mardi 7 mars 2017

من سوء حظنا نحن العربُ أن التطرفَ الديني عندنا يتصاعد وبِوتيرةٍ سريعةٍ! فكرة جورج قرم، كاتب ومفكر حر لبناني. تأثيث مواطن العالَم

 جورج قرم: "الشريف رضا (بداية القرن 20) أكثر تطرّفًا من محمد عبده، حسن البنا الإخواني أكثر تطرّفًا من الشريف رضا، سيد قطب الإخواني أكثر تطرّفًا من حسن البنا، أسامة بن لادن السلفي الجهادي أكثر تطرّفًا من سيد قطب، أبوبكر البغدادي السلفي الجهادي أكثر تطرّفًا من أسامة بن لادن" (بداية القرن 21).
أضيف: الإخوان المسلمون الجزائريون (حرب أهلية) أكثر تطرّفًا من الإخوان المسلمين السوريين، والإخوان المسلمون السوريون (معارضة مسلحة) أكثر تطرّفًا من الإخوان المسلمين المصريين (معارضة سلمية) والنهضاويون التونسيون أقل تطرّفًا من الثلاثة (على مستوى خطاب وممارسة القيادة اليوم: ديمقراطية، دستور وضعي، حرية الضمير والمعتقد، مجلة الأحوال الشخصية التي تضمن مساواةً كاملةً وحقوقًا أساسيةً للمرأة، التداول السلمي على السلطة، فصل الدعوي عن السياسي، الحوار الوطني وسياسة التوافق والتعايش وتقاسم السلطة مع الخصم السياسي بغض النظر عن اختلافي مع حزب "النهضة" في مشروعه السياسي والفكري والمجتمعي).
ميشال أونفري، فيلسوف فرنسي: "الحضارة اليهودية-المسيحية في حالة تفسّخ وتدهور وانحطاط، والدليل أنك لن تجد اليوم مسيحيًّا واحدا مستعدًّا للتضحية والاستشهاد دفاعًا عن دينه أو رسوله بينما تجد آلافًا من المسلمين مستعدين لذلك من أجل نصرة دينهم ورسولهم".
تعليق: نصرة الدين الإسلامي والرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو سلاح ذو حدين، فلو كان نصرةً للعدل والحق فهو مطلوبٌ ومحمودٌ، لكن لو كان تعصبًا أعمى وتكفيرًا وإقصاءً لغير المسلمين كما هو حال النصرة والقاعدة وداعش وأنصار الشريعة وبوكو حرام وفتح الشام، فهو مرفوضٌ ومذمومٌ.
وذلك لسببٍ منطقِيٍّ واضحٍ وهو التالي: المفروض أن الإنسانَ يتعصب لمِلكِه، ونحن نعلم أن الإسلامَ رسالةٌ نزلت للعالمين مسلمين وغير مسلمين، ورسولنا محمد بُعِثَ رحمة للعالمين مسلمين وغير مسلمين. كفانا إذن تشويهًا للإسلام وانحرافًا عن رسالته السمحة المتسامحة ولْنَكُفّ عن نسبة عنصريتنا وتكبرنا وكرهنا للآخر إلى حديثٍ أو قرآنٍ وهما  مِن أوهامِنا وأطماعِنا براءٌ في براءٍ.
نفحة أمل أنهي بها مقالي: يبدو لي ولبعض الفلاسفة الفرنسيين أن التطرفَ الإسلامي له أسبابٌ سياسيةٌ ولغةٌ ورمزيةٌ إسلاميةٌ، وليست أسبابًا دينيةً كما يتوهم أغلب ُالغربيين وبعضٌ من المسلمين.

ويبقى الغربُ الاستعماري (خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بما فيها روسيا وإسرائيل) هو المولِّدُ الرئيسي لإرهاب دُوَلِهِ المسَلَّطِ على العالَم الثالث بِرُمّته، المولِّدُ بدوره لإرهاب الحركات الإسلامية المذكورة أعلاه، ويبقى الغربُ كافرًا بحقوق الإنسان خارج حدوده الجغرافية وكأن الإنسان لا وجودَ له خارجها. لا يعنيني كمسلم كُفرَه بالإسلام، فنحن أيضًا نَكفرُ باليهودية والمسيحية في ثوبَيهِما المعاصرَين، وذلك لأنني كمسلم أيضًا أومن بحرية المعتقد استنادًا لما نزل في القرآن الكريم من آيات تؤكد وتُبيح هذه الحرية المطلقة مثل: "لا إكراه في الدين" و"فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ "و"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا".

إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 7 مارس 2017.
Haut du formulaire






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire