jeudi 16 mars 2017

أعتذِر لأمي، الله يرحمها! مواطن العالَم

 الحمد لله، لم أكُ يوما عاقًّا بِـوالِدَيًّ. فعن أي ذنب إذن سأعتذر؟
عذرًا أمي وقد لا يبلغك في اللحدِ عُذرِي. كنتُ أود أن أبوح لكِ بِهِ في حياتي لكنني أنا وأنتِ يا حبيبتي كنا نتبادل المشاعرَ الدافئة بصمتِ.
أعتذر عن طيش الشباب لكنني أعرف أنني في عينَيْكِ الأعقل.
تُهاتفني الغالية لائمةً وفي عمرها يومًا لم تلمنِي: عن أي طيشٍ تتحدث يا مُحُمُّدْ؟ أطِشتَ لا قدّر الله بعدِي؟
لا يا أمي، معاذ الله، حاشا أن يلحقك سوء ذِكرٍ مِنّي.
حيّرتني يا مُحُمُّدْ، ما الأمرُ إذن يا كبدِي؟
أنا الآن أكتبُ لكِ وفي غرفتي الآن بعيدًا عن زوجتي وأحفادك أبكي. لأول مرة أقولها لك بِـصوتٍ عالٍ: توحشتِك يا أمي، أحبك يا أمي.
 اسرع يا مُحُمُّدْ، قُل لي يا عيونِي، ما بِك يا ولدي؟
لا بأس يا أمي.
قل يا وليدي فأنت في حضن أمك يامنة.
أبكِي بالصوت يا أمي، انتظري يا أمي، نزعتُ النظّارات يا أمي، أصبحت أضع نظّارات يا أمي.
لا تبكِي يا مُحُمُّدْ، لم أرك يومًا في حياتي تبكِي.
مِن الندمِ الشديدِ أبكي.
عن أي شيء ندمتَ يا مُحُمُّدْ؟
عن الإفطارِ في رمضان في حضرتك يا أمي.
مسامحتك يا كبدِي.
تصبحينَ على خير يا أمي.
ليلتك زينة يا ولدي.

إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 16 مارس 2017.


Ma mère est décédée le 11 mars 1993
Haut du formulaire



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire