1.
القرآن في عيون غير المسلمين المعاصرين لنزوله ؟
انتهيتُ
حديثًا من قراءة كتابٍ في ثلاثة أجزاء يتكوّن من 3400 صفحة بقلم 18 مؤلّفًا في عدة
اختصاصات يقول أن القرآن كتابٌ جمع كل علوم عصره وألّف بينها جميعًا وأضاف لها
الكثير.
Le Coran
des historiens. Sous la direction de
Mohammad Ali Amir-Moezzi & Guillaume Dye, Les Éditions du Cerf, 2019,
Paris. Prix : 69 euros (environ 240 dinars).
Formé de trois volumes (total=3400 pages).
2. هل يوجد عُنفٌ في القرآن ؟
الأنتروبولوجية جاكلين الشابي: "العنفُ في القرآن،
عنفٌ في الخطابِ فقط (Le discours)، وليس عنفًا في الفعل (L`action). وعكس ما يعتقد
الكثيرون، لم يرتفع منسوبُ العنفِ في الخطابِ القرآني إلا من أجل تجنبِ العنفِ في
الواقع المعيش. أما العنف في الفعل الداعشي فلا صلة له بالعنفِ في الخطاب القرآني بل له صلة وثيقة جدا
بِالعنف الفعلي العالمي المعاصر، والدواعش ليسوا أحفادَ محمد كما يدّعون بل هم
أبناء هتلر وستالين".
3. هل يأتي الخلاصُ يومًا من السماء ؟
القرآن: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ".
4. سؤال حيّرني سنينًا، أجابني عليه اليوم القرآن الكريم !
السؤال
الذي حيّرني سنينًا: خلافًا لجل الحضارات الكبيرة، لماذا الحضارة
الإسلامية الوحيدة التي لم تترك لنا آثارا عمرانية عظيمة مقارنة بأخواتها، مثلما
تركت الرومانية والإغريقية والصينية والهندية والأنكا ؟
الجواب
الفرضية: لعل السبب يكون ذا جذور عقائدية قرآنية ؟
الله دمّر
الحضارات الكبرى التي تتكبّر ببناء الصروح:
-
أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ (س
40: آ 37): des cordes célestes pour atteindre
Dieu): "وَدَمَّرْنَا
مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ" (س
7: آ 137).
-
حضارة عادْ: وَتَتَّخِذُونَ
مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (س 26: آ 129): ils construisent des édifices en pensant qu’ils sont éternels (...) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ،
إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (س 89: آ 6-7).
كنتُ أظن
أن القناعة ونبذ مظاهر البذخ، كنتُ أظن أن كل هذه القيم أتتني من ثقافتي اليسارية.
الواقع أنها قيم إسلامية راسخة في اللاوعي الجمعي لجميع المسلمين، يساريين كانوا
أو إسلاميين.
Pour en
savoir plus, prière lire : Le Coran des historiens.
5. الدولة العميقة، مَن تكون ؟
هي دولة عالمية بمعنى أنها دولة لا وطنية. هي سلطة تعادي
الفقراء وتساند الأغنياء. هي سلعنة الإنسان وتشييئه. (ميشيل أونفري).
الدولة
العميقة في تونس؟ ليست الدساترة والتجمعيين كما كنتُ أعتقد. هو صندوق النقد الدولي
وشركاؤه (FMI &
Cie) الذين فرضوا علينا استقلالية بنكِنا المركزي. بنكنا المركزي الذي رفض تمويل مشاريع
حكومتنا الحالية متعللاً بحججٍ واهيةٍ، مما أجبرها على الاقتراض من البنوك الخاصة بفائض 9%، لكنه في المقابل أقرض هذه البنوك
الخاصة بفائض 6%، وكأني به يريد إفلاسَ دولتِنا. صندوق النقد الدولي وشركاؤه فرضوا على رئيسنا أن يقول: "الاستعمار الفرنسي هو
حماية وليس استعمارًا". الدولة
العميقة هي التي فرضت علينا استيراد السلع الكمالية ونحن في أشد الحاجة إلى استيراد
أجهزة تنفس لمجابهة جائحة الكورونا. الدولة العميقة هي التي فرضت علينا تصدير 90%
من زيتنا وهو غير مَعَلَّبٍ. الدولة العميقة هي التي فرضت علينا نظاما انتخابيا لا
يمكن أن يؤدي إلا إلى الوضع الكارثي الذي نحن فيه وعدالة انتقالية لاعدالة فيها.
6. هل يأتي الخلاصُ يومًا من العِلم ؟
الفيلسوف ميشيل سارّ: "البشرية فقدت ثقتها في العلم
منذ سقوط قنبلتين نوويتين على اليابان سنة 1945".
Pour
en savoir plus, prière écouter Michel Serres sur YouTube.
7. هل فقدتُ الأمل في غدٍ أفضلَ ؟
لا.. لم أفقد الأمل وذلك لأسبابٍ ثلاثة لا رابعة لها:
-
التناسل الجنسي عند البشر (la reproduction humaine sexuée) لا يأتي إلا بالجديد ومع كل مولودٍ جديدٍ يولدُ أملٌ
جديدٌ، مولودٍ لا يشبه كل مَن أتَوا قبله ولا الذين سيأتون بعده (mille individus, mille cerveaux).
Pour
en savoir plus, prière lire : Voyage au centre du cerveau, Éric Fottorino,
Éd. Stock, 1998, 195 pages.
-
مفهوم "الانبثاق" (l’émergence) يقول أن الحالة الراكدة قد تولِّد حدثًا غير
مألوفٍ وغير منتظَرٍ مثل الحدث الذي وقع في جمنة يوم 12 جانفي 2011 والذي يتمثّل
في انبثاق منوال تنمية جديد، منوال غير ماركسي وغير رأسمالي، منوال يشبه الاقتصاد
الاجتمااعي-التضامني الكلاسيكي لكنه أرقى منه نوعيًّا لأنه منوالٌ مبنيٌّ كليًّا
على مبدأيْ نكران الذات والتطوع لخدمة الصالح العام.
-
أعتقد جازمًا أن الماضي لن يكون
أفضل من الحاضر والمستقبل. يكفي أن ننظر في وجوه كبار السن منّا ونرى البسمة تعلو
محيّاهم، فبفضل تقدّم الطب، أسنانُهم لم تسقط بل كلها سليمة وبيضاء وأفواههم لم تعد كالماضي درداء !
Pour
en savoir plus, prière écouter Michel Serres sur YouTube et lire son livre « C’était mieux avant ».
8. لماذا لم تنته الحروب رغم توفر ما يكفي لإطعام كل البشر ؟
القرآن: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ
أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا".
الفيلسوف كريستيان دو دوف: "لأن العدوانية تُورَّث
في الجينات وكذلك التضامن والاثنان في صراعٍ أبديٍّ لن ينتهي إلا بحدوثِ طفرةٍ
جينيةٍ (Mutation dans l’ADN)".
بصيصُ أملٍ: لو نجحنا في تطويرِ الجانبِ التضامني في
الإنسان بواسطة التربية فقد نَكْبَحُ قليلاً الجانبَ العدواني فيه.
Pour
en savoir plus, prière lire : Génétique du péché originel. Le poids du
passé sur l`avenir de la vie. Christian de Duve (Prix Nobel de médecine 1974,
biologiste-moraliste), Editions Poches Odile Jacob, Paris, 2017, 240 pages.
9.
لماذا انقرض الضميرُ المهني في العالَم وفي
جميع المهن دون استثناء ؟
الفيلسوف رولان ﭬوري: "لأن الرأسمالية سلعنت كل
القِيم وبرلتت كل المِهن (Le capitalisme a prolétarisé tous les métiers)، ثم وظفت جميع المهنيين في ماكينتها واستلبت
ضمائرهم وأفرغت كل مهنةٍ من رسالتها (الأستاذ أصبح موظفًا دون رسالة تربوية، الطبيب
أصبح موظفًا دون رسالة صحية، السياسي أصبح موظفًا دون رسالة سياسية، إلخ.)".
Pour
en savoir plus, prière lire : La fabrique des imposteurs, éd. Babel essai,
2015, 308 p., Prix 8,7 € ; Roland Gori
(psychanalyste et professeur émérite de psychologie et de
psychopathologie clinique à l'université Aix-Marseille).
10.
لماذا غُزِينا ثقافيًّا دون أن نشعرَ أو نَعِي
أننا غُزِينا ؟
الفيلسوف زيـﭬمونت بومان: "لأن الغزوَ الثقافيَّ
تمَّ بطريقةٍ ناعمةٍ وسائلةٍ".
Pour
en savoir plus, prière lire : Zygmunt Bauman (sociologue-philosophe), La vie
liquide, Ed. Fayard/Pluriel, 2016.
11.
لماذا الإسلامُ هو الإسلامُ
والمسلمون لم يعودوا مسلمينَ ؟
الأنتروبولوجية جاكلين الشابي: "الدينُ يخلقُ
المجتمعَ والمجتمعُ يخلقُ دينَه".
Pour
en savoir plus, prière écouter sur YouTube l’anthropologue française Jacqueline
Chabbi.
12.
ما الفرق بين المسلم والمؤمن ؟
جاكلين الشابي، أنتروبولوﭬ، قالت: "المؤمن هو
المسلم المقاتل". لو اعتمدنا جدلا تفسيرها فلن نجد في مسلمي اليوم مؤمنين غيرَ
الجهاديين !
13.
كيف
تجاوزتُ عقدة النقص الحضارية التي سكنتني سنينًا حيال الحضارة الغربية المسيحية
لمجرد أنني عربيٌّ-مسلمٌ ؟
عِلم الأنتروبولوجيا يقول ويؤكّد أن "لا حضارة أفضل
من حضارة".
14.
كيف نتخلص من الإرهاب
المنسوبِ خطأً للإسلامِ والمسلمينَ ؟
عالِم السياسة فرانسوا بورﭬا: "الحل يكمن في توزيع
الثروات بعدلٍ بين سكّان العالَم الأول وسكّان العالَم الثالث".
« La meilleure arme de destruction massive contre le
terrorisme islamique est le Partage économique entre le Nord et le Sud »
François Burgat.
Pour
en savoir plus, prière écouter sur YouTube le politologue français François
Burgat.
15.
هل من المعقول أن نثق دومًا
في العقل ؟
الفيلسوف هنري أتلان: "هل نكونُ على صواب عندما
نثقُ دومًا في العقل".
« A-t-on raison de faire toujours
confiance à la raison ? » Henri Atlan
Pour en savoir plus, prière écouter
sur YouTube Henri Atlan, philosophe, biophysicien, éthicien et écrivain.
16.
هل
جيناتُنا الموروثة تُحدِّدُ وحدها صفاتَنا الذهنية (الذكاء، العبقرية، العدوانية،
إلخ.) ؟
صفاتُنا الذهنية تنبثقُ من تفاعُلِ جيناتِنا مع محيطِنا
(L’épigenèse).
Pour en savoir plus, prière lire ou écouter: 1. La fin du « tout génétique » ? Vers
de nouveaux paradigmes en biologie,
Henri Atlan, Editions
de l’INRA., Paris 1999, 91 pages. 2.
in YouTube, Mohamed Kochkar : Enseigner des valeurs ou des connaissances ? 3. L’épigenèse cérébrale ou le "tout génétique"?
Édition électronique, Presses Universitaires Européennes. (PUE), 2010.
17.
صراعُ طبقات أم صراعُ حضارات أم صراعُ أديان أم أفولُ قِيمًا إنسانيةً ؟
Pour en savoir plus, prière lire ou écouter: Le naufrage des civilisations, Amin Maalouf, Grasset, 332 p, 22 €.
18.
بسبب خَطِّي غير الجميل، فرحت
بقدوم الكتابة على لوحة مفاتيح الحاسوب وقلت أن عهد الخط (Graphie) قد وَلَّى وانتهى ولا
فائدة من إجهاد الصغار في تعلمه.
عرفت اليوم أن استنتاجي كان غير علمي: تعليم
الكتابة بواسطة الخط (Graphie) أفضل من تعلّمه على الحاسوب
(Clavier). الخط يساعد التلميذ
على القراءة أحسن لأنه يتعرف بصورة أسرع على الحروف.
Pour en savoir plus, prière écouter sur YouTube : Grégoire
Borst, Professeur de psychologie du développement et de neurosciences cognitives
de l'éducation et Directeur du Laboratoire de Psychologie du Développement et
de l'Education de l'enfant (CNRS).
19.
كنت أقول أن لا فرق بين التعلم عن قرب (Présentiel) والتعلم عن بعد (Distanciel) عند الطفل والكهل.
عرفت اليوم أن استنتاجي كان غير علمي: التعلم عن قرب (Présentiel) أفضل من التعلم عن بعد عند الطفل
(en distanciel, seul l’enfant n’active pas ses neurones-mémoires).عند الكهل كيف كيف. (Grégoire
Borst).
20.
لماذا فقراءُ اليوم لم يعودوا يصبرون على فقرهم مثل فقراءِ الخمسينيات ؟
لأننا كنا نعيش فقرنا جماعيا وهم
اليوم يعيشونه في عزلة تعيسة !
Source d’inspiration : Roland GORI, La fabrique des imposteurs, BABEL, 2015 (p. 29).
إمضائي:
"المثقّفُ هو هدّامُ
القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إلى فجر آخر"
(جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 12 نوفمبر 2020.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire