jeudi 11 juillet 2019

أخافُ على تونس من أن ينتشر فيها يومًا هذا الوباء، لو واصلت حكوماتنا القادمة في انتهاج نفس السياسات النيوليبرالية التي دشنتها في تسعينيات القرن الماضي! لوموند ديبلوماتيك، ترجمة مواطن العالَم



أفريقيا السوداء، ما زالت القارة الأكثر تضررا من الأوبئة الثلاثة، السيدا، السّل، والملاريا (حمّى السبخة). أوبئة تكبح التنمية، والفقراء  معرّضون أكثر من غيرهم جرّاء أنظمة صحية مهمشة منذ التسعينيات من قِبل حكومات منفذة لسياسات نيوليبرالية. منظمة الأمم المتحدة (ONU) تسعى للقضاء على هذه الأوبئة في أجلٍ أقصاه نهاية 2030، قدمتْ مساعدةً بـ560 مليون دولار لمنظمة أطباء العالَم (MDM)، التي رفعت فوق خيمتها في بلدية يوبوون (أبيدجان، ساحل العاج) لافتة كُتب عليها شعار باللهجة المحلية "ضع واقيًا قبل ممارسة الجنس" (Avant de faire l’amour, mettre un préservatif)...
نسبة الضحايا لدى متعاطي المخدرات وصلت إلى 9،8% سنة 2014، وعند المثليين قفزت إلى 39%...

رجال الأمن والرشوة: في أبيدجان، العاصمة الاقتصادية، يوجد 100 مربض لتعاطي المخدرات في الهواء الطلق (hangar fumoir)، يتجمّع فيها بين 6 و10 آلاف مدمن يدخنون وسط أكوامٍ من الزبالة. رجال الأمن، الذين قبضوا رشاوي، غضّوا البصر من شدة الذل الذي أصابهم، كل يوم يتفقدون المرابض بضمير مهني ميت ويأتون فقط لقبض أعطيتهم (سمعتُ في المقهى ولم أرَ بأم عيني شيئًا، سمعتُ أخيرً خبرًا مفاده أنه يوجد في عاصمتنا فضاءٌ مماثلٌ في كل شيء لمرابض أبيدجان، يفتح أبوابه كل مساء بداية من الساعة السادسة. أوردتُ هذا الخبر بكثير من الاحتراز والتحفظ، لأنه ربما يكون خبرًا زائفًا أو إشاعة مغرضة، أتمنى ذلك من كل قلبي والله أعلم!)...

المخدرات تدخل عبر ميناء أبيدجان، الهيروين المصنعة في آسيا تعبر منه إلى أمريكا، الكوكايين المصنعة في أمريكا اللاتينية تعبر منه إلى أوروبا، والباقي يُقسّم محليًّا إلى جرعات تُخلط بمواد في بعض الأحيان سامّة أيضًا وذلك للتخفيض من ثمن الجرعة التي تُستهلك في السجائر. جرعة الهيروين بـ1،5 أورو وجرعة الكْراكْ بـ3 أورو (سُمّي الكراك كراك لأن حُبيباته تصدر صوتًا عند تسخينها)، مع العلم أن الأجر الشهري الأدنى يساوي 91 أورو. المدمنون العاطلون والعاطلات عن العمل يلتجئون عادةً للسرقة أو البِغاء، رجالًا ونساءً، مع كل ما يرافق هذه التجارة من أخطار تهدد صحتهم وتعكّرها...

الدعاة المسيحيون الإنجيليون أقاموا 100 معسكر يتجمع فيها المرضى: أثناء الصلاة يتوقفون عن تناول أدويتهم ويصلون جماعة من أجل حدوث معجزة: شفاؤهم. تفطن الأطباء فسعوا لتحسيس القساوسة حتى يحثوا المرضى على تناول أقراصهم مهما كان وضعهم الصحي كما فعلوا سابقًا مع الأطباء التقليديين...

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" جبران

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 12 جويلية 2019.

Le Monde diplomatique, juillet  2019, extraits de l`article «La santé pour tous, un défi planétaire. Abidjan se mobilise contre le sida», par Christelle Gérand, journaliste, Supplément, pp. I, II et III



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire