mercredi 1 mars 2017

شاركتُ اليوم مع زملائي المدرّسين في تظاهرة الكرامة. مواطن العالَم

 كأستاذ نقابي متقاعد لم يَهِنِّي الوزير ناجي جلول شخصيًّا وإنما أهان المدرسين عمومًا ومَن يهين زملائي فكأنما أهانني شخصيًّا أو أكثر.
كرامة المربي فوق كل اعتبار ومَن أهان مربّيًا واحدً فكأنما أهان المربين جميعًا.
والمربّي المُهانُ يا سادتي يا كِرام لا يُطالب بتفسير شعوره بالإهانة لكنه يبقى هو وحده - ولا أحد غيره - القادر على تحديد الخطاب المُهين من غير المُهين.
أغلب المربين قالوا أن الوزير أهانهم، وأكاد أجزم أن المربين لا يمكن أن يجتمعوا على ضلالة.
ملاحظتين صحفيتين: الأولى: بالمقارنة مع الاحتجاج الأول ضد جلول أمام وزارة التربية والذي جمّع ثلاثون ألف حسب تقدير النقابة، فاحتجاج اليوم لم يجمّع إلا سدس عدد الأول أي حوالي خمس آلاف.
الثانية: بالمقارنة مع الاحتجاج الأول أيضًا، لاحظتُ دون تعميم تغيّب كبير لبعض المنتمين من المربيات المحجبات والمربين الذين "سيماهم على وجوهم". قد يكون هذا التغيّبُ بإيعاز مِن... نتيجة صفقة سياسية انتهازية مَا، والعلم لله. يظهر لي أن بلڤاسم عنده حق (غمزة موجهة إلى جُلاّسي مساءً في مقهى الأمازونيا بحمام الشط الغربية).
ملاحظة بيداغوجية: حتى ولو كان جلول "جول فِيري زمانه" ("فِيري" هو سياسي ومصلح تربوي فرنسي عظيم عاش في القرن التاسع عشر)، فيجب تغييره لأن المدرسين يكرهونه ولن يطبقوا إصلاحه حتى ولو قادهم إلى الجنة، وتغيير وزير أسهل بكثير من تغيير شعور مائة ألف أو مائة وستون ألف مدرّس.
ملاحظة منهجية: البرنامج الإصلاحي لـجلول شكرتْه منظمة الأمم المتحدة، لا لأن جلول عبقري وإنما لأن هذا البرنامج كان مِن إنتاجها. وأنا كعَلماني يساري غير ماركسي وكمواطن العالَم، سبق لي وأن ثمنتُ  في الفيسبوك هذا البرنامج في صيغته النظرية بعد الاطلاع عليه كعضو سابق في لجان الإصلاح التربوي، لكنني كمسلم عربي تونسي أرفضه وقتيًّا لأنه مستوردٌ وإقصائي لشريحة كبيرة من الشعب التونسي بنخبتها وعامتها، لذلك يبدو لي أنه يجب علينا تونسته وأقلمته مع الهُوية العربية الإسلامية قبل تطبيقه، وإلا فلن يمر، ولو مر فلن يثمر كإصلاح الشرفي وإصلاح الرويسي.

إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 1 مارس 2017.
Haut du formulaire



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire