vendredi 26 juillet 2019

ما هو أكبرُ خطرٍ يهددُ مستقبل العالَم؟ تأليف كريستيان دو دوف، جائزة نوبل في الطب1974 ، ترجمة مواطن العالَم



نص المؤلف:
الأخطارُ التي تهددُ مستقبل العالَم هي أخطارٌ معروفةٌ ووسائل الإعلام العالمية والمحلية تتناقلها يوميًّا: جشع الرأسماليين، الحروب، صناعة الأسلحة، الاحتباس الحراري، التلوث، نقص التغذية، إلخ. لكن ما لا يقولوه لنا هو اسمُ الخطر الأساسي والرئيسي وهو المتسبب في كل هذه الأخطار، خطرٌ يسكن في كل خلية من خلايانا، خطرٌ يولد معنا، خطرٌ نحمله طول حياتنا ونورّثه لأولادنا، خطرٌ نتج عن الانتقاء الطبيعي الدارويني (La sélection naturelle  خطرٌ مكتوبٌ بالشفرة في جيناتنا (Notre ADN): أنانيتنا، جشعنا، عدوانيتنا ضد الآخر، إلخ.
كيف نقاومه؟
يجب علينا أن نكسب بعقولنا (L’acquis) حكمةً (Une sagesse) لم نرثْها في جيناتنا (L’inné). أما حكمة أسلافنا فلن تنفعنا كثيرًا، لأن حكماء الماضي لم يكونوا يعرفوا، ولا يمكن لهم أن يتنبئوا بالأزمة الحالية التي تعيشنا الإنسانية. لكن نصائحهم تبقى دومًا ثمينة، وخاصة النصيحة التي تقول: يجب علينا أن نأخذ العبرة من دروس التاريخ من أجل بناء مستقبلٍ أفضلَ.

إضافة المترجم:
 نفس الخطر، نسميه نحن مجازيًّا في تراثنا الإسلامي "النفس الأمّارة بالسوء"، والمفارقة الكبرى أننا نملك الوصفة العلاجية (L’antidote) لكننا ، وللأسف الشديد، لم نطبقها منذ انبعاثها، أي منذ 14 قرنًا، نصيحةٌ ثمينةٌ واسمها "الجهادُ الأكبرُ" والذي يتمثلُ في مقاومة أنانيتنا وجشعنا وعدوانيتنا ضد الآخر. ألم ينصحنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قائلا: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، أخيه في الإنسانية وليس أخيه في الإسلام فقط. أما حكمة سلفنا الصالح (الشريعة) فلم ولن تنفعنا كثيرًا ويجب علينا أن نخلق بعقول عصرنا شريعةً غير موجودة، لا في جيناتنا ولا في فقه علماء ديننا.

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 27 جويلية 2019.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire