عدة مرات قواعد عسكرية في سوريا تابعة لإيران وربيبها حزب الله، الاثنان لم يردّا على إسرائيل إلا بالتهديدات الجوفاء، في المقابل الاثنان أسُودٌ ضد المواطنين السوريين، لا يفرّقان بين الدواعش المقاتلين والمواطنين العُزّل (أطفال ونساء ومُسِنِّي الدواعش).

ماذا قالت لوموند ديبلوماتيك (جوان 2019) عن إيران؟ والعهدة على الراوي:
ميزانية إيران العسكرية لا تفوت ربع ميزانية السعودية العسكرية. إيران تملك جيشين متنافسين، واحد نظامي كلاسيكي ضعيف والآخر إيديولوجي قوي (حراس الثورة). خُلق الثاني لانعدام الثقة في الأول، ففي تنافسهما إذن تكمن نقطة الضعف الكبرى في جهاز الدفاع الإيراني. الجيش النظامي مجهز بـ65 طائرة فقط، أكثرها من عهد الشاه، لا فانتوم، لا ميراج، ولا حتى واحدة ميـﭬ من "حليفتها" روسيا، وهذه الأخيرة سبق لها وأن تركت إسرائيل تضرب قواعد عسكرية إيرانية في سوريا، وهي تعلم مسبقًا بالغارة الغادرة ولم تحرك ساكنًا. أي حليفٍ هذا، حليفك يتآمر مع عدوك! أي عبثيةٍ هذه! روسيا باعت لإيران منظومة رادار متطورة، آخر صيحة. صواريخ شهاب 1 و2 هي في الأصل كورية شمالية، وإيران عدّلتها كما فعل قبلها عدوها السابق صدام مع صواريخ سكود الروسية. إيران تملك الكثير من الطائرات دون طيار صنع محلي.

خاتمة:
أتمنى، مثل كل مواطنين العالَم أن تنتصر دولة من عالمنا الثالث على أكبر دولة إمبريالية ليبرالية في العالم، حتى ولو كانت إيران هي نفسها إمبريالية إسلامية إقليمية (تهيمن حاليًّا على العراق وسوريا واليمن ولو استطاعت لتوسعت أكثر)، أتمنى أن تنتصر إيران على أمريكا، لكن "وما نـيل الـمـطـالب بالتمنـي***ولـكـن تــؤخـذ الـدنـيا غلابـا" (أحمد شوقي)، ولو أنني لا أحبّذ هذه المفردة الأخيرة (غلابـا) التي تتغنى بقهر الآخر، وأنا لا أحب قهر الآخر بالعنف، حتى لو كان هذا الآخر عدوِّي.
وأخيرًا، أنا أدينُ  صُنع كل أنواع الأسلحة، وأدينُ أيضًا وبشدّة استعمالها تحت أي مسمَّى أو أي قضية، حتى ولو كانت قضية تحرير أوطان، وأومن بالنضال السلمي بديلاً وحيدًا، ولنا قدوة حسنة في غاندي ومانديلا وفي ثورتنا التونسية: رأيٌ حرٌّ، رأيٌ ذاتيٌّ جدًّا، ولا يحق لأحدٍ لومي على ما أحملُ، لكن يبقى لك الحق في إبداء رأيك بعيدًا عن شخصي آلاف الكيلومترات، لك الحق في إبداء رأيك في الإشكالية التالية: "أيهما أفضل، المقاومة (أو المعارضة) المسلّحة، أو المقاومة (أو المعارضة) السلمية؟"

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" جبران

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 9 جويلية 2019.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire