لماذا أقول "مشارَكة
متواضعة"؟ هذا واقعٌ وليس تواضعًا في ظاهره تواضعٌ وفي داخله تكبّرٌ مغلّفٌ
بتواضعٍ مغشوشٍ هو أنكَى من التكبّرِ الحقيقي نفسه. أولا أنا لستُ مختصًّا في علوم
الفضاء ولا في الهندسة الجيوفيزيائية، بل مختصٌّ فقط في ديداكتيك البيولوجيا وأستاذ
علوم الحياة والأرض، ونحن معشر أساتذة هذه المادة ناقِصِي تكوين في الجيولوجيا
بالذات. ثانيًا لم أقرأ الأطروحة المعنية، وحتى وإن قرأتُها فلستُ مؤهلاً لِدحضِ
ما ورد فيها، والعلمُ لا يُردُّ عليه إلا بعلمٍ وفي نشريات علمية مختصة ومرقّمَة (Une revue scientifique spécialisée et cotée)، نشريات غير موجودة للأسف الشديد في جميع دولِ العالَمِ العربِي. ثالثًا، العلماء أنفسهم
لم يؤتُوا من العلم إلا قليلاً - ومرجعيتي في حكمي هذا علمية وليست قرآنية - فما
بالكَ إذن بِطالِبِ علمٍ وناقِلِه من أمثالي، لم يؤتَ من العلم إلا قليلُ القليلِ.
دون إطالة سأدلِي بِدلوي في
الموضوع من خارج الموضوع معتمدًا ومركزًا على المنهجية العلمية (La méthodologie)
التي
تعلمتُها خلال سبع سنوات بحث علمي (AEA-DEA + Doctorat)
وهي مناقضة في مجملها للحس العام السائد (Le sens commun dominant):
-
العلم - يا سادتِي يا كرامْ - تراكمٌ وبناءٌ على بناءْ (Accumulation et Construction) وليس وحيًا من السماءْ أو اكتشافًا معلقًا في الهواءْ (Une
découverte brusque et spontanée)) فلا تتوهموا إذن أن علمًا قد
ينبثق يومًا من جامعةٍ عربيةٍ قاحلةٍ جدباءْ ولو عاش أينشتاين في الصحراء لأصبح في
أحسن الحالات أمهرَ صياد غزلانٍ وضِباءْ ولو درس في تونس أو دمشق أو صنعاء لَتخرّج
أستاذُ رياضيا تٍ أو فيزياءْ!
-
العلم - يا سادتِي يا كرامْ - يلزمه مخبر والمخبر يلزمه
ميزانية وميزانية العرب تُصرفُ على الانحراف والبذخ والرشوة ونشر الخرافات الجوفاءْ! وخاصة مخابر الفضاء
فميزانياتها تفوق ميزانية جامعات العرب جمعاءْ!
-
البحث العلمي - يا سادتِي يا كرامْ - أصبح اليوم
جماعيًّا (Travail d`équipe) أو لا يكون؟ والاختصاص العلمي
توسع بدرجة أنه لم يعد في وسع عالِمٍ واحدٍ أن يُلِمَّ بجميع فروعِه فلم يعد إذن في
مقدورِ عالمٍ معزولٍ مهما كانت عبقريتُه أن يؤكد بمفرده أو يدحض نظرية علمية وهو قابِعٌ
في صومعته أو باحثٌ نشِطٌ في مخبره المتواضع.
-
يا سادتِي يا كرامْ، يبدو لي - والله أعلم - أن جميع
أطروحات الجامعات العربية ليست إلا نُسَخًا باهتةً لعلومٍ غربيةٍ فاتها الغربُ من
زمان، ولا أستثنِي أطروحتي رغم أنني حصلتُ عليها تحت إشرافٍ مشتركٍ في غالبيته فرنسي
(UCBL1).
ملاحظة:
سمعتُ مُؤطٍّرَ الطالبةِ - التي يُقالُ أنها متفوقةٌ - الأستاذ جمال الطوير في
قناة "نسمة" يقول أنها لم تستند في بحثِها على الدين ولم تستشهد بِآية
قرآنيةٍ واحدةٍ، وأنا أصدقه إلى أن يأتي ما يخالفُ ذلك والسلام.
إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر"
(جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 5 أفريل 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire