باسكال-ماري ميلان،
عالِمة أنتروبولوجيا، تصنف المجتمعات الأمومية إلى ثلاثة:
1. المجتمع
الأمومي (Une société matriarcale) تكون فيه السلطة العائلية للأم على عكس
مجتمعاتنا الأبوية الحالية في العالَم أجمع (Des sociétés patriarcales).
2. المجتمع
الأمومي-الخطّي (Une société matrilinéaire) حيث اللقب والإرث ينتقلان من
الأم إلى أبنائها ذكوراً وإناثاً على السواء.
3. المجتمع
أمومي-السكن (Une société matrilocale)، الرجال يعيشون في بيوت أمهاتهم ويعاشرون
زوجاتهم في بيوت أمهاتهن، ولو أقاما الزوجان مع بعضهما فعادة ما يكون السكن في بيت
عائلة الزوجة.
مجتمع "نا" الصيني:
مجتمعٌ يضم 30 ألف نسمة (سنة 2007)، يعيشون في الجنوب الغربي الصيني على
تخوم (حدود) جبال الهيملايا. مجتمعٌ أمومي-خطّي وأمومي-السكن، لكنه ليس
أمومي-السلطة. وحسب عالِم الأجناس الصيني (ethnologue, 1960) هو مجتمعٌ "دون أب ودون
زوج"
(Une
société sans père ni mari).
الإخوة والأخوات (frères et sœurs)
يعيشون كامل حياتهم تحت سقفٍ واحدٍ مع أمهم وأولاد أخواتهم. الأبناء يُرَبون من
قِبل الجدة من الأم والأخوال والأم والعمّات. لقب العائلة يورَثُ من الأم إلى
الأبناء وليس من الأب. يُجِلون ويُبجِّلون الأجدادَ من الأم. يَعبُدون الطبيعة
كالجبل والبحيرة، ككائنات أنثوية. السلطة في العائلة تكون موزعةً بصفة متوازنةٍ
نسبيّاً بين الإخوة والأخوات. النساء يهتممن بالدار والأبناء، والرجال يشتغلون
خارج المنزل.
العازبات منهن (17-18 عام) يستقبلن عشاقهن ليلاً دون علم باقي أعضاء الأسرة
الموسعة. يأتي عشيقها مع أصدقائه والمرأة تختار واحداً قد يكون غير عشيقها لو رغبت
في التغييرِ والتجديدِ. العشيق يأتي علناً لو أصبح رسميّاً وعليه عندئذٍ أن يجلب
معه هدايا لكل أعضاء الأسرة الموسعة حتى يشتري وِدَّهم وينال الرضا والقبول، لكن
هذا لا يمنع المرأة من مواصلة استقبال العشاقِ الآخرين ليلاً وخُفيةً وتغييرهم
أيضاً إذا أرادت. يصبح من الصعب إذن معرفة الأب البيولوجي لأبناء الزوجة أو
العشيقة. بالنسبة لإخوة العروسة، المهم عندهم أن الأبناء هم من صلب أختهم، لا يهم
تحديد أبيهم
الحقيقي، خاصة وأن الأب
الرسمي يعيش هو أيضاً مع أسرته الموسعة من أمه وليس مع زوجته أو أسرتها من الأم.
مع التطور السياحي وللأسف الشديد، بعض نساء
"نا" شيّؤوا تقاليدهم الجنسية الحرة، سلعنوها وحوّلوها إلى دعارةٍ
مُقنّعةٍ وسبيلاً للكسبِ من السياحةِ الجنسيةِ (Malheureusement,
les femmes Na instrumentalisent leurs coutumes pour s`enrichir).
خاتمة مواطن العالَم: علماء الأنتروبولوجيا قالوا حكمةً من ذهبٍ: "لا حضارة أفضل من
حضارة" (الأنتروبولوجيا أو علم الإنسان أو العلم الحكيم كما يحلو لي أن
أسمّيه، علمٌ لم أتعلمه في الجامعة لكنني أعشقه لله في وجه الله، وَوَدَدْتُ لو
كان يُدَرِّسُ في معاهدنا كمادةٍ مستقلةٍ عن الفلسفةِ).
Référence : On a fait des Na de grandes féministes, ce qu`elles ne sont
pas, article de Pascale-Marie Milan, Le Point, mai-juin 2018, pp. 30-31
حمام الشط، الاثنين 22 أفريل2019.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire