samedi 4 février 2023

خلل\حل عدد 29: واجب تدريس علم التخلّق في مادة علوم الحياة والأرض في مستوى الثالثة ثانوي

  (l’épigenèse)

"اللاحتمية الجينية: توأمان حقيقيان يولدان من نفس الخلية-لهما نفس الإرث الجيني، أحدهما قد يتخرج طبيبا والآخر مهندسا. مستقبلنا لاتحدده جيناتنا وحدها" (Henri Atlan).

لا يولَد الأطفال ملائكة كما يعتقد الكثيون ولا شياطين أيضًا. يولدُ الطفلُ بشرًا طبيعيًّا (L`homme de la nature: l`inné)، بشرًا غير مكتمل الإنسانية ثم يكتسبُ إنسانيتَة شيئًا فشيئًا عبر تَفاعُلِ (Interaction + épigenèse)  جيناته مع محيطه (L`homme de l`homme: l`acquis). "جيناتُنا  ما زالت تعتقد أننا نعيش في الغابة" 

(ADN=logiciel biologique performant mais anachronique, Yuval Noah Harari).

نذكّر بأن الجدل العلميّ الذي كان قائما بين النسبة المئوية للموروث والنسبة المئوية للمكتسب في الصفات البشريّة وخاصة الذهنية منها. هذا الجدل أصبح جدلاً عقيمًا وقد ولّي وانتهي وأصبحنا نقرّ اليوم أن الصفات الذهنية مثل صفات الإيمان بالله والذكاء والعدوانية هي صفات وراثيّة بنسبة 100 %  ومكتسبة بنسبة 100 %  (Allbert Jacquard)، وذلك لأن الأسباب الوراثية والمكتسبة المسؤولة عن  تشكّل الصفات الذهنية، عديدة ومتداخلة ومتشابكة فيما بينها وتتفاعل مع بعضها باستمرار فلا نستطيع  تجزئتها أو فصلها ميكانيكيا عن بعضها البعض أو تحديد نسبة الوراثي فيها من نسبة المكتسب. وهذا ما نسمّيه اليوم علم التخلّق (l’épigenèse)، وهو بالمناسبة موضوع أطروحتي سنة 2007.

 

العلاقة الخطية: المخ يؤثر في اللغة والسلوك والأفكار.

العلاقة التفاعلية (épigenèse cérébrale): المخ يؤثر في اللغة والسلوك والأفكار ويتأثر بهم.

العلاقة الخطية (a vers b) أصبحت عاجزة عن تفسير الظواهر. عوضتها العلاقة التفاعلية

La complexité: a et b dans un réseau de relations.

 

اللدونة المخية (Plasticité Cérébrale):

للمخ قدرة فائقة على إعادة التشكل المجهري والتأقلم مع الطوارئ قد تصل إلى مواصلة أداء دوره بعد فقدان ثلث وزنه.

 


vendredi 3 février 2023

خلل\حل عدد 28: واجب تدريس الطب الوقائي والتربية الصحّية في الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعي

 

 

لماذا لا ندرّس الطب الوقائي طيلة 16 سنة في الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعي كمادة مستقلة يدرّسها أستاذ-طبيب حتى نعلّم جيل المستقبل حماية نفسه ونقلل من النفقات الباهظة للعلاج سواء النفقات العمومية للدولة أو النفقات الخاصة للعائلات.

هل يهدد مصالحكم إلى هذه الدرجة حتى تحرّموه علينا يا تجّار الطب ومحتكِرو العلم ؟

عدم الاهتمام المكثّف بالطب الوقائي في تونس (المفروض طبيب في كل مستوصف) سوف يكون له أثر سيء على صحة المواطنين في المستقبل وسوف يزيد من عجز الصندوق الوطني للضمان الصحّي (CNAM).

كندا تخصص للوقاية الصحية 6% من ميزانية الصحة، إيطاليا 4%، فرنسا 1،8% (Le Monde diplomatique février 2020). كم تخصص تونس للوقاية الصحية ؟ الله أعلم ؟

يبدو لي أن دجاجَ شركةِ "بولينا" الخاصة في تونس يتمتعُ برِعايةٍ صحيةٍ أفضلَ مما يتمتعُ به العمالُ والموظفونَ التونسيونَ !

 

لذلك نرى أنّه من واجبنا تقديم مقاربة صحّية مدرسيّة بديلة تتمثل في النقاط التالية:

-         تشجيع التلميذ على ضمان استقلاليته تجاه السلوكات غير الصحّية وبعض المنتوجات الطبيّة والابتعاد ما أمكن عن الغرائز والإنفعالات والأفكار المسبّقة وسلطة الإعلام والقوالب الجاهزة في الموضة والرياضة.

-         تعزيز الثقة بالنفس لدى التلميذ وتدريبه على التحكّم في التوتّر وإتّقاء الأخطار المحدقة به وإنقاذ الآخرين إن لزم الأمر.

-         تنبيه التلميذ للدور السلبي للمصانع غير المجهزة بوحدات تنقية الهواء المنبعث من المداخن والتي تتسبب في تدهور المحيط الصحّي والنفسي للمواطن.

-         إبراز دور القدرة الشرائيّة والحبّ والضحك والأصدقاء والنظام الغذائي في رفع المستوى الصحّي للمواطن.

-         توفير التجهيزات الصحيّة الكافية والنظيفة والفضاءات الترفيهيّة والتدفئة والتكييف داخل المدرسة وداخل وسائل النقل.

-         حثّ العاملين بالمدرسة على ملاءمة سلوكاتهم الصحيّة اليوميّة مع ما يتلقّاه التلميذ من تربية صحّية.

-         دمج التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصّة في المدرسة وتوفير تسهيلات لوجستيكيّة لتنقّلهم وتعلّمهم.

-         تشريك التلامذة والأساتذة والقيّمين والأولياء ومِهنييّ الصحّة والسلطات المحليّة ورجال الأمن ورجال المطافئ في إعداد برنامج التربية الصحّية.

-         توفير إطار متخصّص قار لمعالجة المشاكل النفسيّة والعاطفيّة للتلميذ لأّنّها قد تعوق اكتسابه للمعرفة.

-         ربط تدريس التربية الصحّية بالإختصاصات الأخرى باعتبارها تربية على المواطنة لا تقتصر على الجانب الفيزيولوجي فقط.

 

خلاصة القول

لو أدخلنا التربية الصحّية كما نراها نحن ويراها غيرنا من المحبين لهذا الوطن في برامج الإبتدائي والإعداديي والثانوي والجامعي باعتبارها مادّة قارّة بضارب محترم ولو خصّصنا لها عيادة وقائية في كل مستوصف لتحسّنت صحّتنا واستغنينا جزئيا عن خدمات "الكنام" (الصندوق الوطني التونسي  للتغطية الصحية) الذي يوتّر أعصابنا كل يوم في فضاءاته الإدارية عند انتظار ساعة أو ساعتين لتقديم ورقة أو ورقتين من أجل استرجاع دينار أو دينارين.

جلنا أنانيون وغير الأناني فينا نتهكم منه ونحبِطه ! مواطن العالَم

 

 

قال تعالى: " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا". حسب تأويلي الحر: الفجور هو الأنانية، والتقوى هي الاستقامة ونكران الذات وإيثار الآخر. الآخر هو المختلف عنا جنسا أو لونا أو عرقا أو دينا أو فكرا أو ثقافة أو إيديولوجيا أو تاريخا أو جغرافيا. يبدو لي أن قدرَنا هو أن نحب هذا الآخر. ولو لم نحبه فكيف سنهديه أفضل ما عندنا: كنوز تراثنا المتمثلة في ديننا وفكرنا ومنطقنا وقِيمنا وتراثنا وتاريخنا وكرمنا وتقوانا. وهل تُقدَّم الهدايا لغير الأحبة ؟ ألَمْ يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". أخوه في الإنسانية، ملحدا كان أو لاأدريا أو يهوديا أو نصرانيا أو بهائيا أو بوذيا أو هندوسيا.

         أما نحن اليوم معشر التونسيين، فعِوض أن ننهي عن المنكر، ترانا نحارب المعروف بنصائحنا العجيبة المتداولة باللغة الدارجة وكل إناء بما فيه يرشح: "ابعِدْ عَالشَّرْ وغَنِّيلُو".. "أخْطَأ رأسي واضربْ".. "سَيّبْ عْلِيكْ".. "آشْ إهِمِّكْ".. "آشْ لَزِّكْ".. "آشْ دَخِّلِكْ".. "تِلْهَى في حْوايْجَكْ".. "قِيمْ الفرضْ وانڤب لَرْضْ".. "عامِلْ فيها مُصلح اجتماعي"..، إلخ.

 

"إيه يا سيدي عامِلْ فيها مُصلح اجتماعي" ! ألم يأمرنا القرآن الكريم: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ.

والله لا توجد أمة في التاريخ تصلي خمس مرات في اليوم وتذكر كلام الله وتتذكره أكثر من أمة المسلمين، وفي نفس الوقت والله لا توجد أمة في التاريخ لا تخاف ربها ولا تخشاه في سرّها وعلنها أكثر من أمة المسلمين المعاصِرة !

أمة لم تبدع ولم تنجح إلا في محاربة النجاح رغم قلة تواجده فيها منذ عشرة قرون. تحارب أصحابه على ندرتهم وتتهكم من نجاحاتهم وتقلل من شأنها. وفي المقابل تتستر على الفاسد وتحميه تحت غطاء القبلية والعروشية.

أمة لا تحاول أبدا تغيير ما اعتراها من وهن بل تقعد عن العمل وتمجد الكسل وتنتظر تغييرا قد يأتي وقد لا يأتي من السماء ولله في حكمته شؤون، سبحانه يَسأل ولا يُسأل، يُحاسِب ولا يُحاسَب، ناسية أو متناسية قوله تعالى: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

الألمان غيّروا ما بأنفسهم بعد الحرب العالمية الثانية وكذلك فعل اليابانيون فغيّر الله ما بهم ورفعهم إلى أفضل الشعوب والدول دون أن يطلقوا رصاصة واحدة ضد أعدائهم بعد الهزيمة أما نحن فما زلنا في مكاننا قابعين وللرصاص ضد أنفسنا مُطلقين وللقدر دون عملٍ مستسلمين. الله يستر العاقبة...

 

إمضائي

يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -واقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.

لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

Ma devise principale : « faire avec » les conceptions non scientifiques (elles sont non scientifiques mais elles ne sont pas fausses car elles offrent pour ceux qui y croient un système d`explication qui marche). « Faire avec pour aller contre » ces mêmes conceptions et simultanément aider les autres à auto-construire leurs  propres conceptions scientifiques.

Mon public-cible: les gens du micro-pouvoir (Foucault) comme  les enseignants, les policiers, les artisans, les médecins, les infirmiers, les employés de la fonction publique, etc.

Mauris Barrès : Penser solitairement mène à penser solidairement. 

Taoufik Ben Brik : nomme-moi offrande, et je m`offrirai. 

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاربعاء 2 مارس 2016.

 

jeudi 2 février 2023

خلل\حل عدد 27: واجب التخلي عن مؤسسات الإعداديات والمعاهد النموذجية

 

 

« Une réforme du système éducatif n’est un enjeu majeur que si elle profite, en priorité, aux élèves qui ne réussissent pas à l’école. » Philippe Perrenoud, 1997

الدولة نفسها أصبحت تصنّف الذكاء، تمارس التمييز، تعمّق الهوّة بين التلامذة ولا تجسّرها، لا بل تُقِيمُ للحَيْفِ إعدادياتٍ ومعاهدَ نموذجية. إن تكلفة معهد نموذجي واحد في ولاية ما (يؤمه قلة من التلامذة) تكفي لترميم البنية التحتية وتحسينها في جميع المعاهد العادية لهذه الولاية (يؤمها أغلبية التلامذة). الدولة لا تهدف لخير الأكثرية، بل تهدف لانتقاء الأقلية "الأفضل" (ironie)، رعت الزهرة بعرقنا (تلامذة النموذجي)، أصبحت الزهرة ثمرة يانعة، قطفها الغرب دون عناء (هِجرة جل أصيلي النموذجي بعد تخرّجهم). أيوجد غباء يفوق هذا الغباء ؟ تلامذة النموذجي "الممتازون المتميزون المحظوظون" (ironie)، استفادوا من "مبدأ التضامن الوطني في القطاع العام"، فضّلناهم وميزناهم -غصبًا عنا- أفضل تمييز، نحن الموظفون العموميون دافعو الضرائب والممولون الأساسيون للقطاع العام، لكن قرار إنشاء المعاهد والإعداديات النموذجية ليس قرارَنا بل هو قرارُ نظام تربوي انتقائي مسنَدٌ من قِبل نظام سياسي ليبرالي (بورڤيبة وبن علي وبعد الثورة).

يبدو لي أن كل الحضارات بُنِيَتْ على الطمعِ والأنانيةِ ! مواطن العالَم

 

 

-         قامت فرنسا بثورة "من أجل الحرية والأخوّة والمساواة" (1789)، وبعد تسع سنوات فقط احتَلتْ مصرَ (1798)، وبعد أقل من نصف قرنٍ الجزائرَ (1830)، ثم تونسَ فالمغربَ، نهَبت ثرواتَنا وشغَّلت سواعدَنا واستغَلتها أبشعَ استغلالٍ، وبعرقِنا بَنَتْ جزئيّاً نهضتَها الصناعية وأسست "ديمقراطيتَها" السياسية.

-         قامت روسيا بثورة "من أجل العمال" (1917)، وبعد أربع سنوات فقط قَمَعَ الجيشُ الأحمرُ بقيادة تروتسكي انتفاضةَ عمالِ ميناء كرونستاد (1921).

-         جاءت الديانات التوحيدية المسيحية والإسلام من رب العالَمين "رحمةً للعالَمين"، لكن "المسيحيين" و"المسلمين" احتلوا الأمصارَ دون رحمةٍ بحثًا عن الغنائم.

-         سافر الأوروبيون من أسبانيا بحثًا عن طريقٍ تجاريٍّ جديدٍ للهند (عوض طريق الحرير المراقَب من قِبل المسلمين)، فاكتشفوا أمريكا، احتلوا أراضٍ، أبادوا شعوبًا، هدَموا حضاراتٍ (1492) وأسسوا دولاً "متحضرةً متطورةً"، سمّوا أهمها "أمريكا الشمالية"، وما زالت تُسمّى كذلك وما زالت أيضًا دولةً "متحضرةً متطورةً"، شنَّت على الدول الأخرى مائتَيْ حربٍ استباقية ظالمة، ضربت اليابان بقنبلتين نوويتين فقتلت 150 ألف مدني بريء في يومٍ واحدٍ.

-         جاءت المَكْنَنَةُ (La révolution industrielle) فبدا لنا أنها حررت العمال من عناء الأعمال كما توهّم ماركس. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن: بفضل المَكْنَنَةُ استغل الرأسماليون العمالَ وعلى بؤسهم بنوا "مجدًا تليدًا" وطوروا "حضارةً غربيةً".  

-         جاء المنقِذُ "المحايِدُ"، جاء العلمُ، أقبل البدرُ علينا، استبشرنا به خيرًا، صَدَمَنا "خيرُه" فوقع الطلاقُ بين الإنسانية وبينه إنشاءً ذاتَ صباحٍ، يوم 6 أوت 1945 في هيروشيما وناڤازاكي.

-         هلت علينا الثورةُ الخضراءُ، قلنا ذهبَ الجوعُ دون رِجعةٍ لم يذهب بل استقر وعشّشَ وعَمَّ ومعه جاءنا التلوثُ بالأسمدةِ المصنعةِ مُرْفَقًا بالاحتكارِ وغلاء الأسعارِ.

-         حقوق الإنسان يُمَكَّنُ منها اليهوديُّ المستعمِرُ ويُحرَم منها الفلسطينيُّ المستعمَرُ.

-         العِلاجُ للأغنياءِ والألمُ للفقراءِ.

-         البنوك صناديق يَملؤها غصبًا الفقراءُ ويُفرِغها تحيُّلاً الأغنياءُ.

-         الثورةُ شجرةٌ يزرعُها الشجعانُ الشرفاءُ ويجنِي ثمارَها الانتهازيونَ الجبناءُ.

-         الديمقراطية: يومٌ واحدٌ كل خمس سنوات تصويتٌ للفقراءِ، وخمس سنوات متتالية سلطة كاملة للأغنياء.

 

خاتمة: ما بُنِيَ على باطل فهو باطلٌ باطلْ، طالَ الزمانُ أو قَصُرَ ! لهم المالُ والجاهْ ولم يبقَ لنا إلا وجه اللهْ. سيأتي يومٌ نعيدُ فيه أنسنة الإنسانية، وبيولوجيًّا حتمًا سيأتي ناسْ غير هذه الناسْ، ناسْ لن يركبَ فيهم الأقرع على الفرطاسْ، بل سوف يتعاون الاثنان، يترافقان، ويبنيان حضارةً على مقاس الناسْ، كل الناسْ، دون تمييزٍ بين دياناتٍ أو إيديولوجياتٍ أو أجناسْ.

 

إمضائي

"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو

"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)

Malheureusement, ce sont les vrai-vices privés qui nous font miroiter la pseudo-vertu publique.

 

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 20 مارس 2018.

 

mercredi 1 février 2023

خلل\حل عدد 26: واجب تغيير نموذج الاجتماعات البيداغوجية مع المتفقد

 

 

يبدو لي أن المدرّسين لا يستفيدون معرفيًّا من الاجتماعات البيداغوجية مع المتفقد في مراكز التكوين الجهوية (CREFOC). لماذا ؟

لأن المتفقد عادةً ما يحاضر في كل الاختصاصات (البيداغوجيا، الديداكتيك، الإبستمولوجيا، تاريخ العلوم، المنهجية، علم نفس الطفل، علم التقييم، علوم التواصل، إلخ) وهو في الواقع ليس مختصًّا في أي علمٍ من هذه العلوم. ما ضرَّ لو استدعى في كل حصة قمةً من القِمم الجامعية وترك لها مهمة تكوين المكونين، واحترم نفسَه واكتفى بمهة التنسيق، وعاش مَن عَرَفَ قدرَه ووقفَ عندَه.

المتفقدون البيداغوجيون ليسوا منظرين في علوم التربية. هم (des techniciens) وليس لهم أي شهادة في الاختصاص إلا بعض الاستثناءات.

صديقي بلـﭬاسم عمامي، متفقّد ديداكتيكي، قال في مجلة المرصد، العدد الأول، 2018:

-         قلة من المتفقدين يأتون محمّلين للتفقّد بـ"مشروع" تربوي أو إنساني لفلسفة التربية ولأدوار المدرسة في الرقيّ بالمجتمع.

-         لا يزال في تصور الإدارة أن دور التفقد البيداغوجي هو "ضبط" جمهور المدرّسين بما يعطيه له القانون من صلاحيات تتوجه أساسا للجانب الردعي.

-         المدرس عادةً ما يرى في المتفقد "مفتشا وعينا رقيبة عليه" لذلك يعيش حالتين متناقضتين في تعامله مع "موعد الزيارة.

-         سؤال: "ما الذي دفعك إلى سلك التفقد ؟" جواب: "الخروج من القسم، قيمة اعتبارية، مسؤولية، حرية في العمل، التخلص من غطرسة المتفقدين، ممارسة السلطة".

-         التفقد البيداغوجي خطة تم التخلي عنها في الأنظمة التربوية السيادية في دول راهنت على الثروة البشرية (مثل فنلندا).

-         سوف يتخذ المتفقد أدوارا جديدة تحرره من "واجب الرقابة والتقييم" ليحتل فضاءات أكثر جدوى من خلال التجديد والتكوين والبحوث والإسناد.

 

وأنا أقول:

أتمني أن يُحذف سلك التفقد البيداغوجي تدريجيا، ويُعوَّض بزيارات متبادلة بين مدرّسين وباحثين في علوم التربية: تَفاعُل بين التنظير والتطبيق. المفارقة أن لي بينهم أصدقاء وكم تمنيت في شبابي أن أكون متفقدا لكن هذا لا يمنعني من نقد وظيفتهح والقول بأن عاما واحدا من التكوين النظري غيرُ كافٍ في عدّة اختصاصات تربوية في المركز الدولي لتكوين المكونين والتجديد البيداغوجي في قرطاج (CIFFIP ).