jeudi 27 avril 2017

غايات السياسيين الأخلاقية النبيلة، عادة ما تُخفِي وسائل غير أخلاقية وغير نبيلة وكلهم "أمّهم هاوية" شيوعيين كانوا أو إسلاميين؟ دردشة مقاهي: فكرة فيلسوف حمام الشط الماركسي حبيب بن حميدة، صياغة وتأثيث مواطن العالَم اليساري غير الماركسي وبِحضور جليس قارّ نهضاوي صديق حميم

Attention, tous les deux nous guideraient vers l'abîme

بكل جِد كلانا يدعو إلى التشكيك الفلسفي في نوايا السياسيين، وخاصة مُدَّعِي الغايات الأخلاقية النبيلة منهم، فعادة ما تكون وسائلهم غير أخلاقية وغير نبيلة. يبدو لي أن كل قائد سياسي - شيوعي أو إسلامي - يدّعي قيادة الجماهير إلى الجنة السماوية أو الأرضية هو كاذب لأن لا وجود لِجنة أرضية والسماوية علمها عند الله.

سبق لنا وأن جرّبنا السياسيين الشيوعيين، ستالين وبول بوت وغيرهم، أما الإسلاميون فيبدو -  والعلم بالغيبِ عند الله - أنهم على نهج الشيوعيين سائرون وعلى منوالهم ناسجون وفي الغايات النبيلة والوسائل غير النبيلة مشتركون وفي اللبّ متشابهون ولا تغرّنّكم أنهم في الكسوة مختلفون - حمراء كانت أو خضراء - (« L`habit ne fait pas le moine»). يبدو لي أن في مستنقع المثالية المتطرفة جميعهم يسبحون وللحقيقة محتكِرون، إنهم لَواهمون ولنا لَظالمون والاثنان على تونس دخلاء وفيها الاثنان منبتّين يُعتبرون. غرق الشيوعيون وحتمًا سيلحق بهم الإسلاميون لو لم يغيروا ما بِهم وإلى ربهم يرجعون، فالدين يدعو إلى التواضع وعدم التكبّر على خلق الله وأولَى بهم أن يطبقوا هذه المبادئ على أنفسهم قبل دعوة الغير إلى تطبيقها.

-         وَعَدَنا ستالين بِتحرير عمال العالم وفلاّحيه، غاية جِدُّ نبيلة، ومن أجل تحقيقها قتل ونفَى وقمع وشرّد ملايين العمال والفلاحين.
-         وَعَدَ بول بوت شعبَه بمستقبل زاهر، غاية جِدُّ نبيلة، ومن أجل تحقيقها قتل رُبع شعبه، مليون ضحية على أربعة ملايين ساكن.
-         وَعَدَ حسن الترابي السودانيين بِتحقيق العدل الإسلامي، لم يُحقق منه إلا قطع أيادي السرّاق الجياع، مُنكرٌ شديدٌ تجنبه بِحكمة عمر بن الخطاب عندما عطّل حد السرقة عام الرَّمَادَةِ ان اشتد الجوع جدا وهلك الناس، وللرَّمادَةِ في السودانِ أعوامُ.
-         وَعَدَ أردوڤان الأتراكَ بالحرية والعدالة، غاية جِدُّ نبيلة، ومن أجل تحقيقها فَصَلَ 167 ألف موظف من عملهم ودمّر بالطائرات بعض مُدُنِ شعبه الكُردِي وشرّد سكّانها.

خلاصة القول: الوسيلة أهم من الغاية لأنها بِبساطة تُعلن عن النوايا وتُبشّر بالغاية قبل حصولها، و"الجواب بيّن من عنوانه" كما تقول الحكمة الشعبية، والغاية لا تُبرّر الوسيلة كما أكد الفيلسوف العظيم كانط (La fin ne justifie pas les moyens. Kant).

إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 26 أفريل 2017.
Haut du formulaire





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire