الحكاية كما رواها لي (في
مقهى البلميرا بِحمّام الشط الشرقية) صديقي وزميلي اليساري رضا بركاتي أخو نبيل
بركاتي العضو السابق بحزب العمال وشهيد القمع البورڤيبي سنة 1987: "في بداية
الستينيات زار الحزبُ الشيوعي التونسي (قبل حَظْرِهِ مِن قِبل بورڤيبة سنة 1963) دولةَ الصين الشيوعية للمشاركة في مؤتمرٍ
عالمي للأحزاب الشيوعية. وَجَّهَ له الحزبُ الشيوعي الصيني سؤالا عن هيكلته في
تونس فأجاب: لدينا تمثيلياتٍ في الجامعات ومكاتبَ في بعض الجهات وحضورٌ في
المنتديات الثقافية. ردّ الصيني متعجِّبًا: نحن نعلم أن الشعبَ التونسي مسلمٌ
بنسبة 99% ، ونعلم
أيضًا أن أكثرهم يرتادون المساجدَ والجوامعَ. فهل لديكم حضورٌ في هذه الفضاءات؟
قال التونسي مرتبِكًا: وما صِلتنا نحن الشيوعيون بهذه الفضاءات الدينية؟"
تعليقي:
مِن المفروض أن يكون المناضلُ الشيوعي داخل شعبه كالسمكة في الماء كما قال
ماوتستونڤ (الزعيم الصيني الشيوعي ومؤسس الصين الشعبية الحديثة سنة 1945)، ونحن
نرى اليوم اليساريين في تونس كالألواحِ فوق الماء، يطفون ولا ينفذون للأعماق! وعِوض
أن يقاوموا الظلمَ والفقرَ نراهم يتعالون على هُويةَ شعبهم الإسلامية ويجهلون
تراثَه وينسون أو يتناسَون أن ماركس قد قال أن الدين هو صرخةُ المظلوم، باستثناء المناضل اليساري طاهر الطاهري رئيس جمعية حماية واحات
جمنة. وأول الفقراء والمظلومين في تونس هم الأجراء عُمّالاً وفلاحينَ، وإن هَجَرَ
هؤلاء الأخيرين الأحزابَ اليساريةَ فالمشكلة في هذه الأحزابِ وليست في الأجراء لو
كان اليساريون صادقين مع يسارِيتِهِم ومتماهين مع شعبِهِم في آن.
إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر"
(جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 6 أفريل 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire