samedi 22 avril 2017

ملاحظات على الطايِرْ من ساهرٍ حائرْ، حاول الإقلاع عن التدخين. لم يُفلِح في الإقلاع فكيف سيُفلِح في الطيران؟ مواطن العالَم، يساري غير ماركسي، مفكر مستقل حزبيًّا

قبل الثورة عارض اليساريون التونسيون بورڤيبة وبن علِي ودفعوا ضريبة غالية.
قبل الثورة عارض الإسلاميون التونسيون بورڤيبة وبن علي ودفعوا ضريبة أغلَى.
بعد الثورة وصل الإسلاميون إلى الحكم ولم يُوفَّقوا في تحقيق أي مطلبٍ من مطالب الثورة لأسباب تخصهم ولأخرى خارجة عن نطاقهم، لكنهم وحدهم في نظري يتحملون المسؤولية السياسية والأخلاقية في فشل حكم الترويكا. استقالوا مكرَهين، ورغم ذلك سجلوا سَبْقٌا ديمقراطيًّا يُحسب لهم لا ضدهم.
بعد الثورة بقي اليساريون في المعارضة لكن مسؤوليتهم الكبرى وخطأهم الأكبر يكمنان في تحالفهم مع أعداء الثورة (أكبر فُسّاد تجمّع النداء) من أجل إسقاط الإسلاميين. وبِتحالف المصالح غير المعلن وغير المتفق عليه بينهم وبين قيادات النهضة قطعوا الطريق على المرزوقي وأوصلوا للسلطة مَن هو أسوأ منه ثوريًّا ألف مرة (قد يكون أفضل منه بِمِقياسٍ ليس بِمقياسي، مقياس العولمة والبراڤماتية والتوازنات الإقليمية).
أتعجب من بعض النهضاويين الذين يلومون على بعض اليساريين المعارضين فسحهم المجال أمام رجوع رموز التجمعيين في اعتصام باردو، وفي نفس الوقت ينسون أو يتناسون أن اليساريين بالأيادي دفعوا والإسلامين بالأحضان استقبلوا. فعلى مَن مِنهما أشدَّ أعتبُ، وعلى مَن منهما أكثرَ ألومُ؟
بِصدقٍ وإنسانيةٍ أتفهّمُ خوف قيادات النهضة من رجوع ويلاتِ الماضي ومفاجآت المستقبل لكنني لا أعذرهم وأحمّلهم مسؤولية ما نحن فيه اليوم من وضعٍ أقل ما يُقال فيه أنه بائسٌ وتعيسٌ.
أنهي بِلومٍ شديدٍ ومزدوجٍ موجهٍ للإخوة الأعداء، تمنيتُ مِن كل قلبي لو كانا أصدقاء (القيادات اليسارية والقيادات النهضاوية): لقد قمتما الإثنان بِمراجعاتٍ إيديولوجية مهمةٍ لكنها مراجعات لم تُسجّل في أدبياتكما ولم تغيّر من تحالفاتكما الداخلية والخارجية، ويبدو لي كملاحظ خارجي مستقل أن قواعدكما النظيفة والشريفة غير راضية على آدائكما الاثنين، ولولا تشابه تنظيمات أحزابكما الستالينية لتركاكما فريستين للتجمع الراجع ينهشكما، الأضعف ثم الضعيف.
أنا مستعد أن أهبَ نفسي جسرًا للتوفيق بين كل مَن يؤمن بالعدالة الاجتماعية على الطريقة الأسكندنافية مِن رفاقي اليساريين وأصدقائي النهضاويين. لا أكره قياداتكما وأحب فعلاً قواعد النهضة لكنني أحب عائلتي الفكرية أكثر.

إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 23 أفريل 2017.
Haut du formulaire




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire